مسؤولو 'سي آي ايه'اتخذوا قرارات حاسمة في هجوم بنغازي واشنطن رويترز ا ف ب: قال مسؤول مخابرات امريكي كبير ان مسؤولي وكالة المخابرات المركزية الامريكية في ليبيا أرسلوا قوات امن الى البعثة الدبلوماسية الامريكية في مدينة بنغازي الليبية خلال 25 دقيقة واتخذوا قرارات حاسمة ردا على الهجمات التي تعرضت لها القنصلية الامريكية يوم 11 سبتمبر /ايلول الماضي. وصرح المسؤول بأن المسؤولين في واشنطن راقبوا الاحداث من خلال تدفق الرسائل وطائرة عسكرية امريكية بلا طيار لكنهم لم يتدخلوا او يرفضوا طلبات المساعدة من جانب المسؤولين الذين كانوا في خط النار. وتوفرت هذه المعلومات بعد ان اتاح المسؤولون الامريكيون الخميس مسردا زمنيا لرد الفعل الامريكي على هجمات بنغازي التي قتل خلالها السفير الامريكي لدى ليبيا كريستوفر ستيفنز وثلاثة امريكيين اخرين. وتفند المعلومات فيما يبدو مزاعم منتقدين قالوا ان مسؤولي واشنطن تأخروا في ارسال المساعدة لافراد القنصلية المحاصرين. وتعرض تعامل ادارة الرئيس الامريكي بارك أوباما ووكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) لانتقاد شديد من جانب مؤيدي منافسه الجمهوري ميت رومني خلال الحملة الانتخابية قبل الانتخابات الرئاسية في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر). وصرح المسؤول المخابراتي الرفيع بأن ضباط السي.اي.ايه في بنغازي 'ردوا على الموقف ليل 11 سبتمبر ويوم 12 سبتمبر بأسرع وقت وبأكبر فعالية ممكنة.' وقال المسؤول 'ضباط الامن على وجه خاص كانوا أبطالا حقيقيين. حاولوا بسرعة حشد دعم محلي اضافي وأسلحة ثقيلة وحين لم يتسن تحقيق هذا خلال دقائق تحركوا رغم ذلك وعرضوا حياتهم للخطر لانقاذ رفاقهم.' وأضاف 'على كل مستوى من مستويات سلسلة القيادة.. من أكبر ضابط في ليبيا الى أكبر مسؤول في واشنطن.. الكل انخرط بشكل كامل في محاولة توفير كل مساعدة بمقدورهم'. من جهتها افادت صحيفة 'وول ستريت جورنال' الجمعة ان القنصلية الامريكية في بنغازي بليبيا حيث قتل اربعة امريكيين بينهم السفير في هجوم في 11 ايلول (سبتمبر) كانت تضم بشكل اساسي بعثة من وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي اي ايه) في مهمة سرية. وقالت 'وول ستريت جرنال' ان البعثة كانت اساسا فريقا لعمليات السي آي ايه، موضحة ان سبعة فقط من اصل ثلاثين مسؤولا تم اجلاؤهم من بنغازي بعد الهجوم، يعملون لوزارة الخارجية. واضافت الصحيفة ان العنصرين الامنيين اللذين قتلا في 11 ايلول (سبتمبر) هما رجلي القوات الخاصة (سيلز) السابقين تايرن وودز زغلين دوهرتي كانا تابعين للسي اي ايه وليس لوزارة الخارجية. وخلافا للتقاليد، لم يحضر مدير السي آي ايه ديفيد بترايوس المراسم عندما وصلت جثامين القتلى الامريكيين الى الاراضي الامريكية وذلك للتغطية على عملية السي آي ايه في شرق ليبيا. وتابعت ان اكثر من عشرين عنصرا من السي اي ايه يعملون بشكل سري في مبنى تابع للقنصلية يعرف باسم 'المحلق' لجأ اليه موظفو القنصلية بعد الهجوم الاول قبل ان يستهدف المبنى ايضا. وبحسب الصحيفة فان الهدف من هذه المهمة السرية التي بدأت بعيد انطلاق الثورة ضد نظام معمر القذافي في شباط (فبراير) 2011 كان مكافحة الارهاب وضمان سلامة الاسلحة الثقيلة للنظام. وتابعت الصحيفة ان مشكلات في التواصل بين السي اي ايه ووزارة الخارجية قد تكون خلف الثغرات الامنية التي كشفت خلال الهجوم بينما رأت وزارة الخارجية ان الفريق الامني الخاص ب'الملحق' كان كافيا لدعم الحراس. وقالت ان وكالة الاستخبارات المركزية ارسلت بعد يوم على الهجوم مسؤولين امنيين ليبييين الى المحلق لتدمير وثائق سرية ومعدات حساسة بقيت بعد مغادرتهم بسرعة القنصلية التي تركت بلا حراسة لكنها لم تكن تتضمن اي مواد سرية.