مركز البحث عن جسيم الرب مواضيع ذات صلة أعلنت مجلة الجمعية الأميركية لتقدم العلم أهم عشرة انجازات علمية في عام 2012 ابتداء من هبوط المركبة الفضائية كيوريوستي على سطح المريخ بعد رحلة طولها 563 مليون كلم الى اكتشاف جسيم الرب بعد عشرات السنين من البحث. وتلخص هذه المنجزات مسيرة المعرفة البشرية في علوم الوراثة والفيزياء والكون والطب والنانو. اعتبرت مجلة "ساينس" العلمية أيضا ان اكتشاف علماء الفيزياء بوزون هيغز باستخدام صادم هادرون الكبير في سويسرا أهم اختراق علمي في عام 2012 يليها بناء تسلسل الحمض النووي لفتاة عاشت في كهوف سيبيريا قبل 50 الف سنة وعملية زراعة معقدة في مخ امرأة أميركية مشلولة من الرقبة الى القدم أتاحت لها ان تستخدم قوة الفكر لتحريك ذراع آلية بحيث تستطيع ان تمسك قنينة وترتشف القهوة. وكتب ادريان تشو في المجلة ان اكتشاف بوزون هيغز يستحق الاعتراف دون منازع بوصفه اهم اختراق علمي في عام 2012 مشيرا الى "ان رصده يستكمل النموذج المعياري لعلم الفيزياء بوصفه أشمل وأدق نظرية في العلم برمته". ويثبت الاكتشاف وجود مجال طاقة حولنا يمنح الجسيمات الأساسية التي يتكون منها العالم كتلتها. واستُقبل الاعلان عن اكتشاف الجسيم في جنيف بهتافات لا تُسمع عادة إلا في مباريات كرة القدم أو حفلات الروك اند رول. وقال تشو ان الانجاز يشكل "انتصارا فكريا وتكنولوجيا وتنظيميا متميزا". ولكن اكتشاف بوزون هينغز بعد 43 عاما من البحث لم يكن الانجاز الوحيد على القائمة النهائية بين مساعي العلماء لدراسة اصغر الجسيمات التي يتكون منها العالم. فان فريقا من الفيزيائيين الصينيين لاقى اشادة واسعة في الوسط العلمي لوصفه طريقة جسيمات صغرى تسمى نيوترينات في التحول خلال انطلاقها بسرعة تقرب من سرعة الضوء. ويمهد الاكتشاف لفتح فرع فيزيائي جديد هو فيزياء النيوترينات وقد يسهم في حل لغز حيَّر علماء العالم هو كيف تطور الكون بعد نشوئه بحيث اصبح يحوي هذا القدر الهائل من المادة وهذا القدر الضئيل من المادة المضادة. ويعتقد باحثون ان اختلافات غير معروفة حتى الآن ربما وُجدت بين هذين النوعين من الجسيمات وبخلافه قد يتعين تعديل قوانين الفيزياء. واسفر هذا الاختراق عن تقدم العلماء الصينيين على فرق مماثلة تعمل في فرنسا وكوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة. في علم الوراثة نُشرت نتائج دراسة استمرت 10 سنوات وكلفت 180 مليون جنيه استرليني لوضع موسوعة عناصر الحمض النووي واحتفى الوسط العلمي بنشرها فيما قالت صحيفة الغارديان "انه أهم تطور في فهم العلماء للطريقة التي يعمل بها حمضنا النووي منذ انجاز تسلسل الجينوم البشري". وتسهم الموسوعة الوراثية في شرح طريقة التحكم بالجينات ، واستخدم بعض العلماء هذه المعرفة لتوضيح مخاطر وراثية ترتبط بأمراض مثل متلازمة كرونز والتصلب العصبي المتعدد. ومن المجهري الى الكوني تضمنت قائمة المنجزات العلمية في 2012 رحلة المسبار كيوريوستي الذي يزن 4 اطنان عبر الفضاء لمدة 8 أشهر قبل ان يهبط على سطح المريخ في 5 آب(أغسطس). وتابع المسبار مهمته لاستطلاع فوهة بركان غايل على المريخ فيما أكد هبوطه بنجاح لوكالة الفضاء الاميركية "ناسا" انها تستطيع الآن ان ترسل مركبة جوالة لجمع عينات من المريخ وإنزال أخرى في الموقع لأخذ العينات ونقلها الى مدار المريخ تمهيدا لرحلة العودة الى الأرض. ولكن في غمرة الاحتفاء بهذه المنجزات سلطت قائمة الاختراقات العلمية ضوء على السجال العالمي الدائر حول مخاطر البحث في انفلونزا الطيور وتقييده بتأجيلات وتجميدات متعددة وسط مخاوف بشأن أي من الدراسات التي تُجرى في هذا المجال دراسات أمينة وأي منها دراسات خطيرة يمكن ان تؤدي الى تخليق سلالات من الفيروس تكون حتى اشد فتكا ويمكن ان تقع بأيدي ارهابيين. وتعاظمت هذه المخاوف عندما اعلن الباحث الهولندي رون فوشيير ان فريقه صمم نسخة من فيروس انفلونزا الطيور يمكن ان تنتقل بين البشر. كما توقعت مجلة الجمعية الأميركية لتقدم العلوم الاختراقات العلمية في العام المقبل مشيرة الى انها تتضمن انجاز أدق خارطة حتى الآن لما حدث بعد الانفجار الكبير الذي اسفر عن نشوء الكون ، كما يقول العلماء ، واستشكاف بحيرة غامضة على عمق 4 كيلومترات تحت جليد القطب الجنوبي يعتقد العلماء أنها ظلت معزولة عن الحياة على كوكب الأرض منذ ملايين السنين.
