تتأخر الأم أحياناً في استدعاء الطبيب لفحص طفلها، بسبب الحيرة الشديدة التي تقع فيها نتيجة لعدم معرفتها بالحالات والظروف التي يجب أن يستدعى فيها الطبيب، لأن حالة الطفل قد تسوء، وأحياناً أخرى تقع الأم في بحر من الخجل، لأن حالة الطفل لم تكن مزعجة بالصورة التي تخيلتها، واستدعت من أجلها الطبيب. إن كثيراً من النصائح التي يوجهها الأطباء تحذر من أن العطس واحتقان الحلق المصحوب بارتفاع درجة الحرارة قد تكون دلالات على الإصابة بأي نوع من الأمراض، قد يكون المرض نزلة برد، وقد يكون حمى. معظم الأمهات ينتقلن من مرحلة المبالغة في القلق على صحة الطفل الأول، إلى الإهمال الجسيم الذي يصل إلى حد الاستهتار بصحة الطفل الثالث أو الرابع، وهذا شيء طبيعي حدوثه. فالحقيقة أن معظم الأمراض الخطيرة، كالالتهاب الرئوي، والتهاب عظام الأذن الداخلية يكون غالباً مصحوباً بارتفاع شديد في درجة الحرارة، لكن جميع هذه الأعراض أيضاً يمكن أن تبدأ مع ارتفاع طفيف في درجة الحرارة. إن الحصبة الألمانية مثلاً هي من أمراض الطفولة المبكرة لا تحمل أي خطر على حياة الطفل. وتتميز بأنها تأتي مصحوبة بدرجة حرارة ثابتة عند 39 درجة لمدة أربعة أيام قبل ظهور الطفح. تقول الدكتورة مها الحسيني، أخصائية طب الأطفال: «من المهم أن نعرف أن جسد الطفل في الشهور الأولى من الرضاعة لا يملك القدرة الكاملة على مقاومة الميكروبات، ولذلك فإن درجة الحرارة ترتفع، وحتى في بعض الحالات المرضية التي يسهل انتقال العدوى فيها لا تغير الصورة. إن أي تغيير في صحة الطفل بعد أن يبلغ عاماً أو عامين يعلن عنه الجسم بارتفاع درجة الحرارة عند بداية الإصابة بأي مرض من الأمراض، سواء المرض البسيط أو المرض الخطير. وطبعاً يتعلم الآباء والأمهات هذه الحقائق من خلال الخبرة مع أمراض الأطفال. ومن القصص المعروفة أن طفلاً ما قد تظهر عليه علامات الصحة في الصباح ثم يصاب بفقد للشهية، أثناء تناول الغداء وتقل حيويته بعد ذلك، وتنقضي فترة ما بعد الظهر وترتفع درجة حرارته حتى تصل إلى درجة 40، وهنا تستدعي الأسرة الطبيب، وقد تكون نتيجة الفحص مجرد احتقان بسيط في اللوزتين ولا تمر أربع وعشرون ساعة، أو ثمان وأربعون ساعة حتى تنخفض درجة الحرارة، وتعود إلى الطفل صحته ولا يبقى من آثار المرض سوى بعض الزكام» نزلات البرد توضح الدكتورة الحسيني: «إن نزلات الرشح الخفيفة واحتقان اللوزتين والإنفلونزا تؤدي إلى ارتفاع حاد في درجة حرارة الطفل، خصوصاً في عامه الأول أو الثاني. ولكن عندما يصير في سن الخامسة أو السادسة أو السابعة، فإن الطفل لا ترتفع درجة حرارته دون سبب قوي. وإنني أرجح الآن أن الإصابة قد تبدأ بالرشح وارتفاع طفيف في درجة الحرارة. ... المزيد