أشارت صحف أمريكية ودولية إلى احتمالية ترشيح أوباما "لتشيك هاجل" وسط جدل كبير بين الديمقراطيين والجمهوريين، بسبب مواقفه حيال العقوبات الإيرانية وإسرائيل وحماس، وكذلك موقفه المعارض للشذوذ الجنسي. نشرت صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية تقريرا حول شخصية تشاك هاجل واعتبرته صاحب تجربة أهلته لتولي الدفاع، حيث جرح مرتين خلال معارك انخرط فيها. وقالت الصحيفة الأمريكية، إنه أول وزير دفاع خدم كجندي في الحروب منذ عقود، ولعل أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكيين نظروا إلى هذه الاعتبارات ودعموها لمميزاتها من الناحيتين العملية والرمزية. ويأتي ذلك في وقت تقلل السياسة من شأن الخدمة في القوات المسلحة أكثر من أي وقت مضى منذ الأربعينيات، وعددت الصحيفة صفات هاجل فهو لديه رؤية واقعية ومحنكة في مسائل تتعلق بالمرافق العامة والقيود المفروضة على القوات العسكرية، مما سيكون رصيدا لواضعي السياسات الذين يبحثون عن استراتيجية دفاعية مستدامة. واستفاضت الصحيفة في سرد تاريخه السياسي ومواقفه المناهضة لإرسال الشباب الأمريكي للحرب، وقناعته بعدم جدواها. من جهة أخرى أكدت صحيفة "واشنطن بوست" على أن السيناتور السابق تشاك هاجل المرشح لمنصب وزير الدفاع، سيتحول ترشيحه إلى معركة شرسة على الرئيس أوباما. ونقلت عن مسؤول تنفيذي لمجموعة مؤيدة لإسرائيل استنكاره ترشيح هاجل، وقال "هناك سبب واحد فقط لهذا الترشح، أن الرئيس يشعر بالراحة معه"، فهاجل لديه مواقف مناهضة لإسرائيل والإنفاق على الدفاع، والعقوبات على إيران، وهي بالنسبة إلى أوباما إيجابيات وليست عيوبا. وقال آخر مؤيد لإسرائيل إن ترشيح هاجل سيكون محرجا للغاية بالنسبة للديمقراطيين في مجلس الشيوخ، وتوقعت الصحيفة الأمريكية أن عشرة ديمقراطيين في مجلس الشيوخ على الأقل سيصوتون ضد هيجل. وأشارت "واشنطن بوست" إلى انتقادات واسعة وجهها محافظون لسياسة أوباما حيال إسرائيل، واعتبروها "نكسة ديمقراطية" في مواقف أوباما، وخطاباته كانت الأسوأ تجاه إسرائيل، وفي هذه الحالة لدى المشرعين الديمقراطيين خياران، إما أن يكشفوا عن عدم اهتمامهم بالصداقة بين أمريكا وإسرائيل، وكذلك حول دمج المثليين جنسيا في الجيش، وإما أن يقفوا أمام رئيس الجمهورية ويستديرون إلى اليمين المحافظ . أما صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية فأشارت إلى احتمال تصعيد معركة في مجلس الشيوخ حول ما إذا كان هاجل يؤيد بقوة التحالف الرئيسي بين أمريكا وإسرائيل، إضافة إلى شكوى لجماعات حقوقية خاصة بالمثليين التي أشارت إلى تصريحات ماضية لهاجل، حطت من شأنهم. وأضافت الصحيفة أنه سيكون الإحراج الثاني لأوباما في حالة تراجعه عن اختياره لهاجل، بعد انسحاب سوزان رايس من ترشيحاته بسبب معارضيها. وقالت الصحيفة البريطانية إن البيت الأبيض لم يتخذ قرارا نهائيا بعد بشأن هاجل، ولكن مصدر مقرب من الموقف قال للصحيفة إن البيت الأبيص يرى أن هيجل هو المرشح لأبرز لهذا المنصب. وأضاف المصدر أن العملية في طريقها لإعلان الترشيح المحتمل يوم الإثنين أو الثلاثاء، ولا يعرف بعد إذا ما كان أوباما أنهى قراره، أم أبلغ هيجل مباشرة، وقال المصدر إن أقرب مستشاري هيجل تلقى رسائل تطمين في الأيام الأخيرة في مواجهة حملة تهدف إلى عرقلة ترشيحه. وقالت الصحيفة إن الهجمة التي تشن ضد هاجل بسبب سجله في إسرائيل وإيران، وتقوم بها جماعات موالية لإسرائيل والمحافظين الجدد. وأشارت "ديلي تليجراف" إلى أن هاجل أصدر تصريحا الشهر الماضي اعتذر فيه عما قاله بشأن المثليين سنة 1998 ووصفها بأنها كانت "متهورة".