نادي القضاة الجنوبي بعدن يعلن التفاعل مع جهود الزُبيدي ويؤكد استمرار الوضع القائم حتى التوصل لحلول    الفلبين تشكر صنعاء في انقاذ طاقم السفينة "إتيرنيتي سي"    جثث مهاجرين أفارقة تطفو على شواطئ أبين    قيادة اللجان المجتمعية بالمحافظة ومدير عام دارسعد يعقدون لقاء موسع موسع لرؤساء المراكز والأحياء بالمديرية    انتشال جثة طفل من خزان مياه في العاصمة صنعاء    هناك معلومات غريبيه لاجل صحتناء لابد من التعرف والاطلاع عليها    تشلسي يعرض نصف لاعبيه تقريبا للبيع في الميركاتو الصيفي    توقعات باستمرار هطول امطار متفاوة على مناطق واسعة من اليمن    اكتشاف مدينة غامضة تسبق الأهرامات بآلاف السنين    تسجيل هزة ارتدادية بقوة 6.8 درجة شرقي روسيا    مجموعة هائل سعيد: نعمل على إعادة تسعير منتجاتنا وندعو الحكومة للالتزام بتوفير العملة الصعبة    عدن .. جمعية الصرافين تُحدد سقفين لصرف الريال السعودي وتُحذر من عقوبات صارمة    العملة الوطنية تتحسّن.. فماذا بعد؟!    أمين عام الإصلاح يعزي عضو مجلس شورى الحزب صالح البيل في وفاة والده    الحكومة تبارك إدراج اليونسكو 26 موقعا تراثيا وثقافيا على القائمة التمهيدية للتراث    منذ بدء عمله.. مسام ينزع أكثر من نصف مليون لغم زرعتها مليشيا الحوثي الارهابية    الرئيس الزُبيدي يطّلع على جهود قيادة جامعة المهرة في تطوير التعليم الأكاديمي بالمحافظة    خيرة عليك اطلب الله    مليشيا الحوثي الإرهابية تختطف نحو 17 مدنياً من أبناء محافظة البيضاء اليمنية    صحيفة أمريكية: اليمن فضح عجز القوى الغربية    شركات هائل سعيد حقد دفين على شعب الجنوب العربي والإصرار على تجويعه    الشيخ الجفري: قيادتنا الحكيمة تحقق نجاحات اقتصادية ملموسة    طعم وبلعناه وسلامتكم.. الخديعة الكبرى.. حقيقة نزول الصرف    عمره 119 عاما.. عبد الحميد يدخل عالم «الدم والذهب»    بعد إخفاق يحيى.. جيسوس يطلب ظهيرا أيسر    نيرة تقود «تنفيذية» الأهلي المصري    رائحة الخيانة والتآمر على حضرموت باتت واضحة وبأيادٍ حضرمية    يافع تثور ضد "جشع التجار".. احتجاجات غاضبة على انفلات الأسعار رغم تعافي العملة    لم يتغيّر منذ أكثر من أربعين عامًا    السعودي بندر باصريح مديرًا فنيًا لتضامن حضرموت في دوري أبطال الخليج    العنيد يعود من جديد لواجهة الإنتصارات عقب تخطي الرشيد بهدف نظيف    غزة في المحرقة.. من (تفاهة الشر) إلى وعي الإبادة    صحيفة امريكية: البنتاغون في حالة اضطراب    الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تحذر من اختفاء أوكرانيا كدولة    قادةٌ خذلوا الجنوبَ (1)    مشكلات هامة ندعو للفت الانتباه اليها في القطاع الصحي بعدن!!    لهذا السبب؟ .. شرطة المرور تستثني "الخوذ" من مخالفات الدراجات النارية    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة نذير محمد مناع    إغلاق محال الجملة المخالفة لقرار خفض أسعار السلع بالمنصورة    لاعب المنتخب اليمني حمزة الريمي ينضم لنادي القوة الجوية العراقي    عدن.. تحسن جديد لقيمة الريال اليمني مقابل العملات الاجنبية    تدشين فعاليات المولد النبوي بمديريات المربع الشمالي في الحديدة    من تاريخ "الجنوب العربي" القديم: دلائل على أن "حمير" امتدادا وجزء من التاريخ القتباني    من يومياتي في أمريكا.. استغاثة بصديق    ذمار.. سيول جارفة تؤدي لانهيارات صخرية ووفاة امرأة وإصابة آخرين    لاعب السيتي الشاب مصمّم على اختيار روما    أولمو: برشلونة عزز صفوفه بشكل أفضل من ريال مدريد    تعز .. الحصبة تفتك بالاطفال والاصابات تتجاوز 1400 حالة خلال سبعة أشهر    من أين لك هذا المال؟!    كنز صانته النيران ووقف على حراسته كلب وفي!    دراسة تكشف الأصل الحقيقي للسعال المزمن    ما أقبحَ هذا الصمت…    لمن لايعرف ملابسات اغتيال الفنان علي السمه    وداعاً زياد الرحباني    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    اكتشاف فصيلة دم جديدة وغير معروفة عالميا لدى امرأة هندية    العلامة مفتاح يؤكد أهمية أن يكون الاحتفال بالمولد النبوي هذا العام أكبر من الأعوام السابقة    رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"جيمس بوند" 50 عاماً من "الجاسوسية"
نشر في الجنوب ميديا يوم 31 - 10 - 2012

من يذكر المقدمة الموسيقية ومطلع الأغنية التي تصدح بها المغنية كارلي سيمون "nobody does it better" في فيلم "الجاسوس الذي أحبني"الذي أنتج في العام ،1977 يعلم جيداً كم كانت المغنية على حق، فقد حظيت شخصية العميل السري جيمس بوند التي ابتكرها الكاتب إيان فليمنغ بنجاح ساحق بين عشاق السينما .
شركة "إي أو إن برودكشنز"البريطانية المنتجة لهذه السلسلة احتفلت بمرور 50 عاماً على إنتاج أول أفلامها "دكتور نو"عام 1962 من خلال عرض أحدث مغامرات "العميل 007"في فيلم يحمل اسم "سكاي فول«، أو "السقوط من السماء«، وهو من بطولة النجم البريطاني دانييل كريغ، وإخراج مواطنه سام منديز الحاصل على جائزة الأوسكار .
جيمس بوند عاصر كل الأزمات في العالم منذ ظهور السلسلة، بدءاً من الحرب الباردة ومروراً بالثمانينات وتغير التكنولوجيا والأفكار، إلى درجة أنه يمكن كتابة موسوعة كاملة عن هذه السلسلة الفريدة في عالم الفن السابع .
من ناحية أخرى، أصدرت شركة "مترو غولدوين ماير"الأمريكية، الموزعة الرئيسة لسلسلة أفلام بوند، أول وأطول ألبوم سينمائي من نوعه باسم "بوند 50"وهو يحتوي على جميع أفلام "العميل السري 007". ويضم الألبوم 22 فيلماً، ظهرت فيها شخصية العميل السري منذ فيلم "دكتور نو"إلى فيلم "كم من العزاء«، وتصل مدتها إلى 130 ساعة .
جيمس بوند أو "العميل 007"شخصية خيالية لجاسوس بريطاني أبدعها المؤلف إيان فليمنغ عام 1953 في رواية "كازينو رويال«، ونظراً للنجاح الذي حققته، قرر الكاتب أن يستكملها بسلسلة من المغامرات، ساعده على حياكتها الدرامية كونه عمل في جهاز الاستخبارات البريطانية في فترة حياته .
