براقش نت : زمان كان يؤرخ الناس لتاريخ حادثة مقتل أحدهم حيث كان يقال فلان مات أو ولد سنة ما قُتل فلان بن فلان، وهذا ما يؤكد أن القتل كان شيئا نادرا وغير موجود بكثرة كما يحدث في هذا الزمن، اليوم ومع الأسف الشديد القتل أصبح كشربة الماء وشيئا طبيعيا ومعتادا عليه ومتداولا بين الناس والقتلى بالعشرات وربما بالمئات وتحولت لظاهرة إجرامية لها دورها في الساحة الجنائية وأسبابها ودوافعها وتتواجد فيها وسائل وطرق متعددة وأساليب متفرقة ولها تفاصيل وحكايات ومآس وأوجاع، وكي لا نطيل أو نتوسع أكثر لابد لنا أن ندخل في التفاصيل.. كثيرة هي قضايا القتل حدوثاً في محافظة إب وارتفعت معدلات ارتكابها خلال الآونة الأخيرة بشكل جنوني وأشارت بعض الإحصائيات لسقوط قتيل واحد في اليوم الواحد، وربما يزيد هذا العدد من يوم لآخر وبحسب احصائيات لوزارة الداخلية افادت ارقامها عن تقدم محافظة إب أولى المراتب وكانت بمقدمة محافظات الجمهورية اليمنية تسجيلاً لجرائم القتل.. قتيل في سمرة عرس يقول احد المواطنين إن أخاه تعرض للقتل على أيدي شخص آخر في إحدى سمرات الأعراس التي كثيراً ما تشهد أعمالاً مخلة بالأمن العام وترتكب فيها مثل هذه الجرائم التي وقع أخي الشاب فيها ضحية للتصرفات الهوجاء التي ينتهجها بعض الشباب، واضاف أن لا مشاكل ولا خلافات بين أخي وقاتله سوء العبث بالسلاح واطلاق النار في العرس والسمر الذي كانا حاضرين فيه، ومهما كان السبب أو الطريقة فقد ذهبت نفس هباء، النفس التي حرم الله تعالى قتلها الا بالحق واخي قتل بدون وجه حق مشيراً إلى أن القضية والقاتل تم إحالتهم للنيابة العامة. ومن جانب آخر وقضية مماثلة للأولى بمأساتها وتفاصيلها فيقول أخ آخر لقتيل آخر وبالذات السمرات الليلية التي تقام في الاعراس بمدينة إب ان اخاه الصغير تم قتله غدراً من قبل عصابة مسلحة لاحقته من مكان السمرة إلى مكان آخر وأقدموا على ضربه وهم بحالة غير طبيعية، ومن ثم اطلقوا النار عليه وفروا هاربين ووقتها لقي أخي حتفه فالطلقة النارية كانت قاتلة وبمكان خطير ولم تختلف إجراءات الأمن في القضية عن السابقة واستقر حالها ومن تم ضبطهم من الجناة في النيابة العامة. مدرس يقتل زوجته ثم ينتحر وفي جريمة أشد بشاعة جريمة شنعاء وبإحدى قرى ريف مديرية إب اقدم مدرس في العشرينيات من العمر بإطلاق النار على زوجته الشابة وقتلها ومن ثم اطلق النار على نفسه منتحراً وكان هذا امام طفلهم البالغ من العمر سبعة أعوام في مأساة مؤلمة فالطفل ظل بجانب والديه القتيلين وشاهد ما قام به ابوه بحق أمه وبحق نفسه وتردد أن الأب كان مريضاً نفسياً الأمر الذي جعله يقدم على ارتكاب فعلته النكراء. وفي جريمة أخرى ولكن هذه المرة استخدم فيها السلاح الأبيض وليس الناري حيث أدى خلاف على جدار وقطعة أرض صغيرة فاصلة بين شخصين وجارين إلى اقدام احدهما بطعن الآخر طعنة قاتلة سقط على اثرها ارضاً مضرجاً بدمائه وتتمكن الأجهزة الأمنية بإب من إلقاء القبض على الجاني ومباشرة التحري وجمع الاستدلال واحالته مع ملفه إلى القضاء وهذه من فضائع القتل الذي لا يرحم احداً مهما كان السبب والدافع والوسيلة اولاً واخيراً يعتبر قتلاً وازهاقا لروح بريئة حرم الله تعالى قتلها إلا بالحق. قتلوه ذبحاً ورموا بجثته مؤخراً وفي الأسبوع الماضي أقدم شخصان على استدراج سائق دراجة نارية من مدينة القاعدة إلى إحدى سوائل مديرية ذي السفال بمحافظة إب وقاما بقتله ذبحاً من رقبته ورميه في سائلة رباط رمادة وترك جثته لحين اكتشافها من قبل المواطنين، وكانت الجريمة مجهولة وغامضة وبعد اسبوع من البلاغ تمكن رجال الأمن بمديرية ذي السفال وبالاشتراك مع أمن القاعدة من الوصول لهوية الجناة وضبطهم وكشف غموض الجريمة ورجحت أن الاسباب لذلك خلافات سابقة بين الشخصين والمجني عليه. قد تتكرر التفاصيل والمآسي المؤلمة