انتشرت محال بيع الألعاب الإلكترونية بمختلف أشكالها وأحجامها واستعمالاتها، ويقابل هذا الانتشار طلب متزايد من قبل الأطفال لاقتناء أقراصها المدمجة، ومع مطالب وإصرار الطفل، يرضخ الأب والأم، لتلبية ذلك حتى أصبحت غرف الأبناء، تعج بالكثير منها، رغم أنها تفوق أعمارهم أحيانا. كثيرون من الوالدين لا يدركون مخاطر وتبعيات هذه الألعاب، خصوصاً عندما يصاحب ذلك سوء استخدام من قبل الطفل، بالإضافة إلى آثارها الصحية والسلوكية السيئة، حيث أشارت تقارير جهات دولية متخصصة إلى أن آثار هذه الألعاب على الطفل، تقع ما بين الإدمان على ممارستها، إلى غير ذلك من الآثار الأخرى على شخصية الطفل، وطمس لهويته، وتشويه لسلوكياته نظراً لما تحتويه لقطات عنف ومشاهد تصل إلى درجة الإباحية، تدفعه إلى تقليدها. تحولت الألعاب الإلكترونية لدى قطاع كبير من الأطفال إلى إدمان، يكسبهم العديد من سلوكيات العنف مع المحيطين بهم، وتؤثر على هويتهم، حيث باتت تتحكم بالفعل في حياتهم، فراشد سعيد الطفل الصغير الذي يبلغ من العمر 8 سنوات واحد من هؤلاء الأطفال الذين سقطوا في "فخ" هذه الألعاب بداية من لعبة الأتاري ومروراً بغيرها، وصولاً إلى الألعاب الإلكترونية. راشد اعتاد قضاء ساعات طويلة يمارس هذه الألعاب، وهو يقول "إنها ألعاب جميلة مسلية، وأستطيع ممارستها وحدي دون الحاجة إلى أحد كي يلعب معي"، أما والدته فترى أن راشد يعشق هذه الألعاب، وهو يفضل دائما أن تكون هداياه في أي مناسبة أسطوانات جديدة منها. وتضيف "إن الأمور كانت عادية بالنسبة لراشد حتى كان في صباح فوجئت به وقد أصيب بنوبة أشبه بالصرع، فحملته إلى الطبيب لأكتشف أن لهذه الألعاب بعداً خطيراً جداً. صور غير أخلاقية الطفل حمدان المرزوقي البالغ من العمر 13 عاما قال: لدي أكثر من 38 قرصاً من الألعاب الإلكترونية، وكنت أذهب مع والدي أثناء الشراء، ولكن آخر مرة ذهبت بمفردي بسبب انشغال أبي، فاشتريت قرص مصارعة، فتفاجأت بوجود صور غير أخلاقية فيه، إذ تتطلب اللعبة أن أقوم بتغيير ملابس الفتيات قبل بدء اللعب"، مشيرا إلى أنه قام بتكسير القرص، حتى لا يرى هذه اللقطات المصورة. ... المزيد