"قلناها . . أنتم ذخر لهذا الوطن، قلناها . . أنتم فخر، وعطاء، وعز، ومستقبل هذا الوطن"، شعار رفعه القائمون على البرنامج الوطني للقادة الشباب في دورته الثانية، الذي أقيم مؤخراً في فندق "سنترو" بالشارقة . ونظمته الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، بالتعاون مع العديد من المؤسسات والهيئات الوطنية، بهدف تكوين وبناء الشخصية الشبابية وفقاً للمعايير الإماراتية، ورعايتها من الجوانب النفسية والفكرية سعياً لبناء شخصية شبابية متكاملة مؤهلة لقيادة المستقبل . يضم البرنامج في هذه الدورة 60 شاباً وشابة في المرحلة العمرية من 15 إلى 18 عاماً، اختيروا وفق معايير علمية بحسب مستواهم الأكاديمي ودورهم القيادي في المدرسة والصف، ونشاطهم في الأنشطة الاجتماعية والمجتمعية . حول البرنامج ومدى استفادة الطلاب من برامجه وورشه تدور السطور التالية: خديجة فهد، طالبة في مدرسة المعلا للتعليم الثانوي في أم القيوين، وجدت في البرنامج الوطني للقادة الشباب تميزاً وتفرداً عن البرامج والورش التي شاركت فيها من قبل، وأضافت إلى خبراتها الكثير من الأشياء التي طالما بحثت عنها، مثل صفات الشخصية القيادية والمهارات التي يجب أن يتحلى بها القائد مثل العمل داخل الفريق، وكيفية تحديه الفشل، وتوزيعه للأدوار . وعن كيفية مشاركتها في البرنامج تقول: تعرفت إلى البرنامج من إحدى صديقاتي، فقمت بالتسجيل على موقع الهيئة العامة لرعاية الشباب، وحدد لي موعد للمقابلة الشخصية اجتزتها وأصبحت ضمن 30 طالبة مشاركة في الدورة الثانية . تعلمت سارة الجناحي، طالبة بكلية التقنية في دبي، الكثير عن أسس قيادة النفس ونبذ روح الفشل داخلها، ومن ثم الانتقال إلى مرحلة العمل داخل فريق، وتشير إلى الفكرة الخاطئة التي كانت في مخيلتها عن القائد، من أنه لابد أن يكون قائد الفريق مبادراً بطرح أفكاره وفرضها على الفريق، لكنها وجدت - كما تقول - إنه من الممكن أن يكون قائداً ومؤثراً في الأدوار التي ينفذها وتسند إليه من قبل الفريق . وعن وجودها مدة أسبوع بعيداً عن الأهل تقول: أشعر بأن جميع من حولي هم أفراد عائلتي، وأتمنى أن يزيد الأسبوع لشهر . تقول أسماء محمد، طالبة في مدرسة الأميرة هيا بدبي: إنها تعلمت من خلال الورش اليومية للبرنامج كيفية زرع الثقة بالنفس، وأنها هي المحرك الأساسي للقائد، حيث تكسب المشارك روح الإقدام وعدم الخوف من الفشل، كما تعرفت إلى كيفية العمل ضمن فريق واحد وكيفية التخطيط للمستقبل، وكيفية تحديد الأهداف وتوزيع الأدوار للوصول إلى هدف واحد محدد تسعى لتحقيقه الجماعة . وتعرفت شروق الظنحاني، طالبة في مدرسة دبا الفجيرة الثانوية للبنات، إلى وسائل تعبير الإنسان عن نفسه وما يحمل في رأسه من أفكار، سواء من خلال التعبير اللفظي أو غير اللفظي، باستخدام مربعات "الليجو"، التي من خلالها يمكن للإنسان أن يتعرف إلى شخصيته ويحللها، كما عززت الورش اليومية فيها مفهوم القيادة الذاتية للنفس والجماعة، وكيفية التواصل مع المحيطين عبر لغة الجسد التي تساعد على توصيل الأفكار وتأكدها بجانب التعبير اللفظي . أما أختها نورا الظنحاني، فوجدت في البرنامج فرصة عظيمة لتبادل الخبرات والأفكار، من خلال تكوينها عدداً كبيراً من الصديقات التي تعرفت إليهن خلال معسكر البرنامج . وعن ذلك تقول: إنها المرة الأولى التي أوجد فيها مع هذا العدد الكبير من الزميلات مدة تزيد على ساعات الدوام المدرسي، وهو ما يشعرني بأنني وسط عائلتي ولم أغادر المنزل . وقهرت مريم الحوسني، طالبة في مدرسة واسط النموذجية في الشارقة، خوفها من الفشل، من خلال تعرفها إلى تجارب العديد من الشخصيات القيادية داخل الدولة، ومحاولاتهم