بعد وفاة فليمنغ عام 1964 تابع العديد من الكتّاب التأليف الأدبي لروايات بوند ومغامراته، مثل كينغسلي أميس وجون بيرسون، إضافة إلى عدة كتّاب كتبوا مغامرات بوند للإنتاج السينمائي، مثل كريستوفر وود، إلا أن شهرة بوند الحقيقية تحققت بشكل أساسي عن طريق السينما، من خلال 23 فيلماً من إنتاج "إي أو إن برودكشنز«، إضافة إلى إنتاجين سينمائيين مستقلين ومسلسل أمريكي مستمد من روايات فليمنغ . وقبل أن تبدأ "إي أو إن برودكشنز"بإنتاج سلسلة مغامرات بوند، ظهرت شخصية رواية فليمنغ في حلقة بمسلسل كانت تنتجه شبكة "سي بي إس"الأمريكية عام 1954 بعد أن باع فليمنغ حقوق روايته "كازينو رويال".
وجسّد الممثل الأمريكي باري نيلسون (1920-1997) دور بوند في هذه الحلقة، التي كانت مدتها ساعة، إذ ظهر العميل السري أمريكي الجنسية وليس بريطانياً، وحملت الحلقة عنوان "كازينو رويال". ويشار إلى أن رواية "كازينو رويال"قدمت في فيلم سينمائي بالعنوان نفسه في عام 1967 بطولة الفارس الإنجليزي الراحل ديفيد نيفين، إلا أن ذلك الفيلم خرج عن النمط المألوف لأفلام جيمس بوند، حيث قدم بطابع ساخر ويعدّ فيلماً غير رسمي لإنتاجه من قبل شركة سينمائية مستقلة خارج نطاق السلسلة التقليدية ل"إي أو إن برودكشنز".
الأسطورة الأسكتلندية شون كونري حمل على عاتقه مهمة تقديم الجاسوس البريطاني الأشهر للسينما في فيلم "دكتور نو"عام ،1962 وأكسب كونري الدور سحره المعتاد، ما ساعد على جذب المشاهدين إلى شخصية بوند بشكل كبير، وحقق من خلاله شهرة وصلت إلى هوليوود . وعندما أدرك الممثل الأسكتلندي صدى هذه الشخصية، وافق على فكرة تقديم أكثر من جزء لتصل إلى ستة . ففي عام 1963 أطل كونري على جماهير جيمس بوند بفيلم "من روسيا مع الحب«، ثم "إصبع ذهبية"،1964 و"كرة الرعد"،1965 و"أنت تعيش فقط مرتين"،1967 و"الماس للأبد"،1971 فضلاً عن فيلم الإنتاج المستقل بعيداً عن "إي أو إن برودكشنز«، "لا تقل أبداً مرة أخرى"في العام 1983 . ويعد شون كونري "بوند"الأكثر شعبية بين محبي هذه الشخصية، ما أعطاه لقب جيمس بوند "الأصلي".
بعد ذلك تسلّم الممثل الإنجليزي روجر مور الراية من كونري لتجسيد شخصية بود في سبعة أفلام منذ عام 1973 إلى ،1985 ليصبح أكثر الممثلين تأدية لدور العميل السري . وأفلام "العميل 007"التي جسدها مور هي: "عش حياتك واترك الموت"،1973 و"الرجل ذو المسدس الذهبي"،1974 و"الجاسوس الذي أحبني"،1977 و"حاصد القمر"،1979 و"فقط من أجل عينيك"،1981 و"أوكتوبوسي"،1983 و"رؤية للقتل"1985 .
كان مسدس جيمس بوند الشهير، الذي يظهر على كل إعلانات السلسلة، قد ذهب للأسترالي الممثل جورج لازنبي عام ،1969 بعدما رشحه كونري لأداء هذا الدور، حينما أراد أن يخرج من جلباب العميل السري . وقد لاقى الفيلم، الذي حمل عنوان "في الخدمة السرية لصاحبة الجلالة«، فشلاً ذريعاً لم يعجب الجمهور، ما أدى إلى عدم تمثيله الدور مرة أخرى . وتعاقب على أداء تجسيد شخصية بوند كل من تيموثي دالتون عامي (1987 - 1989) بفيلمين هما: "أضواء النهار الحية«، و"رخصة للقتل«، ثم الممثل بيرس بروسنان (1995-2002)، الذي جسّد الدور أربع مرات في أفلام "العين الذهبية"،1995 و"غداً لا يموت أبداً"،1997 و"العالم ليس كافياً"،1999 و"مت في يوم آخر"2002 . وأخيراً يتمتع دانيال كريغ بشرف تقديم شخصية العميل الشهير منذ عام2006 بواقع ثلاثة أفلام هي: "كازينو رويال"(2006)، و"كم من العزاء"،2008 وأخيراً "السقوط من السماء". يشار إلى أن شركة "إي أو إن برودكشنز"راعت في كل أبطال الأجزاء ال 23 من السلسلة أن يكونوا بريطانيي الجنسية، فيما عدا بروسنان الإيرلندي، لتكسب الشخصية مزيداً من المصداقية .
