المرشح العربي الثالث للإنتخابات الآسيوية لازال مجهولاً * المرشحان الحاليان الإماراتي يوسف السركال والبحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم مواضيع ذات صلة بدأت الأوساط الرسمية و الإعلامية في الخليج خلال الأسابيع القليلة الأخيرة تتداول خبراً مفاده وجود نية بعض البلدان الخليجية خاصة السعودية والكويت وربما الأردن لتقديم مرشح عربي ثالث للمنافسة على رئاسة الاتحاد الأسيوي خلال عموميته الانتخابية ال 16 التي ستقام شهر مايو المقبل، لينافس المرشحين الذين أعلنوا عن رغبتهم في خلافة القطري محمد بن همام المعزول قبل إنقضاء ولايته ، وهم رئيس الاتحاد الإماراتي يوسف السركال المحسوب على بن همام ، ورئيس الإتحاد البحريني سلمان بن إبراهيم الغريم اللدود لأبن همام ، و القائم بأعمال الرئيس حالياً الصيني جانغ جيلونغ . ديدا ميلود - إيلاف : ورغم تزامن إعلان الخبر مع إنطلاق فعاليات بطولة الخليج في نسختها ال 21 بالبحرين إلا انه طغى على السطح الإعلامي خاصة انه يأتي قبل أيام قليلة من فتح باب الترشح بشكل رسمي في الخامس عشر كانون الثاني الحالي قبل أن تغلق في أواخر شباط على أن تجرى الانتخابات في ال 26 نيسان في حال لم تؤجل إلى تشرين الأول. ومما زاد من طغيان الخبر على بقية الأخبار هو إعلانه من قبل شخصية لطالما صنعت الحدث الإعلامي ممثلة في الكويتي أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الأسيوي و رئيس إتحاد اللجان الأولمبية الوطنية قبل أيام و الذي يتطلع للعب دور أكبر في ترجيح كفة خليفة بن همام عبر قطع الطريق أمام المحسوبين عليه. و قبل تصريحات الفهد تم تداول نفس الخبر في السعودية ليتأكد للجميع بأنه في حال تحول الخبر إلى رسمي فان المرشح المجهول حالياً سيكون سعودياً أما بالهوية أو الهوى بغض النظر عن أسمه و فصله و الذي يبقى مجهولاً حتى الخامس عشر يناير. و يبقى السؤال الذي يفرض نفسه على الوسط الرياضي في الخليج العربي و في غرب آسيا بشكل عام يتعلق بمدى أهمية و تأثير تقديم مرشح عربي ثالث على حظوظ العرب في الإبقاء على رئاسة الاتحاد الأسيوي عربية الهوية بغض النظر عن هواها ، ذلك أن السيناريو الذي يطبخ حاليا في الرياض أو الكويت من الناحية النظرية يبدو في مصلحة المرشح الصيني لإستعادة شرق آسيا عرش الإدارة الكروية للقارة الصفراء ، لان وجود ثلاث مرشحين من جهة واحدة يجعل الأصوات تتشتت و بالتالي فأن حظوظ أي منهم ستكون ضعيفة أن لم نقل شبه منعدمة لان التجارب السابقة للكثير من الإتحاد الدولية و القارية و حتى الوطنية تؤكد بأنه كلما زاد عدد المرشحين عن اثنين فان اكتساح احدهم للبقية يبقى أمرا قائماً . غير أنه إذا نظرنا إلى السيناريو السعودي الكويتي من الناحية العملية فان الموضوع يأخذ اتجاها آخر قد يخدم الحظوظ العربية في استمرار تربعها على العرش الأسيوي حتى العام 2017 ، و يساهم لا محالة في توحيد الصفوف العربية أو على الأقل هكذا يفكر الأشقاء في السعودية ، و يدخل في إطار مساعيها الرامية إلى تحقيق تكتل عربي يلعب دوراً محوريا في القرارات المصيرية التي تتخذ في كوالالامبور - مقر الاتحاد الأسيوي – فالرياض لا تريد أن تتحول إتحادات غرب آسيا بشكل عام و بشكل خاص الاتحادات الخليجية الى مجرد بيادق تحضر الجمعيات العمومية العادية و الإنتخابية العادية و الاستثنائية لتكملة النصاب القانوني لعدد الحاضرين ، أو مجرد أصوات تمنح للراغبين في دخول تنفيذية ماليزيا أو سويسرا ؟