تمتلك شركة "فولفو"سمعة واسعة في إنتاج السيارات الأكثر أماناً في العالم، وتعتقد الشركة أن بإمكانها إدخال تحسينات على معاييرها الخاصة المتعلقة بالأمن عن طريق الوصول إلى هدفها المتمثل في تجنب الحوادث والحد من عدد الوفيات على الطريق ليصل إلى الصفر، وهو أمر تأمل "فولفو"بتحقيقه بغضون عام 2020 . ومن أجل ذلك الهدف، قامت الشركة بالكشف عن عدد من تقنيات السلامة الجديدة، مصممة لتساعد السائق على تجنب مخاطر الطريق وتعزيز مستويات الانتباه لديه . أشارت 3 معاهد بحثية مختلفة إلى أن السائقين في الوقت الحاضر يقضون ما بين 25 و30 في المئة من وقتهم خلف عجلة القيادة وهم يقومون بأشياء أخرى مثل الحديث عبر الهاتف أو إرسال رسائل بريدية أو نصية، وهذا ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الحوادث بشكل كبير، ولمعالجة هذه المشكلة، قامت "فولفو"بتطوير تقنيات أمان تركز على ثلاث مجالات وهي: بقاء السيارة في مسارها، وتجنب الحوادث عند مفترق الطرق والتقاطعات، وتجنب التصادم مع المشاة أو الحيوانات . وتقوم "فولفو"حالياً بتطوير نظام قيادة أوتوماتيكي مستقل يساعد السائق على الالتزام في مساره، وتعزيز عملية مراقبة حركة المرور عند حدوث الازدحام . ويستخدم هذا النظام كاميرات وأجهزة استشعار رادارية، لمتابعة كل ما يجري أمام السيارة والتحكم بسرعتها حسب طبيعة حركة المرور، كما أن المحرك والمكابح وعجلة القيادة تستجيب تلقائياً من دون تدخل السائق . وغالباً ما ترتفع نسبة الحوادث عند التقاطعات ومفترقات الطرق المتشعبة والتي يمر من خلال عدد كبير من السيارات، حيث يمكن أن يؤدي خطأ صغير إلى حوادث مأساوية وكارثية، ففي الولاياتالمتحدة على سبيل المثال وقع ما نسبته 5 .21 في المئة من الحوادث المميتة عند التقاطعات في العام 2007 . ومن خلال النظام الذي طورته "فولفو«، يمكن تنبيه السائق في حال اقترابه كثيراً من السيارة التي أمامه، ويقوم نظام الدعم التلقائي بالضغط على الفرامل عند اللزوم لتفادي وقوع الحوادث . كما قامت "فولفو"بتطوير نظام الكشف عن المشاة بإضافة خاصية جديدة وهي الكشف عن الحيوانات التي تمر على الشارع من أجل تجنب اصطدام السيارة بها . وتشكل حوادث الاصطدام بالحيوانات البرية ازدحاماً مرورياً خانقاً في بعض البلدان كما تعد مشكلة بحد ذاتها، ففي كندا يقع نحو 40 ألف حادث مماثل سنوياً، وفي عام 2010 ذكرت السويد حدوث 47 ألف حالة اصطدام بالحيوانات، أما في الولاياتالمتحدة يلقى نحو200 شخص مصرعهم سنوياً في حوادث سير سببها الغزلان البرية، ومع ذلك فإن هذه الإحصاءات الرسمية لا تكشف الحقيقة كاملة، حيث لا تشمل الحوادث التي ينحرف فيها السائق عن مساره لتفادي الاصطدام بأحد الحيوانات . ويستطيع النظام الجديد الذي طورته "فولفو"التعرف إلى أشكال الحيوانات وأنماط حركاتها عن بعد 100 قدم من خلال قاعدة بيانات هائلة تم جمعها للمساهمة في هذا الأمر، ويحاول النظام قدر الإمكان تخفيض سرعة السيارة لتصل إلى أقل من 50 ميلاً في الساعة لتجنب وقوع إصابات خطيرة سواء للسائق أو الحيوان .