نظمت جامعة أوسلو صباح الجمعة ندوة سياسية عن الأوضاع في جنوباليمن ، أقيمت في مقر أكبر الجامعات في العاصمة النرويجيةأوسلو. وبدأت أعمال الندوة الساعة الحادية عشر صباحا تحت عنوان " جنوباليمن قلعة الصمود ضد القاعدة والتطرف الديني" ، حيث افتتح الندوة الدكتور كي من قسم الشرق الأوسط والشئون الإسلامية في الجامعة ، رحب فيها بالحضور والمشاركين. بعد ذلك ألقى أستاذ القانون الدولي الدكتور محمد علي السقاف محاضرة مطولة شرح خلالها تفاصيل الوضع في الجنوب متطرقا لأبرز التحديات التي يواجهها منذ احتلاله في العام 94 من قبل سلطات الجمهورية العربية اليمنية عقب انتهاء الوحدة السياسية التي أقيمت بين الأولى وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. وتطرق السقاف إلى ظروف إعلان الوحدة اليمنية وفشلها والأسباب التي دفعت بانطلاق الحراك السلمي الجنوبي ، ساردا أبرز الممارسات الإجرامية وأعمال الانتهاكات التي تعرض لها الجنوبيين طيلة السنوات الماضية والتي لا تزال مستمرة حتى هذه اللحظة. وناقش الدكتور السقاف أهمية الموقع الجيوستراتيجي للجنوب ، ما يجعل ضمان الاستقرار فيه المرتبط بتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي وأهدافه ضرورة تحتم على دول العالم إعادة حساباتها واتخاذ مواقف إيجابية من قضية الجنوب لما يمثله الجنوب عمقا استراتيجيا لمصالح كثير من هذه الدول ، ولقطع الطريق على قوى الإرهاب والقاعدة التي يغذيها النظام في صنعاء. وتحت إدارة الدكتور كي الذي افتتح الندوة ، فتح باب النقاش وطرح الأسئلة للمشاركين الذين تنوعوا بين أكاديميين في الجامعة ودبلوماسيين عرب وممثلي إحدى السفارات العربية وطلبة دراسات عليا. وتركزت أسئلة الحضور عن حقيقة تنظيم القاعدة أوما يسمون ب "أنصار الشريعة" في جنوباليمن ، وصلة أجهزة النظام اليمني في صنعاء بهذه الجماعات ، وموقف الجنوبيين منها ، كما طرحت أسئلة عن طبيعة الانقسامات الحاصلة في صفوف قيادات فصائل الحراك الجنوبي ، وتأثيرها على قضية الجنوب بشكل عام. كما طرحت استفسارات من بعض الحضور حول الخطوة التي أقدم عليها رجل الدين اليمني عبد المجيد الزنداني بافتتاح فرع لجامعة الإيمان في مدينة عدنالجنوبية مؤخرا ، وعلاقتها بتنظيم القاعدة والقوى المتشددة القريبة من فكر التنظيم. إلى ذلك طالب الدكتور السقاف خلال كلمته المطولة طالب النخب الأوروبية والنرويجية على وجه الخصوص بالتفاعل مع شعب الجنوب الذي قال أنه "يقدم خيرة شبابه لينال استقلاله ويكون دولة مستقلة تساهم في السلام العالمي ومكافحة الإرهاب الذي يصدر إليه من الشمال وبدعم من أطراف في صنعاء أصبحت معروفة لدى الجميع". وقالت مصادر مشاركة في الندوة ل "عدن الغد" أن الحضور كانوا متفاعلين ومتحمسين لمعرفة الحقائق عن طبيعة الأوضاع في جنوباليمن التي وجدوا بعضها للمرة الأولى بخلاف المعلومات المغلوطة التي يروج لها نظام الاحتلال اليمني في صنعاء ، عبر وسائل إعلامه المختلفة ووسائل إعلام عربية أخرى. من جهة أخرى أبدى بعض الحاضرين إعجابهم بدور المرصد الجنوبي لحقوق الإنسان "ساهر" من خلال التقارير الدورية المتعلقة بالانتهاكات في جنوباليمن ، والتي يوافيهم بها مسئول المرصد في النرويج أحمد الدياني. شارك في الندوة التي استمرت قرابة ال 90 دقيقة والد الفتاة النرويجية المتهم بقتلها نجل رجل الأعمال اليمني "شاهر عبد الحق" السيد بيتر ماغنسون ، والسفير الفلسطيني السابق عمر كتمتو ومندوب لوزارة الخارجية النرويجية ، وممثلين إحدى السفارات العربية في النرويج ، وأعضاء في الطاقم التدريسي في الجامعة ، إضافة إلى كل من أستاذ القانون الدولي الدكتور محمد علي السقاف والناشط السياسي أحمد الدياني مسئول فرع المرصد الجنوبي لحقوق الإنسان في النرويج وآخرون. . من إياد الشعيبي .