كثيرون يستهويهم تربية بعض الحيوانات الأليفة خاصة القطط أو الكلاب، أو الاثنين معاً، ومن فصائل معينة. وهناك من يعشق تربية الطيور أو حتى بعض الزواحف كالسلاحف وغيرها. وهذا النوع من الهوايات يستلزم اهتماماً ورعاية خاصة وتعايشاً مشتركاً، واقتراباً غير محمود في كثير من الأحيان بين أفراد الأسرة ولا سيما الأطفال وتلك الأصناف من الحيوانات أو الطيور، ويتفاعلون ويتكيفون معها بتلقائية كبيرة. وما من شك أن مثل هذه الحيوانات معرضة لتكون وسيلة جاذبة وناقلة نشطة للعدوى والفطريات والأمراض، وتحتاج في الوقت ذاته لنظام معين من التغذية والنظافة والعناية والرعاية البيطرية الخاصة، وقد تصاب بأمراض خطيرة وسهلة وسريعة الانتقال إلى الصغار والكبار تزيد على 200 مرض، ومن ثم تصبح هماً ثقيلاً، وخطراً موقوتاً. ليس القصد هنا ترعيب هواة تربية القطط والكلاب ومنعهم من ممارسة الهواية التي يحبونها، ولكن نستهدف التعرف على طبيعة الأمراض التي تنقلها القطط أو الكلاب، مما يتطلب التمييز بين أمراض تنتقل نتيجة مرض أو إصابة الحيوان الأليف نفسه، أوعن طريق سوء استخدام الأدوات التي يستخدمها، أو تلك التي تنتقل بالاحتكاك والتقارب المباشر معه، أو عن طريق عدوى خارجية ينقلها الحيوان نفسه من حيوان مصاب إلى البيئة، أصحاب البيت الذي يعيش فيه، ومنها كثير من الأمراض المشتركة التي تصيب الإنسان والحيوان معا، ويلعب الحيوان دور الناقل الرئيسي لها، ومنها أمراض وبائية خطرة ومميتة! أطراف العمر تشير الدكتورة عبير درويش، أخصائية الأطفال في مستشفى النور، إلى أن الأمراض التي يمكن أن تنقل من الحيوانات الأليفة القطط والكلاب على وجه التحديد كثيرة، فكثير من الأطفال يحبون اللعب واللهو مع الحيوانات الأليفة، لكنهم لا يعرفون المخاطر الصحية التي قد تلحق بهم. فإن أكثر ما يصاب هم فئة "أطراف العمر"، وهم الأطفال الرضع والمسنون والحوامل عن غيرهم، لاعتبارات تتعلق بضعف المناعة لديهم، وإذا لم يعط الاهتمام والرعاية البيطرية اللازمة لهذه الحيوانات التي تتعايش مع أصحابها في مكان واحد، فإنها يمكن أن تسبب كثيراً من أمراض الحساسية، سواء بسبب التلوث بفضلاتها، أو وبرها وشعرها، وكثير من هذه الأمراض تصيب الجهاز التنفسي، كما أنها يمكن أن تنقل مرض السل TB إلى الأطفال والكبار، ويمكن للكلاب والقطط أن تنقل مرض "الجلاندر" الذي يصيب الخيول وتوصله للإنسان بطريقة غير مباشرة، كذلك مرض " لبتوسبيرا" الذي يسبب التهاب الكلى والكبد، ومن أبرز الأمراض التي تنقلها حشرة البرغوث الموجودة في أجسام القطط إلى الأطفال مرض يراسينيا أو"الطاعون"، الذي يصيب الغدد الليمفاوية، ويؤذي إلى الوفاة، وأيضا المرض الذي يصيب الجهاز التنفسي، وينتشر بين حيوانات المزارع والماشية والقطط والكلاب. كما أن القطط أو الكلاب المصابة بديدان "توكساكارا"، تتسبب في الإصابة بمرض التسمم وهو مرض تظهر أعراضه عند الأطفال في صورة حمى وتضخم بالكبد واضطرابات في العينين. الجلد والحساسية ... المزيد