قالت جماعة معنية بمراقبة الوضع في سوريا إن مقاتلين معارضين للحكومة قتلوا 28 جنديا يوم الخميس في هجمات على ثلاث نقاط تفتيش حول بلدة سراقب التي تقع على الطريق السريع الرئيسي بين شمال وجنوب البلاد. وأظهرت لقطات مصورة بعض هؤلاء القتلى وهم يتعرضون لإطلاق النار بعد استسلامهم. وسب المتمردون الجنود ووصفوهم بأنهم "كلاب الأسد" قبل إطلاق النار عليهم وهم منبطحين على الأرض. وشهد الطريق السريع الذي يربط بين العاصمة دمشق ومدينة حلب المركز التجاري في سوريا قتالا عنيفا منذ أن قطع المعارضون الطريق الشهر الماضي. وتقع سراقب على مسافة نحو 40 كيلومترا جنوبي حلب. في الوقت نفسه طرحت الصين مبادرة جديدة لحل الصراع الذي اندلع قبل 19 شهرا تتضمن وقفا لإطلاق النار ينفذ في منطقة تلو الأخرى على مراحل وتشكيل هيئة حكومية انتقالية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن بكين قدمت الاقتراح إلى المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية للأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي الذي تجاهل طرفا الصراع إلى حد كبير دعوته لهدنة خلال عيد الأضحى. من ناحية أخرى دعت الولاياتالمتحدة إلى إصلاح قيادة المعارضة السورية وضم شخصيات تحظى بثقة أكبر مشيرة إلى انفصال المعارضين الى حد كبير عن المجلس الوطني السوري المتمركز في الخارج. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يوم الأربعاء إن اجتماعا للقوى الأجنبية المؤيدة للمعارضين في قطر الأسبوع المقبل سيمثل فرصة لتوسيع جبهة التحالف ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وتسعى الولاياتالمتحدة وحلفاؤها حثيثا منذ أشهر لتشكيل تحالف معارض قوي بينما يعتمد الأسد على دعم روسيا وإيران إلى جانب الصين التي يعول عليها بشكل أقل. وباءت جميع الجهود الدولية الرامية لإنهاء العنف بالفشل. وفقد الجيش السوري السيطرة على قطاعات من الأراضي في محافظتي إدلب وحلب لكنه يقاتل لاستعادة السيطرة على بلدات تقع على طرق إمدادات إلى مدينة حلب. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اثنتين من نقاط التفتيش التي تعرضت للهجوم حول سراقب تقعان على الطريق السريع الذي يربط العاصمة دمشق بمدينة حلب كبرى المدن السورية من حيث عدد السكان. أما النقطة الثالثة فتقع قرب طريق يربط بين حلب ومدينة اللاذقية الساحلية التي ما زالت قوات الأسد تسيطر عليها بشكل كبير. وأضاف عبد الرحمن أن المعارضين لن يمكثوا عند نقاط التفتيش طويلا لأن الطائرات الحربية السورية عادة ما تقصف المواقع بعد دخول المعارضين لها. وأشار إلى أن خمسة معارضين لقوا حتفهم في القتال بينما قتل 20 جنديا في الموقع الثالث بمن في ذلك من أطلق عليهم النار بعد استسلامهم. وأظهرت اللقطات المصورة مجموعة من الرجال المذعورين المنبطحين على الأرض وبعضهم ينزف بينما يتجول المعارضون الذين أخذوا يركلون أسراهم. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة اللقطات المصورة من مصدر مستقل. وقال المرصد السوري إن جماعة جبهة النصرة المعارضة التي تستلهم نهج القاعدة هي المسؤولة عن عملية الإعدام. ويبرز وجود الجماعات الإسلامية المعارضة في الحرب السورية بشكل متزايد مما يثير قلق القوى الدولية في الوقت الذي تعكف فيه على بحث نوع الدعم الذي يمكن أن تقدمه للمعارضة. وقالت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنها لا تزود معارضي الأسد في الداخل بالأسلحة وتقتصر مساعداتها على الإمدادات الإنسانية غير القتالية. ورغم ذلك أقرت إدارة أوباما بأن بعض حلفائها يقدمون مساعدات قتالية للمعارضة. وقال هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بكين "لقد أدركت المزيد من الدول أن الخيار العسكري لا يوفر أي مخرج (من الأزمة) وأن التسوية السياسية صارت تطلعا مشتركا بشكل متزايد." وأضاف أن الاقتراح الصيني الجديد يهدف إلى تحقيق توافق دولي ودعم جهود الوساطة التي يبذلها مبعوث السلام الأخضر الإبراهيمي. من أوليفر هولمز