الدؤوبة في الوصول إلى أهدافهم . كما تعلمت الكثير عن القيادة طرق العمل الفردي وداخل الفريق، وكيفية توزيع الأدوار والاستماع إلى الآخرين وإعطائهم الفرص للتعبير عن أفكارهم، إضافة إلى كيفية التخطيط للمستقبل وتبني رؤية مستقبلية واضحة الأهداف يعمل الإنسان على تحقيقها . وتقول الطالبة شيخة أحمد النعيمي: إنها لم تتوقع أن يحتوي البرنامج على هذا الكم الكبير من الورش والمحاضرات، ووجود شخصيات معرفة تنهل من خبراتها عن قرب، سواء عبر التلقين المباشر أو الورش والنشاطات الجانبية . وتضيف: كانت القيادة بالنسبة إليّ مجرد كلمات أقرأها في الكتب، لكن برنامج إعداد القادة الشباب حولها إلى واقع ملموس النتائج . ففي كل يوم أكتسب مفاهيم جديدة وأطبقها بشكل عملي مع الزميلات . وأضاف البرنامج إلى زينب صاحب، طالبة في مدرسة واسط النموذجية في الشارقة، الكثير من المعلومات عن سمات القائد، الذي يقود الفريق إلى تحقيق هدف ينشده الفريق، وكيفية توزيعه للأدوار بعدما يتعرف إلى قدرات كل فرد من فريقه، كما سعدت بالتعرف إلى تجارب شخصيات قيادية إماراتية ومراحل بنائها شخصياتهم، ومساعدتهم على تحقيق طموحاتهم وأهدافهم من خلال التخطيط والمثابرة والعمل المستمر . وتمنت شهد الحوسني، طالبة في مدرسة عجمان الثانوية للبنات، دعوة كل زميلاتها لحضور ورش ودورات برنامج إعداد القادة الشباب، لاسيما بعد أن لاحظت الاهتمام الكبير من القائمين عليه، وحرصهم على نقل مفاهيم القيادة وصفات القائد وقدرته على قيادة الفريق، وتقول: شعرت خلال الأيام القليلة التي قضيتها مع زميلاتي في المعسكر، بأن كل من حولي يهتم بي ويعمل من أجلي، ويوجهني إلى أفضل السبل لاكتشاف قدراتي . أما عواطف حسن، طالبة في مدرسة أم عمارة الإعدادية في عجمان، فكانت لها تجربتها الفريدة داخل معسكر إعداد القادة، حيث مارست هوايتها في التمثيل خلال إحدى الورش الفنية، بعد مشاركتها في عدة مسرحيات مدرسية، وأخرى على خشبة مركز شباب عجمان . عن المهارات التي أضافها لها البرنامج، تقول: تعرفت إلى الكثير من الجوانب الشخصية التي يتحلى بها القائد أهمها الثقة بالنفس وعدم الخوف من الفشل، وهو ما مكنني من قهر خوفي وأقف لساعات على المسرح، لكني أتمنى أن أطور موهبتي وأشارك كبار النجوم أحد الأدوار . أما مصعب الحمادي، طالب بالثانوية النموذجية في الشارقة، فيقول إنه تعلم أن يكون القائد أكثر أفراد المجموعة ثقافة ودراية بالهدف المراد تحقيقه، وليس شرطاً أن تكون معرفته الموسوعية في جميع المجالات، وهو ما يعلي من أهمية التخصص والخبرة في أحد المجالات . كما تعرف الحمادي من خلال ورش القيادة إلى أهمية وضع هدف واضح يسعى الإنسان إلى تحقيقه بكل ما أوتي من قدرات، وكيفية إدارة القائد للفريق من خلال التوزيع الجيد للأدوار . الطالب زميله صهيب محمد، عبّر عن سعادته للفارق والتطور الكبير الذي شهدته الدورة الثانية من البرنامج، التي اختلفت كثيراً عن الدورة الأولى التي شارك فيها، سواء في عدد الورش أو مستواها التخصصي، وعن ذلك يقول: في العام الماضي كان عدد الورش قليلاً مقارنة بهذا العام، الذي يشهد اليوم الواحد فيه أكثر من ورشة، كما أن هناك فارقاً كبيراً في بيئة التعلم داخل البرنامج، أصبحت متنوعة وغير مملة، حيث لا نشعر فيها بالوقت . تعلم ماجد يوسف، طالب في معهد الفنون الثانوية في عجمان، كيفية قهر الفشل، وتنحية الخوف، وإدارة الذات لتحقيق هدف مخطط له، وتعرف من خلال تجارب أعلام القيادة المحلية، عدم الانكسار والمثابرة لتحقيق المهام . أما على صعيد العمل داخل الفريق، فيقول: تعلمت من تجارب الآخرين أن كل إنسان يولد وداخله سمات القيادة، وكل ما عليه