عاد الفريق للقاهرة مساء أمس قادما من أبوظبي التي أقام فيها معسكرا خسر خلاله مباراتين وديتين أمام غانا وكوت ديفوار. عاد المنتخب من أبوظبي محملا ببقايا أزمة لم يكن من الممكن أن تشتعل لولا ما جري في الإمارات من هزائم ثقيلة والمستوي الهزيل الذي قدمه الفريق أمام غانا وكوت ديفوار.. فقد اكتشفت الجماهير والجهاز الفني أن الصورة ليست وردية حسبما كان يظن الجميع. ومع عودة المنتخب وإطلاق سيل من التصريحات المؤيدة للجهاز الفني ونفي وجود مخطط للإطاحة به, فإنه من الواجب كشف حساب سريع لمردود المنتخب في الفترة الأخيرة... أولا: كشفت مباراتا غانا وكوت ديفوار حقيقة لاتحتمل الجدال, وهي أن توقف النشاط بدأ يؤثر بشكل آو اخر علي الفريق.. وعلي الرغم من أن تأثير التوقف لم يكن بمثل هذا الوضوح من قبل, إلا أن التفسير المنطقي لذلك هو أن لاعبي الأهلي الذين يشكلون القوام الرئيسي للمنتخب أنهوا مهمتهم مع فريقهم, ولأنهم وصلوا لقمة المستوي الفني والبدني في بطولة العالم للأندية فمن الطبيعي أن يبدأ المستوي في التراجع, والدليل هو حالة وائل جمعة وأحمد فتحي اللذين تحولا إلي لغز بعدما كانا قبل أسابيع من أهم وأكثر اللاعبين انتاجا مع المنتخب والأهلي, وهو ما يفسر عدم استفادة المنتخب كثيرا من مشاركة لاعبي الأهلي في مباراة كوت ديفوار. ثانيا: الجهاز الفني لم يستفد من مواجهتي غانا وكوت ديفوار لأنه لايزال في مرحلة تثبيت طريقة اللعب التي سيخوض بها اللقاءات الرسمية ولم يصل لمرحلة تحديد الهيكل الأساسي لتشكيل المنتخب, وقد استغرقت المرحلة الأولي وقتا طويلا لأن الأمريكي اكتشف أن الكرة المصرية قديمة للغاية, وهي مثل كتاب ألف ليلة وليلة الذي يعرفه الصغار قبل الكبار ولذلك فإنها تخلو من الابتكار والتجديد, ولهذا السبب فإن المشوار لايزال طويلا للغاية أمام برادلي حتي يصنع فريقا قادرا علي المنافسة علي البطولات. ثالثا: غياب لاعبي الأهلي عن مباراة غانا ليس هو السبب الوحيد للهزيمة, لكن يؤخذ علي الجهاز الفني أنه مارس قدرا كبيرا من الديمقراطية مع الأندية, حتي أنها أساءت فهمها وفسرتها بأنها نوع من الضعف من جانب برادلي الذي ضحي في كل مرة وترك اللاعبين لأنديتهم حتي ولو كانت اللوائح تمنحه حق استدعائهم, بل وصل الأمر في إحدي المرات بأن قامت إدارة فريق الزمالك بمنع لاعبيها من الانضمام للمنتخب دون تنسيق مع إدارة المنتخب.. وهنا لابد من وقفة لتنظيم العلاقة بين المنتخب والأندية. رابعا: كشف معسكر الإمارات بوضوح عن أنه من المبكر إصدار حكم علي اللاعبين الجدد الذين قام بردالي بالاعتماد عليهم وذلك مع التسليم بأنهم عناصر جيدة للغاية, لكن مستواهم في لقاء غانا يؤكد أن اللاعبين الكبار لاغني عنهم. خامسا: التخبط سمة أساسية مصاحبة لمباريات المنتخب ومعسكراته.. وكنتيجة طبيعية للعشوائية تم إلغاء مباراة شيلي المقرر إقامتها في مدريد يوم6 فبراير المقبل, لأن اتحاد الكرة عجز عن تحديد مواعيد مناسبة لمعسكر الإمارات فترتب علي ذلك عجز الجهاز الإداري عن استخراج تأشيرات دخول إسبانيا لضيق الوقت, ولوجود لاعبين محترفين في دول عربية وأوروبية بخلاف لاعبي الزمالك المرتبطين بمعسكر لناديهم بالإمارات, وهو ما يعني استحالة استخراج تأشيرات إسبانيا. أما عن رؤية الجهاز الفني لمواجهة كوت ديفوار أكد برادلي أنه استغل اللقاء في تغيير مراكز بعض اللاعبين للتعرف علي أدائهم في تلك المراكز, مشيرا إلي أن عبدالله السعيد لعب بواجبات دفاعية إلي جانب حسام عاشور في وسط الملعب. واعترف المدير الفني للمنتخب بأنه كان من الصعب اختراق دفاع كوت ديفوار من العمق لقوة مدافعيهم, لذلك قام بعمل جبهتين في اليمين وفيها أحمد فتحي وعمر جابر, وفي اليسار وفيها جدو وقناوي ومن تلك الجبهة جاء هدفا مصر, وبشكل عام, فإن برادلي يري أن اللقاء كشف عن بعض السلبيات التي سيتم علاجها مستقبلا.