تقول المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن موجة الأنفلونزا بلغت درجة الوباء، وإن 7.3 بالمئة من حالات الوفاة في البلاد خلال الأسبوع الماضي نتجت من التهاب رئوي حاد مصاحب للأنفلونزا. نيويورك: اعلن حاكم ولاية نيويورك اندرو إم. كومو السبت حالة الطوارئ الصحية العامة في الولاية بسبب ارتفاع أعداد المصابين بالأنفلونزا خلال موسم الشتاء الحالي الذي يوصف بأنه أسوأ انتشار للمرض منذ سنوات عديدة. وأصدر كومو أمراً تنفيذياً بالإرجاء لمدة شهر تنفيذ قانون في الولاية يحد من سلطات الصيادلة في إعطاء التحصينات للأفراد من سن 18 سنة فما فوق فقط. وأصبح الآن مسموحاً لهم بإعطاء التحصينات المضادة للأنفلونزا للمرضي من 6 شهور إلى 18 سنة. وجاء الأمر بعد أن بلغ عدد المصابين بالمرض في نيويورك هذا الموسم، ما يقرب من 20 ألف شخص، وهو عدد يساوى أربعة أمثال حالات الإصابة المؤكدة في الموسم الماضي بأكمله في الولاية والبالغ 4400 شخص. وقال مسؤولو الصحة إن مرض الأنفلونزا أصبح ينتشر الآن في كل الولايات الأميركية باستثناء ثلاث ولايات فقط هي "كاليفورنيا" و"ميسيسيبي" و"هاواي". وتشير أحدث بيانات المراكز الأميركية للمراقبة والسيطرة على الأمراض أن مرض الأنفلونزا تخطى عتبة الوباء الأسبوع الماضي بناء على أعداد الوفيات والإصابات بالمرض في 122 مدينة أميركية. وبينت أن المرض انتشر في 47 ولاية أميركية الأسبوع الماضي مقارنة ب 41 ولاية في الأسبوع السابق عليه. وقد شهدت أربع وعشرون ولاية ومدينة نيويورك معدلات مرتفعة للاصابة بالأنفلونزا، بينما هناك 16 ولاية تشهد معدل اصابة متوسط. وأظهر تقرير الأسبوع الماضي انه من 1 أكتوبر عام 2012 وصل متوسط الاصابة نحو 13،3 شخص مصاب من بين كل 100،000 شخص، وكانت المجموعة الأكثر تضررا من البالغين الذين تتراوح أعمارهم 65 سنة وما فوق، خاصة من الذين يعانون من امراض مثل مرض السكري والقلب والسمنة، وأمراض الرئة. و تشهد المستشفيات في أنحاء البلاد تدفقات هائلة من المصابين بالانفلوانز و مضاعفاتها ، وفي شيكاغو، كانت العديد من المستشفيات مضطرة لتحويل سيارات الإسعاف لاماكن اخرى حيث اكتظت المستشفيات بالمرضى ، في حين أن أحد المستشفيات فى بنسلفانيا اضطرت لاقامة الخيام للتعامل مع اعداد المرضى الوافدة. وقال مركز السيطرة على الأمراض ان الانفلونزا المنتشرة في الغالب يسبب فيروس ايه (H3N2) يليه فيروس الإنفلونزا بي و هناك حالات من فيروس H1N1 المعروف باسم "أنفلونزا الخنازير" مشيرا ان اللقحات المتوفرة تشهد فعالية تقدر بنحو 62% ، وتوصي الجميع فوق سن 6 أشهر بالحصول على التلقيح ضد الفيروس. ويقول الباحثون إنهم سيتمكنون قريباً من توقع انتشار وباء الأنفلونزا بالطريقة ذاتها التي يتوقعون فيها الارصاد الجوية، هذه الامكانية التي من شأنها ان تحسن الوضع الصحي بصورة عامة، نظراً الى ان الجميع سيستعد لمنع هذا المرض او معالجته. وقال جيفر شامان، من كلية الصحة العامة التابعة لجامعة كولومبيا، والذي انجز الدراسة، انه اذا كانت المعلومات المتوقعة صحيحة بصورة معقولة فإنها ستساعد العاملين في المجال الصحي على تحضير الامصال المحددة والعقاقير المضادة للفيروسات في المناطق الأكثر حاجة. واضاف ان الاشخاص يمكنهم عندها ان يقرروا ما إذا كانوا يريدون مصلاً ضد الانفلونزا او الابتعاد عن المصابين بالمرض وعطاسهم. وباستخدام المعلومات الحقيقية في الولاياتالمتحدة التي قام بجمعها غوغل، مقرونة بأنماط ابتكرها الكمبيوتر، تظهر كيفية انتشار الانفلونزا، تمكن الباحثون من ابتكار نظام يقولون انه يمكن ان ينتج توقعات محلية لشدة وطول انتشار الانفلونزا. ويمكن لهذا النوع من التوقع ان يحسن من الاستعدادات وإدارة حالات الأنفلونزا السنوية، كما تقول ايرين ايكستراند، من المعهد القومي للصحة في الولاياتالمتحدة.