يقول الممثل البريطاني الشهير السير روجر مور (84 سنة)، إن دانييل كريغ هو أفضل مَنْ أدى دور جيمس بوند . وكتب مور في الطبعة الأخيرة من كتابه "بوند حول بوند«: "لقد أحببت دانييل كريغ، إنه ممثل رائع، وبالتأكيد أفضل ممثل يؤدي دور بوند". وأوضح أن "كريغ لديه أفضل بنية لتأدية هذا الدور".
كان لمجلة "بروميير"الفرنسية التي تعنى بالفن السابع لقاء ثنائي مطول مع المنتجين التاريخيين لسلسلة "007«، باربارا بروكولي وميشيل ويلسون اللذين توليا العهدة من أبيهما المنتج الأول للسلسلة ألبير كوبي بروكولي، وهذه بعض المقتطفات من الحوار:
بروميير: بمناسبة الاحتفال بيوم 50 سنة على ظهور العميل السري "جيمس بوند"في السينما، هل تتذكرين شيئاً من البدايات الأولى لتصوير السلسلة؟
- باربارا بروكولي: الحقيقة أنني لا أتذكر شيئاً من البدايات، لكنني أتذكر زياراتي الأولى الكثيرة لاستديوهات بينوود حيث كنت آتي أنا وأختي بعد المدرسة لمشاهدة والدي في العمل الذي يعتبر المنتج التاريخي لجيمس بوند حتى وفاته في العام 1996 . والواقع أن والدي كان شديد الشغف بهذه السلسلة إلى درجة أنه نقل لنا هذا "الفيروس". والآن أرى نفسي وأنا طفلة أشاهد الممثل روجر مور وهو يتنقل هنا وهناك في الاستديو مع أجمل فتيات العالم اللواتي كن يلبسن أجمل الفساتين في غرفة الملابس وأنا أشاهدهن يتألقن لتأدية الأدوار الساحرة . كل ذلك مضى ولم يبق سوى فكرة أن هذه الأسرة التي أسسها والدي كان لابد أن تتابع هذه المسيرة، وتنتج أجمل الأفلام وأروعها في تاريخ السينما ومهما بلغت التكاليف! ولقد بدأت مع والدي مساعدة في الأمور الإدارية ثم انتقلت إلى عالم الإنتاج بعد أن قوي عودي وفهمت لعبة الإنتاج بحذافيرها .
- ميشيل ويلسون: بالنسبة إليّ كانت المرة الأولى مختلفة بعض الشيء، فلقد كنت في إجازة ووصلت كسائح إلى الاستوديو، إلى درجة أنني لم أكن أعرف من هو جيمس بوند وكل ما كان يهمني هو أن أصبح رجل علم في المستقبل ولم أكن أتخيل أبداً أنني سأنتمي إلى أسرة الإنتاج يوماً ما، ولكن بعد أن شاهدت الأفلام في السينما علمت روعة هذا العمل بالفعل، ولم أنضم إلى العمل بهذه المهنة - أي الإنتاج - إلا بعد أن عملت لعشر سنوات محامياً . وذات يوم اتصل بي كوبي لأكون مساعده في الإنتاج لبضعة أشهر، ولكن هذه الأشهر تحولت إلى سنوات أبدية استمرت حتى الآن، فلقد تركت الحقوق وتفرغت للإنتاج والكتابة منذ العام 1976 .
