تحدث المخرج فاس طعمة التميمي عن مسلسل "قصة حي بغدادي" الذي يواجه مصيرًا مجهولاً بين الإلغاء والتأجيل. بغداد: إستغرب المخرج الدرامي العراقي، فارس طعمة التميمي، عدم عرض مسلسله (قصة حي بغدادي) تأليف حامد المالكي الذي يتحدث عن معاناة المسيحيين في العراق الذين تم اضطهادهم وتهجيرهم، على الرغم من ان القناة المنتجة للعمل هي من طرحت فكرة الموضوع، موضحًا ان المسلسل كان جاهزًا للعرض في رمضان الماضي، ومرَّت عدة شهور ولا يعرف إذا ما كان قد أصبح في حكم الملغي أو المؤجل، مؤكدًا أن الموضوع كانت طازجًا وابن وقته. ما هي الأسباب الحقيقية وراء عدم عرض المسلسل؟ لا اعرف السبب الحقيقي، العمل انجزته قبل رمضان ب 45 يومًا، وكان اول عمل عراقي ينجز قبل رمضان بشهر ونصف، وتفاجأت انه لم يصل الى القناة الا قبل رمضان باسبوع، وهذا لان الجهة المنتجة بدراية أو من دون دراية، لم ترسل المسلسل مما جعل القناة تؤجل عرضه. كما انني فوجئت بتأجيل عرضه، ووردني مع بعض الأصدقاء في قناة السومرية ان التأجيل كان بسبب بعض المشاهد التي فيها عنف، فيما فاجأني مسلسل عرضته القناة نفسها يحمل عنفاً اكثر مما هو موجود في مسلسلي، الذي يحمل قصة عراقية مهمة وجميلة ورومانسية، هناك قضية تهجير أخواننا المسيحيين الموجودين في بغداد ومجمل بقاع المحافظات العراقية، أنا كنت أحارب تهجير المسيحيين في العراق وربما هناك قضايا مبهمة، على الرغم من أن المسلسل أنتج بتكليف من القناة، وليس رؤية من المنتج او المخرج او الكاتب. هل جرى تلاعب في الحلقات او المشاهد كالحذف مثلاً؟ لا إطلاقاً، فأنا لا اعتقد أن قناة السومرية لديها هكذا أسلوب. ربما تغيّرت الفكرة لديهم بعد التصوير؟ القناة هي من طرح الموضوع، أي أن العمل جاء بتكليف من القناة، هم أرادوا عملاً يتناول تهجير المسيحيين، وهذا ما صار، وليس فيه عنف كثير بل هو موضوعي ومناسب للحدث الدرامي أي ليست فيه مبالغة. هل هو الآن في حكم الملغى او المؤجل؟ لا اعلم إلى ماذا انتهى مصير العمل، ثمة امل في ان السومرية انتجت العديد من الاعمال ولم تعرضها الى الآن، ربما تم تأجيله الى رمضان المقبل أو ألغي فعلاً. هل التأجيل يضرّ بالمسلسل؟ طبعًا لأن الموضوع كانت طازجًا وابن وقتها. لربما تكوم المشكلة فيك أنت وبعلاقتك بالقناة؟ على العكس، لدي علاقة طيبة بجميع أفراد السومرية ولدي أعمال مهمة لهذه القناة، وعندما اذهب الى بيروت أجد احتضانًا واحترامًا كبيرين من إدارة القناة هناك لشخصي. ما الجديد لديك الآن ؟ هنالك تحضير لعمل أنا والكاتب حامد المالكي لصالح إحدى القنوات الفضائية، وأعتقد أنه سيكون عملاً متميزًا جدًا لانه يتحدث عن علاقة إنسانية رومانسية سياسية، ومشاهده ستكون في بغداد وإحدى الدول الأوروبية، عنوان المسلسل لا يزل غير مستقر عليه، واعتقد انه سيكون جاهزًا للعرض في رمضان المقبل. لماذا لا ننفّذ مسلسلاتنا إلا حين يقترب رمضان ؟ المشكلة هي في عدم وجود تخطيط مسبق، فكل القنوات تنجز مسلسلاتها على عجالة. ما قصة المسلسل التاريخي الذي عهدته إليك قناة العراقية لاخراجه؟ هو عمل تاريخي ضخم جدًا، تمت مفاتحتي من الجهة الادارية، وهناك شروط محكمة بالنسبة لي لانني اذا ما اردت ان اشتغله يجب ان اقدم عملاً دراميًا يوازي او يقترب من مسلسل (عمر) او مسلسل (امام الفقهاء)، يجب ان نكون موضوعيين اكثر ونخطط بشكل صحي لنقدم عملاً دراميًا مميزًا. هل تشعر أنك مغبون؟ لا اطلاقًا فانا لا اؤمن بالغبن بل احزن لعدم توزيع الاعمال على الاحق والاجدر في الدراما العراقية، هذه مشكلة نعاني منها، يجب ان نحاسب الذي ينجز مسلسلاً دراميًا، هل كان متفوقًا ام كان بائسًا، يجب ان تعطى الدراما العراقية لاناس ذي خبرة وتاريخ وتأثير في الدراما العراقية. أطل العام الجديد برأسه، اي امنيات فنية لك فيه؟ أتمنى ان تعاد الصحة للدراما العراقية، وبصدق ادعو الجميع ان يتآلفوا وان يحبوا بعضهم من اجل انجاز دراما عراقية تليق بالمتلقي العراقي، ان ننهض فعلاً بالدراما، وهذا يأتي عندما تكون هناك جهات مختصة تنقد وتبني مشروع مهرجان للتليفزيون العراقي، اتمنى جاهدًا ان يكون هنالك مهرجان يختص بالدراما العراقية للقنوات العراقية، هذا سيخلق تنافسًا شريفًا وحقيقيًا من أجل أن نحاسب بعضنا وأن نقدم دراما خالصة يستحقها المتلقي العراقي والعربي، كما أتمنى أن يعرض مسلسل (قصة حي بغدادي) على شاشة قناة السومرية في أقرب وقت.