المنامة (الاتحاد) - اختتمت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع "الأيام الثقافية الإماراتية"، ضمن احتفالات البحرين بالمنامة عاصمة الثقافة العربية، وسط حضور جماهيري كبير. ولم تكن "الأيام الثقافية الإماراتية" في المنامة مجرد عروض للفنون الشعبية والتراثية والفنية الإماراتية فقط، وإنما أرادت لها الوزارة أن تكون جسرا للتواصل بين الثقافة الإماراتية والثقافات والأخرى، ومع ختام كافة الأنشطة والفعاليات فاقت النتائج التوقعات، بل حققت الأهداف المرجوة للوزارة من إقامة "الأيام الثقافية الإماراتية". فجاءت حافلة بالكثير من المكاسب التي تضاف إلى سجل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، لعل أبرزها هو الإقبال الكبير من الجمهور العربي والغربي على جميع الفعاليات والمعارض التي نظمتها الوزارة خلال فترة الأيام الثقافية، والتفاعل التام بين الفرقة الوطنية للفنون الشعبية، والجمهور الكثيف الذي حضر حفلاتها. كما شكلت الفعاليات علامة فارقة في الفعاليات اليومية وحضوراً فاعلاً، أثار إعجاب الحضور بنوعية المشاركات غير التقليدية، التي جسدت الحراك الثقافي الممتد بين وزارتي الثقافة في دولة الإمارات ومملكة البحرين، لتشكل توأمة نسيجها فنون من التشكيل السمعي والبصري على مدى عقود من الزمان، حيث برع المشاركون في "الأيام" بصياغتها بكل ما يملكون من أدوات ثقافية ومداد معرفي. ومن الفعاليات التي لاقت إقبالاً كبيراً، معرض الفنان التشكيلي عبد الرحيم سالم، بواقعيته وسحره ولغته المبسطة في التعاطي مع الألوان وتحويلها إلى تعابير بصرية تنسجم مع وقع الحال، وإلى صياغات تعبيرية يتعانق فيها قلق الفنان مع الهاجس التعبيري المتأني في خطوطه وألوانه وتكويناته، فقد نجح عبدالرحيم سالم في تجسيد هذه الرؤية في لقاء يلبي حاجات جمهوره المتعطش لأحاديث لوحاته وصدق تعابير مفرداته الجمالية التي تزين بها معرض "حلم فارس"، بمجمع البحرين العالمي التجاري الذي يستضيف مجموعة مخطوطات حديثة معتمدًا على المدى البصري الذي يشغله التشكيل العربي المتقن، وهو جزء من الفعاليات المبهرة التي تستدعي من خلالها الدولة أهم ملامحها الثقافية التي نجح الفنان سالم في التعبير عنها من خلال تفاعله اليومي مع جمهور فعاليات المنامة عاصمة الثقافة العربية. ومن جانبه، قال حكم الهاشمي الوكيل المساعد لقطاع تنمية المجتمع بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، إن الأيام الثقافية الإماراتية أثبتت نجاحها، حيث كانت نتائجها مبهرة وفتحت آفاقا رحبة أمام الفكر والثقافة الإماراتية، موضحا أن الوزارة حرصت على تقديم مختلف الأشكال الثقافية خلال هذا الأيام، حيث قدمت فرق الفنون الشعبية الفن التراثي الإماراتي، كما كان لحركة الفن التشكيلي الإماراتي دور بارز، والتي عبرت عن النهضة الثقافية والفنية التي تشهدها الدولة حاليا. وأوضح الهاشمي، أن معرض الفنان الإماراتي عبد الرحيم سالم، قد أضاف أبعاداً محلية وإقليمية ودولية جديدة إلى الفنان الإماراتي، حيث أفسح المجال لتعريف العالم بأعمال الحركة الفنية في دولة الإمارات". خاصة بعد أن استحوذت أعماله على اهتمام واسع من الجمهور العربي والغربي خلال الأيام الثقافية، لما تميز به المعرض من إبداع ولغة فنية ذات خصوصية واضحة، وهو ما يشكل مثالاً حياً على المستوى الفني الذي وصل إليه التشكيليون في الإمارات ودورهم في دعم الحركة الفنية وإثراء الإرث الثقافي في الدولة.