بروميير: دخولك إلى عالم بوند وافق ظهور فيلم "فقط من أجل عينيك"في العام 1981 الذي تعود معه إلى الأصول، أي إلى روايات الكاتب إيان فليمنغ، فهل كان ذلك صدفة؟
- ميشيل ويلسون: لا يمكن بأي حال من الأحوال ادعاء النجاح على المستوى الفردي، لأن العمل جماعي، ولكن ثمة شيء مهم وهو أن إيان فليمنغ كان مفتاح نجاح هذه السلسلة لأنه هو الذي اخترع شخصية بوند، وكلما أقرأ إحدى رواياته الجديدة أشعر بعبق الشخصية وروحها، ولذا أرى أن فليمنغ هو البوصلة التي توجهنا في مسيرتنا، ولو رجعت إلى أول كتبه ورواياته ستجد أن ما يطرحه فيه الكثير من الواقعية علماً بأن بعض هذه الروايات ذهبت موضتها لتلاشي الأسباب، كالحرب الباردة مثلاً، ولكن الطريقة التي يعالج فيها فليمنغ شخصية بوند تبقى معاصرة جداً .
- باربارا بروكولي: بالنسبة إليّ أرى أن الرجوع إلى فليمنغ يمنحنا قاعدة صلبة للتحضير لقصص جديدة من دون خيانة روح الشخصية، وهذا هو أكبر جزء في عملنا كمنتجين، فنحن نعتبر أنفسنا حماة المعبد وضامني السير على الخطى التي تعودناها كما رسمها لنا والدنا، خاصة أن الروايات تمكننا من إيجاد إجابات عن بعض التساؤلات التي تواجهنا بين الحين والآخر .
بروميير: هل لكما أن تقدما لنا أمثلة على هذه المشكلات أو التساؤلات؟
- ميشيل ويلسون: أكبر تحد يواجهنا عند إنجاز مغامرة جديدة من مغامرات بوند هو أن نعثر على القصة الجديدة والسيناريو الجيد . وفي كل مرة نود الدخول في إنتاج جديد فإننا لا نطرح مسألة من سيخرج الفيلم أو من سيؤدي دور الشرير، بل ما هي الوجهة التي يجب علينا توجيه الفيلم نحوها، لأن الأمر لا يتمثل في تقديم أفلام سياسية، بل في جعل الجمهور يشعر بأنه مرتبط بالواقع، ويطرح التساؤلات التالية: ما المشكلات الكبرى التي تجري في العالم؟ وما المسائل التي تخيفنا وتحيط بنا؟
- بروكولي: وبالطبع يفترض أن نحافظ على البطل حياً .
بروميير: بالفعل كيف تمكنتما من فعل ذلك، فمن شاهد مقتطفات من الفيلم الجديد "السقوط من السماء"يلاحظ أن المخرج ضحى بالبطل، ثم نجد أن البطل وُلد من جديد!؟
- ويلسون: أفضل في هذا الصدد استخدام تعبير "بعث"وليس ولادة، لأنه في بداية الفيلم ظن البعض أنه تم التخلص من "007«، لكنه خرج واهناً من هذه التجربة، ثم تمكن من العودة إلى العمل وهذا من أفضل ما أنجزه الممثل خافيير بارديم .
بروميير: هذا يعني أن أكبر تحد تواجهانه هو كيفية هذه الشخصية باستمرار وجعلها دوماً ذات معنى ومصداقية، ولذا فإنكما تتخلصان منها بعض الشيء كلما دعت الحاجة، أليس كذلك؟
- بروكولي: ليس بالضرورة، لكن الشخصية يجب أن تناسب العصر الذي تعيش فيه وتعكس بحق المجتمع الذي تتطور فيه، وهذه التغييرات تأتي عادة من القصص ومن مختلف الممثلين الذين جسدوا هذا الدور منذ بداية السلسلة .
