أمضى وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان ليلة رأس السنة مع جنود بلاده في أفغانستان، حيث تناول العشاء معهم في أجواء إحتفالية، مؤكدا على رغبة بلاده بدء علاقات جديدة مع أفغانستان. كابول: امضى وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان ليلة رأس السنة مع العسكريين الفرنسيين في افغانستان الذين اكد لهم رغبة فرنسا في بدء مرحلة جديدة من العلاقات مع كابول بعد انسحاب قواتها. وسيتحدث لودريان صباح اليوم الثلاثاء الى القوات الفرنسية المتمركزة في مطار كابول ويبحث معها في "الروح الجديدة" التي يفترض ان يتضمنها الكتاب الابيض حول الاولويات الاستراتيجية الجديدة لفرنسا، الذي يفترض ان يصدر في نهاية شباط (فبراير) المقبل. واستقبل وزير الدفاع الذي رافقته زوجته في زيارته الرابعة لافغانستان منذ توليه مهامه في ايار (مايو) الماضي، في خيمة واسعة في معسكر ويرهاوس بحضور نصف الجنود الفرنسيين الذين ما زالوا موجودين في افغانستان والبالغ عددهم 1500. واحتفل الحضور بتاريخ 31 كانون الاول (ديسمبر) الذي يشكل "رمزا" لحقيقة التزام الرئيس فرنسوا هولاند بسحب القوات الفرنسية مباشرة من الوضع القتالي قبل نهاية 2012، على حد قول لودريان. وقال ان "بعضكم سيقومون بمواكبة التنمية في افغانستان عبر تأهيل الكوادر والجنود والشرطيين"، معتبرا ان فرنسا "تتحمل بذلك كل حصتها من المسؤولية في اطار اتفاقية التعاون والصداقة" التي تقرب بين البلدين. وذكر بان فرنسا ستبقى موجودة حتى نهاية مهمة القوة التابعة لحلف شمال الاطلسي (ايساف) في نهاية 2014، عبر توليها قيادة مطار كابول والاشراف على المستشفى العسكري. وشدد على "المهنية النموذجية" و"التفاني الاستثنائي" لحوالى 65 الف جندي فرنسي نشروا بالتناوب منذ نهاية 2001 في اطار القوة المتعددة الجنسيات للمساعدة على احلال الامن في افغانستان. وتناول الوزير الفرنسي العشاء مع العسكريين في اجواء احتفالية. واكد قائد القوات الفرنسية الجنرال اوليفييه دي بافانشوف الرجل الثالث في قيادة قوات الحلف الاطلسي في افغانستان التزام فرنسا مساعدة هذا البلد. وقال "بعد النصف الاول من 2013 سنواصل تقديم مساعدة كبيرة للافغان في قطاعات اساسية" مثل تأهيل الضباط الافغان. واضاف ان "2012 كانت سنة التغيرات الكبرى التي تولت خلالها القوات الافغانية مسؤوليات متزايدة في العمليات". وتابع الجنرال الفرنسي "في 2013 علينا ان نواصل منح الثقة للقوات الافغانية" وتقديم الامكانيات التي تنقصها لها مثل الدعم الجوي والاستخبار ومساعدتها على اقامة نظام لوجستي فعال. وانسحبت القوات الفرنسية في 2012 خصوصا من كابيسا (شرق) الولاية التي يبقى فيها الوضع الامني غير مستقر. وكان لودريان وصل صباح الاثنين الى كابول في زيارة تستمر يومين. واجرى الوزير الفرنسي محادثات الاثنين مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي ومع نظيره الافغاني باسم الله خان محمدي. كما التقى قائد قوة حلف شمال الاطلسي في افغانستان الجنرال الاميركي جون الن. وكانت آخر وحدة من القوات الفرنسية المقاتلة غادرت كابول منتصف الشهر الجاري. ولم يتبق في افغانستان سوى نحو 1500 جندي فرنسي اغلبهم في كابول لاعادة المعدات وتدريب الجيش الافغاني على تولي المسؤولية الامنية في البلاد. ولن يتجاوز عددهم حوالى ال500 الصيف المقبل. وبلغ عدد القوات الفرنسية في افغانستان ذروته باربعة آلاف جندي شكلوا خامس اكبر قوة في قوات الحلف الاطلسي بعد الولاياتالمتحدة وبريطانيا والمانيا وايطاليا.