عبدالرحيم حسين، أحمد سعيد، وكالات (رام الله، طهران) - وصف زعيم المعارضة الإسرائيلية شاؤول موفاز، في مستهل حملته الانتخابية الليلة قبل الماضية، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان بأنهما مهووسان بهاجس قصف إيران لتدمير منشآت برنامجها النووي، محذراً من أن ذلك سيقود إسرائيل إلى "مواجهة كُبرى"، وداعياً الناخبين الإسرائيليين إلى إزاحتهما. وعرض موفاز، رئيس حزب "كاديما" أكبر أحزاب المعارضة في البرلمان الإسرائيلي، خلال مؤتمر صحفي عقده في تل أبيب، ملصقاً عليه صورة سحابة نيران متشعبة كالناجمة عن انفجار قنبلة نووية وعبارة "نتنياهو يورطنا في مستنقع من المتاعب ومشكلة كُبرى". وقال "من يعرف ما يجري في مكتب رئيس الوزراء يدرك ويفهم أن نتنياهو يمضي في مسار لا رجعة عنه وهو ملتزم به ووضع جدولاً زمنيا له على منصة الأممالمتحدة ووعدنا بربيع نووي". ووصف تحالف حزبي "الليكود" بزعامة نتنياهو و"إسرائيل بيتنا" بزعامة ليبرمان لخوض الانتخابات العامة الإسرائيلية المبكرة المقرر إجراؤها يوم 22 يناير المقبل، بأنها "بالغة الخطورة على مستقبل إسرائيل". وقال، مكرراً تحذيرات مسؤولين أمنيين وعسكريين إسرائيليين سابقين من مخاطر قصف إيران، "إن نتنياهو وليبرلمان يحركهما اعتقاد يهودي تبشيري لقصف إيران، ونتنياهو يقودنا إلى طريق يؤدي إلى صدام بطريقة غير مسؤولة وغير عقلانية". وأضاف "يتعين أن ننتهز هذه الفرصة (الانتخابات) ويجب ألا نسمح لنتنياهو وليبرمان بأن ينفذا هذا الهاجس. وبالتالي من الضروري إزاحتهما". في غضون ذلك، أحيت السلطات الإيرانية ما تسميه "اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي" في المدن الإيرانية كافة، بمناسبة ذكرى اقتحام السفارة الأميركية في طهران واحتجاز دبلوماسييها وموظفيها رهائن داخلها عام 1979. واحتشد مسؤولون وآلاف الإيرانيين من كل فئات المجتمع أمام مقر السفارة الأميركية المغلق، الذي يسمونه "وكر الجواسيس"، بعد تظاهرات في أنحاء طهران طهران رددوا خلالها هتافات مناهضة للولايات المتحدة و"الاستكبار العالمي"، من بينها "الموت لأميركا و"الموت للكيان الإسرائيلي" و"الموت لبريطانيا"، وأحرقوا أعلاماً إسرائيلية وأميركية. وقال قائد كتائب ميليشيا المتطوعين الإيرانية "الباسيج" العميد محمد رضا نقدي أمام الحشد "إذا أرادت أميركا استئناف علاقاتها مع الشعب الإيراني، فعليها أولاً إغلاق معتقلاتها ومراكز تعذيبها في العالم، والكف عن دعم الكيان الصهيوني. وأضاف "نطمئن شعبنا بأن النصر علي المستكبرين في مواجهتهم سيكون حليفنا بإذن الله". على صعيد اخر طالب خبراء حقوق إنسان دوليون في جنيف أمس الأول بالإفراج عن المعارضين الإيرانيين المحامية نسرين ستوده والمخرج السينمائي جعفر باناهي المعتقلين في طهران وفق بيان للمفوضية العليا لحقوق الانسان في المنظمة الدولية. وقال مقرر الأممالمتحدة الخاص لوضع حقوق الانسان في ايران أحمد شهيد "انا قلق خصوصا حيال ستودة التي تدهورت حالها الصحية بسبب إضرابها عن الطعام منذ يوم 17 أكتوبر الماضي تنديداً بظروف اعتقالها والقيود المفروضة على أفراد عائلتها". وقالت مقررة الأممالمتحدة الخاصة لحماية المدافعين عن حقوق الانسان مارجريت ساكاجيا "إن اعتقال ستوده وبناهي يبدو مرتبطاً مباشرة بنشاطهما في الدفاع عن حقوق الإنسان، في انتهاك فاضح لقواعد حقوق الانسان الدولية". وأضافت "على الحكومة الإيرانية أن تبذل ما في وسعها لضمان الحريات الأساسية للعاملين من اجل احترام حقوق الانسان". وقال مقرر الأممالمتحدة الخاص لحرية الرأي والتعبير فراك لارو "إن اعتقال باناهي لممارسته حقه في حرية التعبير، عبر نشاطه كمخرج، ونشاطه السياسي، ينافي القوانين الدولية القاضية بعدم ملاحقة أي شخص لخطابه السياسي السلمي". وقالت مقررة الأممالمتحدة الخاصة لاستقلال القضاة والمحامين جابرييلا كنول "نشعر بالقلق البالغ إزاء حملة اضطهاد المدافعين عن حقوق الانسان في إيران".