بروميير: الملاحظ أن المشكلة التي تواجهها هذه السلسلة تتمثل في جعل الجمهور ينسى شخصية بوند التي جسّدها الممثل شون كونري؟
- ويلسون: ألا تجد أن دانييل كريغ استطاع بحرفية تجسيد هذا الدور أيضاً؟
- بروكولي: لا شك في أن شون كونري سيبقى في المرتبة الأولى في هذا المضمار لأنه هو المعيار الذي قاس كل من جاؤوا بعده أنفسهم عليه، وكذلك الحال بالنسبة إلى الجمهور فمهما شاهدوا فإن شون كونري سيبقى هو الأول، لأنه هو الذي جعلهم يكتشفون هذه الشخصية في صالات العرض .
بروميير: ألا تعتقد أن "أوكتوبوسي"الذي خرج في العام 1983 كان رائعاً؟
- ويلسون: لا شك في أن الانتقادات كانت لاذعة لهذا الجزء من السلسلة، ولكن هذا هو سر كل جزء منها، فكل مشاهد يحتفظ لنفسه بعلاقة عاطفية مع هذه السلسلة، وذلك لأن شخصية جيمس بوند مطواعة أو لنقل مرنة، ولذا فإن الكثير من الناس يمتلكون نظرة مختلفة عنها، بل وفي بعض الأحيان متناقضة، وهنا تكمن أهمية هذه الشخصية ومضمونها الغني فهي شخصية منفتحة .
- بروكولي: أعتقد أننا كي نفهم تطور هذه الشخصية لابد لنا أن نعود إلى المضمون الذي أنتجت فيه هذه الأفلام، فعلى سبيل المثال قيل لنا إبان سقوط جدار برلين: من يهتم بعد الآن بجيمس بوند فالعالم غداً يعيش فترة سلام ولذا لا داعي لوجود شخصية مثل "007".
بروميير: تقول ذلك عن هذا العملاق الجذاب الكاره للنساء؟ على ما يبدو أن سقوط الجدار قد سبب لكما أزمة كبيرة؟
- ويلسون: بل على النقيض، يمكنك القول إنه كان بالنسبة إلينا بمثابة الهبة السماوية، فتحتى تلك اللحظة كنا مكبلين بين فكرة الخير ضد الشر أو لنقل المعسكر الغربي ضد المعسكر الشرقي، لكن هذا الموقف الأحادي أصبح أكثر تعقيداً بشكل مفاجئ، عبر فيلم "العين الذهبية"1995 عن هذا الاضطراب، حيث لم يعد بوند يواجه الشر بل يواجه الخيانة، ولذا قال المخرج مارتن كامبيل الذي أخرج هذا الفيلم وفيلم "كازينو رويال"إنه أراد مع فيلم "العين الذهبية"أن ينتج جيمس بوند للتسعينات بدلاً من صورة الستينات الطاغية .
بروميير: ألم تود بكما مشكلة تطوير الشخصية إلى مواجهة العديد من المشكلات في تناولكم للأفلام الجديدة؟
- ويلسون: لديّ إحساس أنك تلمح إلى الممثل تيموثي دالتون الذي جسّد شخصية بوند في: "أضواء النهار الحية«، و"رخصة للقتل«؟
- بروكولي: لقد كان النقاد دوماً متشددين مع دالتون علماً بأنه ممثل رائع، لكنه لم يترك بصمة مثل سابقيه لأنه كانت لديه نظرة أكثر واقعية وغموضاً للشخصية، في حين عكس الممثل روجر مور ولسنوات، الشخصية الفكاهية لبوند بمسدسه ووردته، وربما جاز لنا تشبيهه بالممثل الشهير الوسيم كاري جرانت . أما دالتون فجاء في الوقت الذي كنا نريد فيه تغيير الوجهة عما كنا قد اعتدناها، فخلال الحرب الباردة كنا نعتقد أن إظهار صورة مخففة للعميل السري هو أمر مستحسن، ولكن عندما أعود بالذاكرة إلى ثمانينات القرن الماضي وأفكر بمرض الأيدز وفقدان الكثيرين لأصدقائهم بسبب هذ المرض، أرى أنه كان من الواجب عدم إظهار شخصية مثل جيمس بوند وهو لا يفتأ يتنقل بين مخادع الفتيات الجميلات حول العالم، كما أن بوند ليس "روكي«، ولذا كان علينا أن نحمله مسؤوليات إنسانية أكبر من مجرد جعله الرجل القوي والوسيم . وهذا هو الشيء الذي أراده وأنجزه دالتون .
