فبجرة قلم أعلن منظمو مهرجان المسرح العربي المقام بالدوحة هذا العام استبعاد مصر من فعاليات المهرجان التي ستنطلق غدا الخميس حيث اعتبرها البيان الرسمي الصادر من إدارة المهرجان عروضا دون المستوي, والغريب في الأمر أن العروض التي ترشحت للمهرجان هي: ليل الجنوب لناصر عبدالمنعم تأليف المبدع شاذلي فرح, رائعة في بيتنا شبح للكاتب لينين الرملي اخراج عصام السيد بطولة نجم السينما ماجد الكدواني التي حققت أعلي نسبة اقبال جماهيري خلال احلك لحظات المظاهرات في قلب القاهرة, وأخيرا مسرحية حنظلة للمخرج الشاب إسلام إمام والتي تم تكريمها أخيرا في مهرجان الأردن المسرحي واستقبلت بحفاوة بالغة هناك, وهي عروض تحمل من التنوع الفكري والتقني والفني ايضا ما يكفي لعرضها في أعرق مهرجانات العالم برغم هذا تم الاستبعاد بحجة واهية لا معني لها سوي الترصد لتاريخ مصر الفني والسياسي, خاصة ان استبعاد مصر من هذا المهرجان يترتب عليه بالضرورة استبعادها من مهرجان الشارقة المسرحي الذي تقيمه الجهة نفسها في مارس.2013 الجهة المنظمة للمهرجان هي الهيئة العربية للمسرح وهي هيئة إماراتية خاصة أسسها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي معلوماتي أن الرجل عاشق لمصر ولفنانيها بهدف الارتقاء بفنون المسرح والتآخي بين الدول العربية من خلاله وتضم الهيئة في عضويتها نقيب الممثلين من كل دولة عربية وبهذا فإن الفنان أشرف عبدالغفور هو ممثل مصر في الهيئة, وما تم هو تكليف عبدالغفور باختيار عدة عروض للمشاركة في المهرجان وبدوره اسند نقيب الممثلين المهمة للجنة كونها هو بذاته من المخرج خالد جلال والمخرجة عبير علي وبناء عليه رشحا العروض السابقة في حين اكتفت لجنة المشاهدة في الدوحة بمشاهدة سيديهات للعروض, وهو ما لا يليق بلجنة تمثل هذه المؤسسة كما أن اللجنة تجاهلت تماما إخطار صناع تلك العروض بالاسباب الجوهرية لهذا الاستبعاد, واكتفت بقولها إنها دون المستوي, بينما وقف نقيب الممثلين أشرف عبدالغفور صامتا تجاه هذا السبب المعلن برغم أنه هو ذاته أحد أبطال مسرحية في بيتنا شبح, أما الأغرب من كل هذا فهو حالة الصمت التي واجه بها قيادات وزارة الثقافة الرفض وكأنه لا يعنيهم في شيء. والحقيقة أن تلك الأزمة تحتاج إلي محاولة فك ألغاز هذا الصمت أولا ثم البحث عن اجابات للأسئلة التالية: لماذا تجاهلت اللجنة المنظمة للمهرجان مخاطبة وزارة الثقافة بشكل رسمي لترشيح العروض, فكونه مهرجانا خاصا لا يعفيه من هذه المسئولية ومخاطبة نقيب الممثلين لا تكفي خاصة امام موقفه الصامت. كيف يسمح صناع القرار في مصر لعروض مصرية بهذا الحجم أن تقف موقف الامتحان امام صناع مهرجان لا تاريخ له بهذا الشكل خاصة انه كان من الأولي ان تختار مصر العرض المناسب وتخطر به الهيئة العربية للمسرح وذلك بحكم فارق التاريخ والخبرة وعلي إدارة المهرجان أن تستجيب احتراما وتقديرا لمكانة مصر.