لقضايا وجرائم القتل ولا يسع المجال لذكرها والتطرق اليها فكل ما يهمنا هو الاستناد إلى البعض منها في هذا التحقيق ومن ثم الاتجاه والانتقال لمعرفة أسبابها والدوافع التي أدت لارتكابها وحدوثها. خمسه قتلى بيوم واحد في قفر اللواء الأخضر وتحديداً سوق ربابة سقط خمسة قتلى في لحظة واحدة من بني الأديب والحافي والسبب كما تفيد المعلومات أن أحدهم قام بسب آخر (ايربه) عبر الجوال وعندما التقيا وجهاً لوجه حدثت مشادة كلامية بينهما وتطور الأمر إلى اللجوء للسلاح ووقعت مجزرة فظيعة بينهم نتيجتها خمسة قتلى، ونفس اليوم وبمنطقة المرزوم مديرية ريف إب اقدم شخص على رمي قنبلة على زوجته وشقيقتها انتهى الأمر بهما إلى سقوطهما قتيلتين والسبب أتفه من سابقيه، وفي جعاشن ذي السفال سقط ثلاثة قتلى والسبب خلاف على ارض ولذات السبب حدث اطلاق نار بين جماعتين مسلحتين بمدينة إب واصيب شخصان أحدهما توفي بعد أيام من الحادثة وحدث ولا حرج وتلك هي مجموعه قضايا مؤلمة ومأساوية عن ظاهرة القتل في إب. أسباب ومن جانبه يقول الدكتور عبده ذبالة من أبناء محافظة إب إن قضايا القتل في المحافظة وبالذات عاصمتها مدينة إب انتشرت بشكل ملحوظ وكبير في الأيام الماضية والأشهر المنصرمة وأعتبرها نقطة سوداء على جبين هذه المحافظة المسالمة والطيبة وإنه لأمر يحز بالنفس أن تتحول إب الخضراء إلى ساحات وحوادث حمراء اللون بلون الدماء التي تسيل من وقت لآخر وأجد أن السلاح من الكبائر التي تساعد على ارتكاب جرائم القتل والشروع فيه ومؤخراً وللأمانة شهدنا تحركاً أمنياً يشهد له ممثلا بالحملات الأمنية المكثفة واختفاء المظاهر المسلحة من عاصمة المحافظة وأعتقد أن هذه الإجراءات ساعدت على انخفاض حوادث القتل وإطلاق النار والجرائم المترتبة عليها. ويضيف الدكتور عبده ذبالة بقوله: إنه لابد من تحرك امني وشعبي واحد في التعاون الجاد للقضاء على تلك الظواهر الإجرامية المختلفة وبمقدمتها قضايا القتل من خلال معرفة الأسباب والدوافع لحدوثها وارتكابها والعمل كفريق واحد لمعالجتها ووضع الحلول المناسبة لها في أقرب وقت ممكن مع الأخذ بعين الاعتبار إشراك الأجهزة القضائية ممثلة بالنيابات والمحاكم الابتدائية والاستئنافية بالمحافظة كافة ولا نغفل دور العلماء والمرشدين والمثقفين للمشاركة الفعالة في دراسة ذلك ومعالجته، كما أن لوسائل الاعلام المختلفة دوراً اساسياً بالتنسيق مع الجهات المعنية في التوعية الفعالة لمخاطر السلاح وحمل السلاح واستخدامه الخاطئ والعبث فيه من قبل الشباب والأطفال وحتى الرجال. القتل وتصنيفه القانوني وأسبابه يقول العقيد عبد العزيز علي الشعري رئيس قسم الاعتداء والقتل بإدارة البحث الجنائي بمحافظه إب: إن جرائم القتل من الجرائم الجنائية ولها تصنيفها القانوني ومن الجرائم التي لا يستهان بها أو يقبل بها الإنسان فهي من المحرمات شرعاً وديناً وقانوناً وحتى عُرفاً والمقصود بها ازهاق روح إنسان على يد آخر وبأي طريقة وأسلوب كان فالجميع يعرف المعنى الحقيقي لها والعقوبة المنصوص عليها سواء من عدالة السماء والقوانين السماوية المفروضة من الخالق عزوجل وكتابه وسنة نبيه الكريم محمد بن عبدالله عليه الصلاة والتسليم وتكملها القوانين البشرية والدساتير المختلفة. ويضيف بالقول: إن من أسباب انتشار وحدوث جرائم القتل بمحافظه إب وعلى مستوى محافظات الجمهورية ودوافع ارتكابها هو ضعف الوازع الديني وابتعاد الناس عن كتاب الله وسنة نبيه الكريم والسلاح بالمرتبة الثانية وحمل السلاح وتداوله الخاطئ بين المواطنين واستخدامهم غير الصحيح له، ناهيك عما يصاحب حمله واستخدامه من عبث يؤدي إلى عواقب وخيمة وانتشار المظاهر المسلحة خلال الفترة التي شهدتها البلاد العام الماضي كان له دور سلبي ومخيف لحدوث جرائم القتل. وهناك أسباب أخرى أثرت سلباً وساعدت على ارتكاب جرائم