- ويلسون: أحب أن أضيف أمراً مهماً وهو أن جيمس بوند في روايات فليمنغ يطرح تساؤلات حول شرعية مايقوم به وعن معنى كل عمل يؤديه وهذا هو بالضبط ما قام به حديثاً دانييل كريغ وأداه دالتون على أحسن وجه وإننا نلمح ذلك من خلال عنوان الفيلم "رخصة للقتل"الذي كان عرضه في الأصل ممنوعاً على الأطفال دون 13 سنة، وهذا يدل على أن دالتون أراد إظهار الأمور على حقيقتها من دون خداع .
بروميير: هل يعني ذلك أن شخصية جيمس بوند لا تنجح إلا إذا كانت قائمة على المظاهر؟
- ويلسون: بالطبع لا، فشخصية جيمس بوند تظهر أنها أقوى من كل الممثلين الذين جسّدوا دورها ولا يمكن لأي مخرج أو منتج أو حتى كاتب سيناريو أن يدعي قدرته على التلاعب بالشخصية كما يريد، اللهم إلا مخترعها!
بروميير: لدينا انطباع أن ظهور الممثل دانييل كريغ على الساحة هو الذي غيّر الوضع إلى درجة أننا لا نتخيل وجود بوند دون كريغ؟
- بروكولي: أعتقد أن دانييل كريغ هو الوحيد الذي كان يمكن أن يقوم بهذا الدور بعد كل تلك السنوات، ونحن نتابعه منذ بدايته، وهو يتمتع بشخصية جذابة وحضور مبهر ويعرف كيف يبرز خصوصيات شخصية جيمس بوند بشكل عبقري، وفي رأيي أنه يجسّد جيله بحرفية عالية ومعه يمكننا القول إننا أمام جيمس بوند مثالي!
بروميير: لننتقل إلى مسألة أخرى، كيف تختاران المخرجين؟
- بروكولي: المسألة ليست سهلة ودائماً نواجه تعقيدات في هذا الموضوع، وكنا في كل مرة نعمل على تغيير المخرج، لأن إخراج جيمس بوند يحتاج إلى طاقة عالية واندماج جنوني إن شئنا القول في الشخصية، فضلاً عن الالتزام بفكرة المؤلف والقدرة على عمل قصة معقدة، فعلى سبيل المثال أعجبنا كثيراً إخراج فيلم "الطريق إلى الجحيم"الذي أخرجه سام ميندس في العام 2002 وفكرنا أنه من الممكن جداً أن يكون مخرجاً رائعاً لأحد أفلام جيمس بوند في المستقبل، وهذا ما حدث .
بروميير: ولكن في نهاية المطاف، ما هو سر إنتاج فيلم جيد ل"007«؟
- بروكولي: عدم الخوف من الخطأ وهو الشيء الأهم الذي علمنا إياه كوبي، فكوبي كان يستمع جيداً للذين يعمل معهم، لكنه لم يكن يتردد في اتخاذ القرارات . وأعتقد أن لدينا مشاهدين أوفياء وقادرين على أن يغفروا لنا أخطاءنا لأنهم يأتون لمشاهدة أفلامنا ولديهم النية بحب هذه الأفلام، ولذا فالإرادة الطيبة للمشاهدين تدفعنا إلى تقديم أعمال ربما نصيب فيها وربما نخطئ، ولكن في النهاية نعيد الكرّة من جديد نحو النجاح مستفيدين من أخطائنا، فالخطأ في النهاية أمر بشري .
- ويلسون: قبل قراءة السيناريو كان كوبي يطرح التساؤل التالي: هل هذا الأمر سيطيّر عقول المشاهدين؟ وأنا أؤكد لك أن فيلم "السقوط من السماء"الجديد سيطير بعقول المشاهدين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.