براقش نت- وكالات : عبر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن الأمل في التوصل لاتفاق في آخر دقيقة لتفادي زيادة الضرائب وخفض الإنفاق بسبب ما يعرف بالهاوية المالية، في حين تراجعت الأسهم الأميركية والأوروبية الجمعة في ترقب حذر لما ستسفر عنه مفاوضات هذه الهاوية. وقال أوباما للصحفيين في البيت الأبيض بعد لقاء مع زعماء الكونغرس بشأن مفاوضات الهاوية المالية "حانت ساعة التحرك الفوري". وأضاف "أشعر بتفاؤل إلى حد بإمكان التوصل إلى اتفاق". وأشار أوباما إلى أنه -في حال عدم حصول اتفاق- سيطلب من زعيم الأكثرية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد تقديم مشروع قانون لعرقلة الزيادات الضريبية التلقائية المفترض دخولها حيز التنفيذ في الأول من يناير/كانون الثاني المقبل. من جانبه أعرب زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماك كونل -الذي يفاوض ريد على خطة لتفادي الهاوية المالية- عن "تفاؤله" إزاء احتمال التوصل لحل للأزمة. وشارك ريد وماك كونل على مدى أكثر من ساعة الجمعة في اجتماع مع أوباما في البيت الأبيض، ضم إلى جانبهما أيضا رئيس مجلس النواب الجمهوري جون باينر وزعيمة الأقلية الديمقراطية في المجلس نانسي بيلوسي. وقال ماك كونل "لقد عقدنا اجتماعا جيدا في البيت الأبيض"، مشيرا إلى أنه سيعمل مع هاري ريد والرئاسة الأميركية للتوصل إلى اتفاق "منذ الأحد" وتفادي اعتماد تدابير تقشفية قد تغرق أكبر اقتصادات العالم في الانكماش. تراجع الأسهم الأميركية وكانت الأسهم الأميركية تراجعت الجمعة لخامس جلسة على التوالي مع اقتراب الحكومة الاتحادية من حافة "الهاوية المالية" دون حل في الأفق. وأنهى مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى جلسة التداول في بورصة وول ستريت منخفضا 158.20 نقطة أو 1.21% إلى 12938.11 نقطة، بينما هبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا 15.67 نقطة أو 1.11% ليغلق على 1402.43 نقطة. وأغلق مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا منخفضا 25.59 نقطة أو 0.86% إلى 2960.31 نقطة. وأنهت المؤشرات الثلاثة الأسبوع على خسائر مع انخفاض كل من داو جونز وستاندرد آند بورز 1.9% في حين هبط ناسداك 2%. انخفاض أوروبي من جهتها أنهت الأسهم الأوروبية آخر جلسة تداول كاملة في 2012 منخفضة مع تذبذب التوقعات بشأن التوصل لاتفاق يمنع الولاياتالمتحدة من الوصول إلى حافة "الهاوية المالية"، وهو ما دفع المستثمرين إلى مبيعات لجني الأرباح. وأغلق مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى منخفضا 6.66 نقاط أو 0.58% إلى 1131.00 في حين تراجع مؤشر يورو ستوكس لأسهم الشركات الكبرى في منطقة اليورو 1.24%. ومع إغلاق الأسواق في النمسا والدانمارك وفنلندا وألمانيا والنرويج والسويد وسويسرا في عطلات نهاية العام والعام الجديد وعدم التوصل حتى الآن إلى اتفاق لتفادي سريان تلقائي لزيادات في الضرائب وتخفيضات في الإنفاق في أميركا، كان يوم أمس الجمعة الفرصة الأخيرة لكثير من المستثمرين للبيع لجني أرباح بعد المكاسب القوية التي شهدتها السوق على مدى الأشهر الستة الماضية. وفي البورصات التي شهدت تعاملات الجمعة أغلق مؤشر فايننشال تايمز البريطاني في بورصة لندن منخفضا 0.49%، بينما تراجع مؤشر كاك الفرنسي في بورصة باريس 1.4%. وفي مدريد، هبط المؤشر