أحمد مراد (القاهرة) - سفيان الثوري شيخ الإسلام، إمام الحفاظ، سيد العلماء العاملين في زمانه، الكوفي المجتهد، مصنف كتاب الجامع، والمعروف بأمير المؤمنين في الحديث، وقيل عنه سفيان في زمانه كأبي بكر وعمر في زمانهما، وتتلمذ على يده 300 من التابعين. وعن حياة الإمام تقول أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الدكتورة إنعام محمود علي إنه عُرف سفيان بن سعيد بن مسروق ب «سفيان الثوري» نسبة إلى جده ثور بن عبد مناة بن إلياس بن مضر بن عدنان، ويجتمع نسبه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في «إلياس بن مضر»، وكنيته «أبو عبدالله»، وقد ولد في الكوفة سنة 97 ه، ونشأ في وسط علمي، حيث كانت الكوفة في ذلك العصر مركزاً من مراكز العلم، وكان والده من محدثي الكوفة وثقاتهم، وروى له أصحاب الصحيحين والسنن والمسانيد، وكانت أمه سيدة فاضلة، وكانت تقول لولدها: «يا بنيَّ اطلب العلم، وأنا أكفيك بمغزلي». أتباعه وقال الذهبي: يقال إن عدد شيوخه ستمائة شيخ، وكبارهم الذين حدثوه عن أبي هريرة، وجرير بن عبد الله، وابن عباس، وأمثالهم. وأخذ العلم عنه عدد كبير من الأئمة والعلماء أمثال الأعمش وأبي حنيفة والأوزاعي ومسعر وشعبة، وغيرهم، وقد ذكر أبو الفرج ابن الجوزي أن الرواة عنه أكثر من عشرين ألفاً. قال عنه شعبة، وابن عيينة، وأبو عاصم، ويحيي بن معين، وغيرهم: سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث. وقال عبدالله بن المبارك: كتبتُ عن ألف ومئة شيخ، ما كتبتُ عن أفضل من سفيان، وقال يحيى بن سعيد القطان: سفيان أشد من شعبة وأعلم بالرجال. ويقول الفُضيل بن عياض سفيان أعلم من أبي حنيفة، ويقول ابن عيينة: ما رأيتُ رجلاً أعلم بالحلال والحرام من سفيان، وقال الإمام أحمد: أتدري من الإمام؟ الإمام سفيان الثوري لا يتقدمه أحد في قلبي. ... المزيد