فنزويلا: امضى مؤيدو الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز ليلة رأس السنة بالصلاة له بعد الاعلان عن تدهور حالته الصحية الذي عزز الشكوك في مستقبله السياسي. وادى الفنزويليون صلواتهم في الكنيسة وفي الساحة الرئيسية للعاصمة بعدما اعلن ان شافيز (58 عاما) يعاني من "مضاعفات جديدة" لالتهاب في الجهاز التنفسي على اثر رابع عملية جراحية خضع لها في اطار معالجته من السرطان في 11 كانون الاول/ديسمبر في كوبا. وكان وزير الخارجية نيكولاس مادورو الذي عينه شافيز نائبا له قبل ان يتوجه الى كوبا، اعلن من هافانا ليل الاحد الاثنين ان وضع زعيم اليسار الراديكالي في اميركا اللاتينية اصبح حساسا وانه يخوض معركة قاسية ضد المرض. وقرر مادورو البقاء في كوبا "في الساعات المقبلة" لمتابعة وضع "القائد" الذي يحكم فنزويلا منذ 14 عاما. وقال مادورو "ابلغنا بحصول مضاعفات جديدة طرأت اثر اصابته بالالتهاب في الجهاز التنفسي"، واضاف ان "الوضع الصحي للرئيس شافيز ما يزال دقيقا"، مشيرا الى ان علاج المضاعفات "لا يخلو من مخاطر". وبناء على اعلان مادورو، الغت فنزويلا احتفالات رأس السنة. وتولى وزير العلوم والتكنولوجيا الفنزويلي خورخي ارياثا وهو صهر الرئيس ايضا، على حسابه على تويتر نفي التكهنات التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي عن قرب وفاة شافيز وحتى وفاته. وقال ارياثا الموجود في كوبا مع بقية افراد العائلة "مواطني الاعزاء لا تصدقوا الشائعات المغرضة. الرئيس شافيز امضى يوما هادئا ومستقرا مع ابنائه حوله". وفي كراكاس تجمع حشد كبير في وسط المدينة لحضور حفلة موسيقية، بينما دعا وزير الاعلام ارنستو فييغاس الفنزويليين الى التوجه الى ساحة بوليفار "للصلاة بفرح وتفاؤل" لتشافيز. وقالت هايدي دومينغيز (50 عاما) وهي تعمل سكرتيرة كانت في الحشد الذي قاده فييغاس "احبه كثيرا ومستعدة لأعطيه حياتي؛ يجب ان يكون هناك مليون رجل مثل شافيز". وفي كنيسة سان فرانشيسكو في كراكاس بكى مصلون بينما اقيم قداس خاص لشافيز في القصر الرئاسي حضره عدد من الوزراء. وفي ساحة بوليفار حيث تجمع مؤيدون شافيز، قالت مريم "نصلي جميعا من اجل ان يستعيد القائد صحته" واضافت "لا يمكن اقامة اي احتفال هنا". وعلى تويتر، ترددت الاثنين عبارات "شافيز سيعيش وينتصر" و"احب شافيز"، الى جانب تكهنات عن حالته الصحية. ومن الذين شاركوا في النقاشات بشأن الوضع الصحي لشافيز، الطبيب الفنزويلي خوسيه رافايل ماركينا الذي يقيم في الولاياتالمتحدة وقال في الماضي ان مصادر موثوقة تمده بالمعلومات عن وضع الرئيس. وكتب هذا الطبيب على تويتر ان "الفشل في جهاز التنفس مستمر بدون اي تحسن ووظائف الكليتين تتدهور". لكن الحكومة الفنزويلية نفت هذه المعلومات. اما المعارضة، فقد توقع زعيمها انريكي كابريليس الذي هزم امام شافيز في الانتخابات الرئاسية في السابع من تشرين الاول/اكتوبر، حدوث "تغييرات كبيرة" في 2013. ودعا تحالف المعارضة الاتحاد الديموقراطي الى الحوار مع الحكومة لمعالجة "وضع طارئ". وشافيز معروف بمعاداته "للإمبريالية" الاميركية، ويحكم منذ 1999 فنزويلا العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) وتمتلك أكبر احتياطي نفطي مؤكد في العالم. وقد فاز بولاية رئاسية جديدة من ست سنوات في انتخابات تشرين الاول/اكتوبر الماضي. ويفترض ان يؤدي اليمين في العاشر من كانون الثاني/يناير المقبل. غير ان صحته اثارت مخاوف حول مستقبل حركته اليسارية، وما اذا كان في حالة تسمح له بحضور حفل تنصيبه. وبموجب الدستور الفنزويلي يتعين اجراء انتخابات رئاسية في غضون ثلاثين يوما في حال فقدان الرئيس القدرة على اداء مهامه او في حال الوفاة قبل تنصيبه او خلال السنوات الاربع الاولى من ولايته. ولم يكشف المسؤولون نوع السرطان الذي اصيب به شافيز او درجة خطورته، وكان تم تشخيص شافيز اولا بالمرض في حزيران/يونيو 2011. وكان الزعيم الفنزويلي قد اكد قبل خوضه حملة اعادة انتخابه الشاقة في وقت سابق هذا العام انه شفي من السرطان.
