انتهت مباراة منتخبنا مع قطر في الجولة الأولى من بطولة "خليجي 21" بفوز الأبيض على العنابي القطري 3-1 . وستكون بدايتنا في العودة إلى المباراة بآخر كلمة قالها المدرب القطري باولو أوتوري وهو في طريقه إلى حافلة لاعبي منتخبه عندما قال: سجلنا الهدف الأول، لكن للأسف لم نستطع التنفس للحظة بعده، فقد سجل علينا المنتخب الإماراتي هدف التعادل بسرعة أي بعد أقل من دقيقتين وكانت هذه نقطة التحول في المباراة . بالفعل لقد كان أوتوري محقاً فيما ذهب إليه خصوصاً أن منتخبنا كان قد سيطر على مجريات المباراة وفرض أسلوبه الضاغط من العمق والأطراف على الفريق القطري الذي اضطر للتراجع دفاعاً بكلياته ومن أول هجمة إماراتية ارتكب بلال محمد مدافع قطر مخالفة مع أحمد خليل انبرى لها "المكير الخطير" عمر عبد الرحمن ووضعها داخل شباك قاسم برهان على طريقة كبار نجوم الكرة العالمية . وأعتقد أنه إذا كان طلب من "عموري" أن يضع الكرة داخل الشباك العنابية بيده فلن يستطيع أن يضعها بهذه الدقة، بعدما جعل حارس العنابي يتفرج على الكرة وهي تتهادى داخل الشباك وأجبر قاسم برهان على التسمر في مكانه ولم يكن يعرف كيف يتحرك ولأي اتجاه . وكان لهدف التعادل السريع مفعول السحر في أوساط فرسان الأبيض الذين تباروا في تقديم الروائع وكانت الجماعية في الأداء هي سر تفوق الأبيض على العنابي، إضافة إلى تسخير اللاعبين لمهاراتهم الفنية والفردية لمصلحة المجموعة، ما أسهم في أن يظهر الفريق كمجموعة متجانسة ومتناغمة . أما هدف الترجيح الثاني الذي كان من إمضاء علي أحمد مبخوت فقد كان ملعوبا وتجلت روعة الهدف في الإصرار والعزيمة والقراءة والمتابعة والذكاء والمكر الذي تعامل به مهاجم الجزيرة، ولابد من الإشارة إلى أنه من الصعوبة بمكان على أي لاعب أن يعكس كرة من خانة الجناح ويأتي لتسجيل الهدف من نفس عرضيته . ولكن هذا ما فعله علي مبخوت الذي عكس الكرة لأحمد خليل الذي كان على رأس خط الستة وحاول خليل التمرير إلى إسماعيل الحمادي، ولكن الكرة عادت من ساق المدافع القطري مسعد الحمد في اتجاه علي مبخوت الذي انطلق كالصاروخ من الجناح الأيمن صوب الكرة وعالجها بحافة حذاء قدمه اليسرى ووضعها داخل الشباك في أقصى الزاوية اليسرى قبل أن يصل برهان إلى منطقة "القسمة" كي ينال حظه في السيطرة على الكرة، وكان قاسم برهان يتجول تحت شباكه يمنة ويسرى في لحظة توهان لتستقر الكرة داخل شباك برهان هدفاً إماراتياً ثانياً حرر الأبيض من الضغوط ومنح شباب الأبيض المزيد من الثقة بالنفس وأراح المدرب مهدي علي . أما الهدف الثالث فقد كان هدف الأمان وتعزيز الانتصار عندما حول محمد أحمد مدافع منتخبنا الكرة العرضية إلى داخل شباك قاسم برهان في الدقيقة 63 وأروع ما في هدف محمد أحمد أنه جاء في الوقت الذي كان يسعى فيه العنابي تعديل النتيجة وخلال الفترة التي كان الضغط على الأبيض عنابياً خصوصاً في ربع الساعة الأولى من الشوط الثاني . ومن أبرز السلبيات التي لاحظناها على أداء الأبيض حالة الاسترخاء والتوهان التي سيطرت على الأداء في آخر ربع ساعة من زمن اللقاء خصوصاً في الخطوط الخلفية، حيث أخفق خط الدفاع في تنظيف المنطقة بالصورة المطلوبة خصوصاً الكمالي ومحمد أحمد، ولاحظنا على خميس إسماعيل في الشوط الأول أنه ركز على اللعب على الناحية اليمنى، وترك عمر عبد الرحمن وحيداً في الدائرة، وكان خميس مضطرباً بعض الشيء، ولم يكن هناك داع لعودته للوراء وارتكاب ضربة جزاء مع خلفان إبراهيم لأن محمد أحمد كان قريباً من اللاعب خلفان وعلى وشك السيطرة على الكرة فإذا بخميس يندفع من الخلف ويرتكب مخالفة صريحة مع خلفان .