القتل والشروع فيه منها خلافات ونزاعات الأراضي وما تخلفه من نتائج وخيمة يكون السلاح فيها وخلالها حاضراً وشريكاً اساسياً في تسجيل قضايا قتل وسقوط قتلى ومصابين جراء ما ينتهي إليه المتنازعون على تلك الاراضي وغيرها والأخف منها هو أن يسلم المواطنون أو المتحاربون من غدر رصاصات القتل التي لا تقل شأنًا من نزيف الدم، والأفظع أن يسقط بسببها ضحايا أبرياء لا ناقة لهم فيها ولا جمل فيما انتهى به الأمر وذنبه أنه كان ماراً أو مجاوراً لمكان وبجوار محل النزاع والاختلاف. الإطالة بالتقاضي وعدم البت فيها ويواصل العقيد الشعري حديثه: إن هناك اسبابا أخرى غير ما سبق ذكره ولعل من اهمها هو الإطالة بالتقاضي وعدم البت في القضايا المختلفة التي تنظر لدى القضاء ولها اسبابها ومسبباتها لديهم الأمر الذي يجعل احد طرفي نزاع الى اللجوء لاستخدام السلاح والأخذ بثأره والتجاوز الخاطئ لعدالة القضاء والتصرف الاهوج وارتكاب جرم جديد والنتيجة وقتها في غاية البشاعة.. قضايا مكتشفة وضبط مرتكبيها وعن الإجراءات الأمنية المتخذة في قضايا القتل يقول العقيد عبده محمد فرحان نائب مدير عام أمن محافظة إب: إن أجهزة الأمن المختصة سواء البحث الجنائي أو بقية أمن المديريات وأقسام الشرطة تقوم بدورها المنوط بها في الضبط والتحري وتعقب المطلوبين في تلك القضايا واتخاذ كافة الإجراءات المطلوبة وبالنظر إلى إحصاءاتها فنجد أن كافة قضايا القتل مضبوطة ومكتشفة ولا توجد لدينا قضايا قتل مجهولة واغلب مرتكبيها مضبوطون وتم تقديمهم للعدالة وغالباً ما تصلنا البلاغات بها وتكون مجهولة وغامضة والجناة فيها مجهولين وهذا امر مزعج ومقلق نتغلب عليه بكشف غموض كل قضايا القتل وكشف هوية مرتكبيها والعمل على ضبطهم وضبط الأدوات المستخدمة فيها واحالتها بكل متعلقاتها إلى النيابة العامة طبقاً للقانون. وأضاف: ونحن كقيادة أمنية بالمحافظة وممثلة بالعميد الركن فؤاد محمد العطاب مدير عام أمن محافظة إب نعمل جاهدين على اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية الكفيلة بتحقيق الأمن ولعل حملات السلاح اليومية التي نقوم بتنفيذها جنت ثمارها وأدت نتائجها إلى الحد من جرائم القتل لاسيما وأن السلاح وتواجده بين متناول كل من هب ودب يعد آفة يتم من خلاله ارتكاب جرائم مختلفة وان كان في حد ذاته شيئا غير مقبول شكلاً ومضموناً، ونحن مستمرون في الحملات الأمنية وعازمون كل العزم لمعالجة كافة الاختلالات الأمنية وما يترتب عليها من حوادث وجرائم مختلفة وعلى رأسها القتل. إجراءات فنية تسبق الجنائية مع ارتكاب جرائم القتل وسقوط المجني عليهم من القتلى وبمختلف تفاصيلها وحقيقتها وتبلغ الأجهزة الأمنية بها التي دائماً ما يهرع فيها رجال يعرفون بخبراء الأدلة الجنائية ودورهم فني على حد وصف الرائد محيي الدين عباس الفلاحي مدير فرع الأدلة الجنائية بإب الذي يقول إنهم كخبراء أدلة يباشرون بمعاينة مكان الجريمة وتصويره والشيء ذاته يحدث بمعاينة الجثة جثة القتيل وتصويرها ومن ثم ايداعها ثلاجة اقرب مستشفى للتحفظ عليها ووقتها لا يحق لأي جهة التصريح بدفنها سوى النيابة العامة ويضيف إن لنا اجراءات لاحقة فنية وبحسب ما نجده ضرورياً أو يراه المحققون من الضباط أو رجال النيابة وحتى قضاة المحاكم ومستطرداً إلى انه يتم المعاناة في ذلك لأسباب فنية تكمن في نقص المتطلبات والإمكانيات اللازمة وكما أن للجانب التوعوي لدى المواطنين الذي نجد تواجدهم وتجمهرهم غير المبرر في مكان ومسرح الجريمة ويشكل هذا عائقاً أمامنا للقيام بدورنا ونقوم بالمعاينة وتحريز مكان الجريمة مما يؤثر سلباً على أداء خبير مسرح الجريمة، ونعيب على الإخوة المواطنين بذلك وندعو الجميع إلى تلافيها وأن يكونوا عوناً وعاملاً مساعداً في تمكين رجال الأدلة والأمن كافة على أداء عملهم وواجبهم. "الجمهورية نت "