مرة جديدة يبدو الإجماع العربي مفقوداً في قضية هامة تُعنى بالشأن الرياضي العربي في القارة الآسيوية. ولم يتمكن العرب حتى الآن من التوافق على مرشح "توافقي" يخوض غمار إنتخابات الإتحاد الآسيوي لكرة القدم خلفاً للقطري محمد بن همام. وعلى الرغم من أن موعد إجراء الانتخابات مازال بين أخذ ورد، بانتظار قرار المحكمة الرياضية الدولية بشأن إيقاف بن همام من قبل الإتحاد الدولي لكرة القدم، والمنتظر في شهر نيسان المقبل، إلا أن الصراع يبدو على أشده بين المرشحين العربيين البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة والإماراتي يوسف السركال، في الوقت الذي تستعد فيه السعودية لخلط الأوراق من خلال تقديم ورقة ترشيح حافظ المدلج في حالة عدم التوافق على مرشح واحد، أو بمعنى أدق في حالة تمسك السركال بترشيحه. وقرر الاتحاد السعودي لكرة القدم تأجيل إرسال استمارة مرشحه حتى يتأكد من ترشيح السركال، حيث يرغب المسؤلون السعوديون في معرفة وصول استمارة المرشح الاماراتي من عدمه إلى الاتحاد الاسيوي . وإذا كانت إتحادات شرق آسيا "شبه" متفقة على ترشيح الصيني زانغ جيلونغ والمكلف حالياً بمهمات رئاسة الاتحاد الآسيوي، فإن التشتت العربي قد ينسحب على عملية الإنتخابات في مشهد مكرر لماحدث في الإنتخابات الماضية بين بن همام وآل خليفة. ولعل البارز في مسار تلك العملية، الضغوط التي يُمارسها كل من المرشحين البحريني والإماراتي على الإتحادات العربية من أجل إنتزاع أصواتها، وإن كانت عدد من الدول العربية أعلنت صراحة المنهج الذي ستسير عليه في إنتخابات إختيار الرئيس. ومع ذلك فإن الصوت الكويتي لا يزال صامتاً على الرغم من مرور ستة أشهر على الصراع الإنتخابي، ويعتبر الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي أبرز اللاعبين الأساسيين في تحديد مسار الانتخابات، وهو لم يعلن موقفه النهائي حتى الآن، علماً بأنَّ المرشحين الثلاثة على تواصل دائم معه، مع العلم ان الفهد كان قد دعم الشيخ سلمان آل خليفة بوجه محمد بن همام في الإنتخابات الماضية. وتطالب الكثير من الإتحادات العربية بإختيار مرشح توافقي يكون قادراً على الوقوف بوجه المرشح الصيني وإدارة دفة الإتحاد الآسيوي في الفترة المقبلة وهو ما عبّرت عنه السعودية وقطر والعراق وعُمان وفلسطين واليمن. حتى الآن لا يبدو الدخان الأبيض سيتصاعد، وكل الأمور تُشير الى أن العرب سيدخلون الإنتخابات بثلاثة مرشحين بمواجهة مرشح أوحد عن شرق آسيا، مما يعني أن الإنتخابات في الإتحاد الآسيوي ستُفرز المزيد من الإنقسامات في الجسم الرياضي العربي قد تترك آثارها في المدى المنظور. ولعل الجميع يتّذكر المعركة الشرسة بين بن همام وآل خليفة والتي وصل صداها الى الإتحاد الدولي لكرة القدم، لذلك فإننا اليوم أمام مشهد جديد في ظل تمسك كل إتحاد بورقة ترشح مرشحه.