لا يحمل تاريخ مشاركة أسود الأطلسي في منافسات كأس أمم أفريقيا الكثير من الذكريات الجميلة، إذ أنه رغم مشاركته في 14 نسخة، إلا أن المنتخب المغربي لم يحمل هذه الكأس إلا في مناسبة واحدة، وذلك في سنة 1976. أيمن بن التهامي - إيلاف : لا يعتبر فقط فشل المنتخب المغربي في الحصول إلا على كأس أفريقية يتيمة فحسب، بل إن الأسود فشلوا في تجاوز دور المجموعات 8 مرات، بينما بلغوا الدور الثاني 6 مرات. وتبقى أجمل ذكرى للمنتخب الوطني، بعد ما حققه الجيل الذهبي في سنة 1976، هي بلوغ المباراة النهائية، في سنة 2004، قبل الخسارة أمام البلد المنظم تونس بهدفين مقابل واحد. ويعد البرازيلي جوزي "المهدي" فاريا المدرب الوحيد الذي نجح في قيادة المنتخب مرتين متتاليتين إلى دور النصف، وذلك في دورتي مصر 1986 والمغرب 1988. وكان الإطار الوطني حمادي حميدوش سبق له، برفقة أربعة مدربين، أن قادوا الأسود إلى المربع الذهبي، وذلك في سنة 1980 في نيجيريا. ورغم التعاقد مع المدرب البلجيكي إيريك غريتس، براتب كبير جداً، إلا أن المنتخب واصل نكساته التي لازمته، منذ دورة تونس، إذ أنه خرج مبكراً من دورة الغابون وغينيا الاستوائية، لتكون المرة الأولى التي يعجز فيها عن تخطي الدور الأول في ثلاث نسخ متتالية، علمًا أنه كان غاب عن نسخة أنغولا. وفي هذا الإطار، قال حمادي حميدوش، نجم الكرة المغربية والمدرب الوطني السابق، إن حضور المنتخب، في السنوات الأولى من تاريخ "الكان"، كان قوياً، إذ أنه "المنتخب الأفريقي الوحيد الذي كان من الممكن أن يفوز بالكأس عدة مرات، لكن مع الأسف لم نكن مشاركين في هذه المسابقة في الستينات والسبعينات". وأكد حمادي حميدوش، في تصريح ل "إيلاف"، أن "أول مشاركة لنا كانت في سنة 1972، عندما انهزمنا أمام المنتخب الكاميروني بالقرعة، غير أنه بعد ذلك، وبالضبط في سنة 1976، فزنا بالكأس، لكننا عجزنا منذ ذلك التاريخ على إيجاد منتخب قادر على حمل اللقب مجدداً". وأرجع الإطار الوطني السبب إلى كون أن مختلف المنتخبات الأفريقية اشتغلت وقوت نفسها، وأصبحت حاضرة أفريقيًا ودوليًا، في حين "أننا اعتمدنا فقط على المحترفين الذين يفتقدون الثقافة الكروية الأفريقية أو المغربية، وهو ما جعلنا لم نمر حتى إلى الدور الثاني في مناسبات عديدة". وأضاف "رغم وصولنا في سنة 1980 إلى نصف النهاية وانهزامنا أمام نيجيريا، إلا أن منتخبنا لم يكن جاهزاً لخوض تلك النهائيات، لكونه كان يضم أسماء شابة، من بينها عزيز بودربالة، والتيمومي، وبادو الزاكي"، مشيرًا إلى أنه "كان من الممكن أن تفوز هذه المجموعة بكأس أفريقيا في 1986، لأن المنتخب وصل آنذاك إلى مستواه المنشود، وهو ما أثمر توقيعنا على مشاركة قوية في كأس العالم، إلا أننا لم نتمكن من ذلك". ومنذ ذلك التاريخ، يوضح حمادي حميدوش، أن المنتخب ظل في "حالة ركود"، إلى أن حملت معها سنة 2004، الأسود إلى النهاية تحت قيادة المدرب بادو الزاكي، "غير أننا لم نحافظ على مستوانا وعلى هذه المجموعة التي كان من الممكن أن تكون، بعد أربع سنوات، الأقوى في القارة السمراء". وبخصوص حظوظ أسود الأطلس في نسخة جنوب أفريقيا، قال الإطار الوطني: "لدينا لاعبون في المستوى، لكن المنتخب ليس كذلك، إذ يجب أن نرى التكاملية بين اللاعبين، الذين يجب أن تكون مهاراتهم لصالح الفريق. لحد الآن نرى لاعبين في المستوى الدولي، لكن داخل المنتخب يكون عطاؤهم ناقصًا"، مبرزًا أن "تغيير المدرب يمكن أن يأتي بإضافة، غير أن الظروف الأفريقية صعبة جدًا". وتوقع حمادي حميدوش عبور المنتخب للدور الثاني "في حالة ما إذا عرف الاسود كيفية التعامل مع منتخب أنغولا، الذي سنخوض ضده أول مقابلة في هذه المنافسة الأفريقية". يذكر أن الدورة السابقة كانت المرة الثامنة التي يخفق فيها المغرب في تخطي الدور الأول بعد أعوام 1972،و1978، و1992، و2000، و2002، و2006، و2008،و2012، علمًا أن أفضل نتائجه في العرس القاري، بعد إحراز اللقب في 1976، والوصافة في عام 2004، هي المركز الثالث عام 1980، والرابع عامي 1986 و1988،وربع النهائي عام 1998.