القياسي للأسهم الإسبانية 1.81% في حين أغلق المؤشر القياسي للأسهم الإيطالية في بورصة ميلانو منخفضا 0.82%. يشار إلى أن السقوط في الهاوية المالية سيلجئ البلاد لتنفيذ خطة تقشفية جذرية تلزم الحكومة بتقليص النفقات وفرض المزيد من الضرائب. وكان أوباما قد قطع الخميس إجازته وعاد إلى واشنطن في محاولة أخيرة لتقريب وجهات النظر بين المشرعين من الحزبين الرئيسيين للاتفاق على إجراءات تجنب البلاد الهاوية المالية. ودعا البيت الأبيض الأعضاء الجمهوريين بالكونغرس إلى عدم عرقلة التوصل إلى اتفاق لتفادي الهاوية المالية التي تعني السريان التلقائي لزيادات ضريبية وتخفيضات في الإنفاق مع بداية العام المقبل. وكان وزير الخزانة تيموثي غيثنر قد حذر الأربعاء الماضي من أن البلاد ستصل إلى سقفها الحالي من الديون عند 16.4 تريليون دولار الاثنين المقبل. وقال إن وزارته ستتيح فرصة استثنائية للمناورة بمبلغ مائتي مليار دولار لتفادي التخلف عن سداد الالتزامات. كما حذر زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد من أن الوقت المتاح لتفادي الهاوية المالية أوشك على الانتهاء مع اقتراب نهاية العام. ما يترتب على الهاوية وإذا لم يتخذ الكونغرس خطوة بحلول 31 من الشهر الجاري فسترتفع نسبة الضرائب على كل الأميركيين بشدة لتعود إلى المستوى الذي كانت عليه قبل عام 2001. وبعد يومين من حلول العام الجديد ستبدأ تخفيضات تلقائية في الإنفاق بقيمة 110 مليارات دولار. وستكلف الزيادات الضريبية وتخفيضات الإنفاق نحو 600 مليار دولار، وهو ما قد يدفع الاقتصاد الأميركي إلى الركود مجددا. وكان رئيس مجلس النواب جون باين أكد الأربعاء الماضي أن على مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه حلفاء أوباما الديمقراطيين، القيام بالخطوة المقبلة عبر تحديد موقفه من قوانين الميزانية التي سبق أن أقرها النواب. وفي وقت لاحق، أشار مكتب زعيم الغالبية في النواب أريك كانتور إلى أن أعضاء المجلس دعوا إلى اجتماع الأحد المقبل لاستئناف مناقشاتهم بشأن "القضايا التشريعية". وفي صلب المناقشات بين المشرعين الأميركيين مسألة إعادة التوازن إلى الحسابات العامة، بعد أربع سنوات مالية تخطى فيها العجز عتبة تريليون دولار، أي ما نسبته 10% من الميزانية. ويسعى أوباما إلى أن تتم إعادة التوازن هذه من خلال زيادة الضرائب على الأسر التي يفوق دخلها 250 ألف دولار، ومن خلال تمديد العمل بالتخفيضات الضريبية التي أرساها سلفه الرئيس جورج بوش، والتي تمس 98% من المكلفين الأميركيين. بوادر الانكماش ومن شأن حدوث الهاوية والقيام بتدابير تقشفية أن يغرق الاقتصاد الأميركي -أكبر اقتصاد بالعالم- في الانكماش، وفق تحذيرات خبراء اقتصاديين. وفي الوقت الذي تتعثر فيه المفاوضات منذ أسابيع، سجل تراجع معنوي كبير لدى الأميركيين للمرة الثانية، وفق مؤشر نشرت نتائجه الخميس. وقال مركز كونفرانس بورد للأبحاث الاقتصادية إن ثقة المستهلك الأميركي تراجعت في ديسمبر/كانون الأول الجاري رغم تخلله موسم التسوق الرئيسي الذي يوافق فترة عطلات أعياد الميلاد، بعدما تأثر الأميركيون سلبا بحالة عدم اليقين حيال المفاوضات السياسية التي تستهدف تجنب تطبيق إجراءات تقشف صارمة. وانخفضت ثقة المستهلك إلى 65.1 نقطة هذا الشهر عن تقدير معدل عند 71.5 نقطة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.