، أو استضافة بطولة من البطولات القارية ، بل تتطلع إلى تفعيل الدور العربي و جعله قادراً على تغيير كفة أحد المرشحين وفق ما يخدم المصالح العربية ، خاصة أن سيناريو بن همام مع بن إبراهيم في غنتخابات مايو 2009 لا يزال في الأذهان بل و حتى أثاره لا تزال متراكمة على منطقة الخليج ، و هو ما يريد المسئولين عن الكرة السعودية تجاوزه كخطوة أولى لإزالة الخلافات الخليجية بغية الوصول إلى تقديم مرشح عربي واحد ينال إجماع و رضا جميع بلدان غرب آسيا العربية وغير العربية ، و يوصف بأنه مرشح منطقة و ليس مرشح بلد فقط ، تعمل كافة الاتحادات على تسهيل الطريق أمامه لتحقيق الإنتصار. لذلك فإعلان خبر ترشيح عربي ثالث في هذا التوقيت قد يكون السلاح الأخير في يد السعودية و من يؤيدها في سياستها الرامية إلى تقديم مرشح عربي واحد، خاصة بعد إعلان الرئيس الجديد للإتحاد السعودي أحمد عيد في تصريح لصحيفة الوطن السعودية عن نيته في التصويت للمرشح الصيني ، و ربما ذلك هدفه من الضغط على السركال و على بن إبراهيم لإجبارهما على مراجعة موقفهما الرافض لسحب ترشيحهما و الذي يوصف حالياً بالمتعنت ليتنازل احدهما للآخر خدمة لمصلحة الكرة العربية ، و قد يكون الخبر أيضا عبارة عن رسالة غير مشفرة و سهلة الفهم لهما مفادها أن استمرارهما معاً في الترشح يعني أنهما لن يحصلاً عن صوت السعودية و دعمها في الانتخابات ، و لان الجميع في الخليج و في آسيا يعلم جيداً مدى تأثير السعودية و الكويت في قلب الموازين في مثل هذه الاستحقاقات –مثلما حدث في بداية 2011 في إنتخابات التنفيذية بين الكوري شونغ و الأردني علي بن الحسين - فانه لا يستبعد أن يأتي السلاح بنتيجة إيجابية . و بالتأكيد فان بطولة خليجي 21 المقامة حالياً في المنامة تشهد مناورات خليجية تدخل في هذا الإطار، فلا يستبعد أن يتم استغلال تواجد جميع أفراد العائلة الكروية و الرياضية الخليجية هناك لطرح مبادرة ترميم الصفوف على شاكلة جلسة مصارحة بين السركال و بن إبراهيم بحضور بقية العائلة الكروية ، يتحدثون خلالها بشكل موضوعي و عقلاني في الموضوع خاصة من جانب تقييم حظوظ كل واحد منهما في الحصول على دعم عرب آسيا بالكامل بعيداً عن المزايدة يلعب فيها الوسطاء أو الوسيط دوراً محايداً في تحديد حظ كل رجل في خلافة الرئيس القطري . أما و أن سارت الأمور عكس ما تشتهيه السفينة السعودية و استمر المرشحان العربيان على مواقفهما فانه في هذه الحالة لا يستبعد أن يتم الدفع بالمرشح الثالث إلى واجهة الحدث ، مرشح يشترط أن يتمتع بكاريزما تجعله قادراً على دفعهما إلى التراجع و الانسحاب من المشهد الإنتخابي لأنهما متيقنان بقدرته على اكتساحهما على الصعيد الخليجي قبل الأسيوي . وبين افتتاح آجال إيداع ملفات الترشح و انتهائها تبقى جميع الاحتمالات قائمة بما فيها احتمال استمرار حالة الانقسام التي قد تتطور إلى تشرذم يستغله الشرق في حال زاد عدد الراغبين في الترشح إلى ثلاثة و رفض أي منهم الانسحاب .