استطاع ابناء الجنوب التغلب على ضغوط الماضي وجراحة بفضل الله ثم بفضل الثقة العالية والإرادة القوية التي يتمتع بها هذا الشعب العظيم حيث تحولت النظرة السوداء المشئومة لليوم الأسود المشئوم إلى نظرة بيضاء اشرقت من حدقاتها أشعة التسامح والتصالح والمحبة والوفاء لتجعل سواد هذا اليوم يوما ابيضاً يتغنى به المتسامحون وينشد به المتصالحون أنشودة الأخوة والود في جميع انحاء الجنوب شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً.. حيث استطاع الشعب الجنوبي أن يسجل انتصاراً من ابرز الانتصارات التي يزخر بها تاريخه الكفاحي الطويل وهو انتصاره على احقاد الماضي وسلبياته وكل جراحه وطي كل الأوراق السوداء ليفتح صفحة بيضاء عنوانها(التسامح والتصالح) والذي تجسد هذا المبدأ في ذاكرة كل الجنوبيين داخل الوطن والشتات وسيتعاقبه جيل بعد جيل. إن ال13من يناير هذا اليوم الذي يحتفي فيه كل الجنوبيين الشرفاء داخل الوطن وخارجه يمثل سمة بارزة من سمات الوحدة الجنوبية الوثيقة وليعكس في نفس الوقت الترابط الأخوي الصادق بين مكونات الشعب الجنوبي كافة ويعد رابطاً وثيقاً بين ثورة الشعب ونضاله ضد كل اصناف الظلم والعدوان. كما ان لهذا اليوم المشبع بروح التسامح والتصالح يعد بداية جديدة لمسيرة الحراك الجنوبي وثورته السلمية والتي مكنت شعبنا الجنوبي من تحقيق هدفه الإستراتيجي العظيم المتمثل(بالتسامح والتصالح) وإعادة بناء الثقة متجاوزين كل الصعاب والمعوقات ومختلف المنعطفات والمخاطر التي رافقت مسيرته النضالية ليصبح ابناء الجنوب احراراً في ممارسة جميع الحقوق المشروعة التي يسعى اليها وتمارسها كل الأمم المستقلة. إن احياء ذكرى التسامح والتصالح من هذا العام يشكل معناً جليلاً وجميلاً في حياة كل الجنوبيين وهو يوم يعبر عن صدق الإرادة وإخلاص النية وترجمتها واقعاً ملموساً نحس به ونعايشه وذالك وفاءاً لتضحيات الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل أن تنتصر الثورة وينتصر الجنوب فقد اصبحت الثورة الجنوبية السلمية أكثر صلابة وتقدماً وعطاء معبرة عن الإرادة الجنوبية الحرة منتصرة للحق ومنتصرة على كل اشكال التبعية ومحبطه كل المؤامرات ليزداد ابناء الجنوب عزيمة واصرار مقدماً كل التضحيات في سبيل عزته وكرامته فلكل شهداء الثورة الجنوبية تحية اجلال واكبار والوفاء لهم والعرفان لتضحياتهم يتجسد فيما يصنعه ويقدمه ابناء الجنوب في يوم التصالح والتسامح من وحدة الصف والكلمة والهدف وصدق العطاء وصفو الضمير.