تجمع الولاياتالمتحدةالأمريكية والكيان الصهيوني علاقات وطيدة ومتشابكة مبنية في المقام الأول علي المنفعة والهدف المشترك، ولكنه علي الرغم من قوة هذه العلاقة إلا أنها شهدت تدهوراً في الشهور القليلة الماضية قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية بفترة وجيزة، وبعد تدارك الأزمة وعودة العلاقات مرة أخري،بدأ يلوح بالأفق في اليومين الماضيين بشائر توتر أخري. وترجع بداية توتر العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية واسرائيل لآواخر شهر اكتوبر الماضي وذلك علي أثر موقف رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو حيث دعم حينها المرشح الجمهوري "ميت رومني" وتخلي عن اوباما، زد علي ذلك أن هناك أحد اليهود بالولاياتالمتحدةالأمريكية دعم حملة رومني الإنتخابية بحوالي 100 مليون دولار إرضاءاً لرئيس الوزراء نتنياهو. وبعد موقف نتنياهو ودعمه لرومني تعرض لانتقادات واسعة من قيادات الكيان الصهيوني السياسية،ومنذ ذلك الحين وحمل اوباما في نفسه ضغينة ناحية نتنياهو، خاصة أن فترة ولاية اوباما الأولي قد شهدت توطيداً أكثر لعلاقات البلدين الأمنية وتعهد بحرصة علي سلامة مستوطني الكيان الصهيوني ودعمه لمنظومة القبة الحديدية. وعلي ما يبدو فإن الرئيس الأمريكي باراك أوبام قد خزن هذه الضغينة ناحية نتنياهو ليرد له الصفعة في نفس التوقيت،حيث كشف كاتب بموقع بلومبرج الأمريكي أول أمس علي أن اوباما وجه انتقادات لسياسات نتنياهو وتحديه للمجتمع الدولي في احدي الاجتماعات المغلقة، واصفاً أياه بأنه يقود اسرائيل نحو دمارها. ومن المتوقع أن يكون لهذا التصريح صدي قوي وتأثير علي شعبية ومؤيدي نتنياهو، خاصة أنه لم يتبق علي موعد انتخابات الكنيست الإسرائيلي سوي أقل من اسبوع. وقد يكون تسريب تصريح الرئيس الأمريكي في هذا التوقيت الحرج جاء ليكون مساندة من اوباما لقوي المعارضة الإسرائيلية ضد اليمين الصهيوني وضد تحالف "الليكود بيتنا" بزعامة نتنياهو وليبرمان بصفة خاصة، علي غرار دعم نتنياهو لرومني قبيل الانتخابات الأمريكية.