هو إعادة اكتشافها، وتنميتها والعمل على إدارة ذاته أولاً، ومن ثم الانخراط داخل فريق لتحقيق هدف جماعي . اكتسب سليمان الملا، طالب في معهد التكنولوجيات التطبيقية في دبي، الكثير من الخبرات التي تقربه من حلمه أن يكون قائداً في المستقبل، أهمها التغلب على الصعاب، وعدم التخلي عن تحقيق الهدف، مهما واجه الإنسان من معوقات . كما تعلم أهمية الحوار وسماع الآخر وهي قيم مهمة للعمل مع الفريق . ومن سمات القائد الناجح أن يكون مصغياً قادراً على استيعاب الآخرين . سهيل المري، طالب في الأكاديمية الجديدة في دبي، اكتشف أن القائد الناجح هو من يجيد العمل مع فريق، ويقدر على قيادة عناصر مختلفة الرؤى والسمات والقدرات . وهو ما يعكس قوة شخصيته وقدرته على احتواء الآخرين والاستفادة من إمكاناتهم . كما أن القائد الفذ هو الذي يشعر أعضاء الفريق بأنهم قادة في العمل الموكل لهم، وبأنهم مسؤولون مثله عن تحقيق الهدف والسعي لتحقيق النجاح، كما أن نجاح الفرد نجاح للمجموعة، وأن القائد من دون الفريق لا يمكنه الإنجاز . تمكن معاذ العامري، طالب في المدرسة الوطنية في دبي، من التعرف إلى جوانب شخصيته من خلال مكعبات "الليجو"، وتعلم الكثير من المهارات الذهنية المحفزة للتفكير السليم . كما تبادل مع زملائه الذين تجمعوا من أنحاء الدولة خبرات كثيرة، وتعرف إلى أنشطتهم ومشاركاتهم في المسابقات المحلية والدولية . ومن خلال الورش اليومية للبرنامج تعرف العامري إلى خبرات القادة الإماراتيين، وكيفية مواجهتهم الصعاب وتذليلهم الصعاب التي واجهتهم حتى حققوا أهدافهم . وتعلم عبدالله العوضي، طالب في مدرسة دبي الدولية، ألا يفرض رأيه على الآخرين، وأن الإقناع هو السبيل الوحيد للقائد الجيد للوصول إلى تأييد فريقه . كما تعرف إلى المهارات القيادية التي يعلي فيها القائد مصلحة الفريق على مصلحته الشخصية، وأنه مسؤول عن أخطاء فريقه حتى لو لم يتسبب بشكل مباشر فيها . وعن بيئة المعسكر يقول: المادة الدسمة التي تقدم لنا في الورش اليومية، تنسينا في بعض الأحيان الخروج لتناول الطعام، وهو ما جعلنا نوكل إلى أحد الأفراد تنبيهنا لوقت الغداء والصلاة . عبدالله عارف، طالب في مدرسة الزهور في الشارقة، لمس تعاون المشاركين في البرنامج، وشعر بأنهم يتحركون جميعاً بروح الفريق، فكلما سأل أحد الحاضرين سؤالاً أجابه عضو آخر، وكلما بحث عن معلومة وجد من يتسابق إلى توفيرها . وعن ذلك يقول: من يشارك الطلاب إحدى الورش للمرة الأولى يشعر بأنهم طلاب مدرسة واحدة، يحضرون لنفس المعلم وبيدهم كتاب واحد، وهو ما يدل على نجاح القائمين على البرنامج في توحيد الفكر والروح والمفاهيم . عن البرنامج تقول وفاء آل علي، رئيسة قسم الخدمة الاجتماعية والجهات الشبابية، ورئيسة اللجنة المنظمة للبرنامج الوطني للقادة الشباب: إن "ذخر" مبادرة وطنية رئيسة، تعنى بإعداد قيادات إماراتية شابة مؤهلة بمهارات قيادية عالية بحس وطني يستهدف تعزيز الانتماء الوطني لدى الشباب، وتمكينهم من المهارات القيادية اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل، وإعدادهم في إطار وطني يحقق "رؤية الإمارات 2021"، وارتباطهم بالنماذج القيادية الإماراتية . وتشير آل علي إلى أن نتائج البرنامج سوف تظهر في غضون (5-10) سنوات، حيث تم التعامل مع فئات سنية صغيرة ليسهل تشكيلها وفقاً لتوجيهات الحكومة الرشيدة، وتمكنوا من اكتساب خبرات ومهارات متعددة، وأنماط جديدة من التفكير، تمكن المتدرب من القراءة الشاملة للواقع بالاعتماد على بعد النظر واستشراف المستقبل، بما يحقق للوطن الإنجاز المطلوب وطموح القيادة الرشيدة القائم على روح الشباب في "رؤية الإمارات 2021" .