تواصلت المعارك بين القوات النظامية السورية ومسلحي المعارضة في سورية الأربعاء، مما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات في العاصمة دمشق وحمص وحلب والرَقّة وأرياف تلك المناطق. وكانت المعارك أكثر ضراوة في مدينة داريا جنوب غربي دمشق، حيث قصفت القوات النظامية بالطيران الحربي وراجمات الصواريخ المدينة التي تحاول السيطرة عليها بشكل كامل منذ عدة أسابيع. ووقعت، تزامنا مع القصف، اشتباكات بين قوى المعارضة ووحدات الجيش النظامي وصفت بأنها الأعنف منذ فترة، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطين. وأفاد ناشطون بأن العمليات العسكرية في داريا إدت إلى سقوط عدد كبير من الجرحى. وأظهرت مقاطع فيديو نشرها ناشطون على الانترنت عددا من القتلى والجرحى في أحد مستشفيات داريا الميدانية. وهذا مقطع فيديو نشره أحد الناشطين تسمع فيه أصوات القصف والاشتباكات في داريا: الجعفري يتهم دولا بدعم الإرهاب في غضون ذلك، اتهم سفير سورية لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري دولا بدعم التنظيمات "الإرهابية" عبر مدها بالمال والسلاح والتدريب وإصدار الفتاوى وتوفير الملاذ الآمن لها، ودعمها سياسيا وإعلاميا. ودعا الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي تحت عنوان "الأخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين نتيجة للأعمال الإرهابية"، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في هذا الصدد. وأشار إلى أن "دولا ذات نفوذ في مجلس الأمن" أحبطت أي مسعى لمكافحة الإرهاب في سورية، وأنها امتنعت أيضا عن إصدار بيانات إدانة ل"عمليات إرهابية أودت بحياة مئات من السوريين الأبرياء". ومن جهته، قال أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون خلال الجلسة، إن الإرهابيين والمتطرفين يستغلون وسائل الإعلام لحث المواطنين على التطرف، داعيا الجهات المعنية إلى الانخراط في حوار مفتوح لوضع حد للإرهاب. أحمدي نجاد يدعو إلى وقف "المؤامرات" وجدد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد التأكيد على التزام طهران ب"التعاون" مع دمشق، أكبر حليف إقليمي لها، وذلك خلال لقاء مع رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي في العاصمة الإيرانية مساء الثلاثاء. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن أحمدي نجاد القول خلال المباحثات إن"التعاون بين بلدينا في صالح شعبينا وشعوب المنطقة". وأضاف الرئيس الإيراني "لا شك أن الشعب السوري سيتجاوز بنجاح الظروف الصعبة التي يمر بها اليوم"، في إشارة إلى النزاع الجاري في سورية والذي أوقع أكثر من 60 ألف قتيل منذ 22 شهرا، حسب الأممالمتحدة. وأعرب مجددا عن الأمل في "وقف المؤامرات ضد الشعب السوري قريبا وعودة الهدوء والأمن" إلى سورية، مشيرا إلى أن "السبيل الوحيد هو وقف المواجهات والوفاق الوطني وتنظيم انتخابات. إننا نصلي كي تنتهي قريبا الظروف السيئة التي يريد البعض فرضها على الشعب السوري". واتهم وائل الحلقي من جانبه "أعداء" سورية باستهداف "البنى التحتية والمنشآت الاقتصادية في بلاده"، وذلك من أجل الضغط اقتصاديا على الشعب، حسب قوله. وبدأ رئيس الوزراء السوري الثلاثاء زيارة إلى طهران تستمر يومين يلتقي خلالها أيضا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي. وتدعم إيران نظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضده في مارس/ آذار 2011، وهي تتهم الدول الغربية والعربية بتسليح المعارضة وتدعو إلى مفاوضات بين الحكومة والمعارضة المسلحة التي ترفض أي تدخل إيراني في تسوية الأزمة وأي حوار قبل تنحي الأسد.