«القاعدة» تعزز صفوفها ب6 آلاف مقاتل من دول الخليج وتستعد لاسقاط عتق وتنفيذ عمليات ارهابية في العاصمة صنعاء كثفت الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة الأسبوع الماضي هجماتها على رجال الجيش والأمن في عدد من المحافظات، في الوقت الذي اتهم فيه مراقبون رئيس حكومة الوفاق محمد باسندوه بدعم القاعدة بالسلاح. حيث كشفت مصادر وثيقة الاطلاع ل”الجمهور” عن توجيهات أصدرها الأسبوع الماضي رئيس حكومة الوفاق محمد باسندوه إلى وزير الداخلية بصرف كميات كبيرة من الأسلحة لرجال القبائل في محافظتي البيضاءوأبين، موضحة ان باسندوه قد أصدر هذه التوجيهات تحت مبرر مواجهة عناصر القاعدة، بحسب المصادر. وإذ أشار مراقبون إلى تناقض هذه التوجيهات مع “الدولة المدنية” التي ظل باسندوه يتحدث عنها ويدعو إليها إبان الأزمة السياسية، واتهاماته للقيادة السياسية آنذاك بالاستعانة بالقبائل في مواجهة “القاعدة” والعناصر المتمردة.. اتهم مراقبون آخرون باسندوه بدعم تنظيم القاعدة بالسلاح، وقالوا بأن باسندوه أصبح يمارس دوراً بديلاً للمنشق علي محسن وأولاد الأحمر وقيادات حزب الاخوان في دعم “القاعدة” بالسلاح ولكن بسلاح حكومي هذه المرة، وقالوا بأن توجيهات باسندوه لتسليح القبائل في البيضاءوأبين ما هي إلا غطاء لتمرير الأسلحة إلى عناصر “القاعدة”.. معتبرين تبريره لهذه التوجيهات بمواجهة “القاعدة” تمويهاً مكشوفاً، كون مواجهة «القاعدة» من مهام وحدات الجيش والأمن المرتبطة ارتباطاً مباشراً بالمشير هادي القائد الأعلى للقوات المسلحة. وفي سياق متصل شن سلاح الجو اليمني صباح الخميس عدداً من الغارات الجوية على مواقع تتمركز فيها عناصر “القاعدة” في منطقة أم الحبلين بمدينة جعار محافظة أبين.. وذكرت مصادرمحلية ان الغارات اسفرت عن مصرع 10 من عناصر التنظيم الإرهابي. وكانت وحدات الجيش التابعة للواء 25 ميكا و201 ميكا المرابطة شرق زنجبار خلف ساحة الشهداء والمراقد، قد صدت الأربعاء هجوماً إرهابياً نتج عنه مصرع 5 إرهابيين بينهم أجنبي.. فيما تحدثت الأجهزة الأمنية عن مصرع ما يزيد عن 100 إرهابي من عناصر “القاعدة” في ضربات موجعة تلقتها عناصر التنظيم خلال الأيام القليلة الماضية. ووفقاً للأجهزة الأمنية بمحافظة أبين، فإن هذه الضربات الموجهة قد أوجدت حالة من الارباك في صفوف التنظيم الإرهابي، وان عناصره أصبحت محاصرة من الجو والبر ومن قبل أبناء أبين الشرفاء الذين ضاقوا ذرعاً بجرائم الإرهاب الدموية. وفي محافظة صنعاء ذكرت مصادر مطلعة بأن عناصر تنظيم القاعدة المدعومة بمليشيات حزب الاخوان المسلمين “الإصلاح” والفرقة الأولى مدرع بقيادة المنشق علي محسن، واصلت اعتداءاتها على معسكرات الحرس الجمهوري في منطقتي أرحب ونهم. موضحة ان إرهابيي “القاعدة” ومليشيات الاخوان والفرقة قصفت الثلاثاء تبة واصل بالقذائف مما أدى إلى اصابة احد أفراد الحرس باصابات خطيرة، وتواصل هجومها على معسكر الحرس في الصمع من وقت إلى آخر مستخدمة كافة أنواع الأسلحة.. مشيرة إلى ان معسكر اللواء 63 مشاه جبلي حرس جمهوري المرابط في منطقة نهم يتعرض لهجوم متكرر من قبل عناصر “القاعدة” ومليشيات الاخوان والفرقة منذ اسبوع، ونقلت عن شهود عيان قولهم بأنهم شاهدوا مجاميع مسلحة من تلك المليشيات تتجمع في نقيل ابن غيلان في محاولة منها لتنفيذ هجمات جديدة على اللواء. وفي سياق متصل أعلنت وزارة الداخلية الأربعاء عن رفع الجاهزية الأمنية في مختلف أجهزتها وقواتها الأمنية، تحسباً لأعمال ارهابية محتملة. وذكرت مصادر مطلعة أن هذه الإجراءات تأتي بعد معلومات عن نجاح خلايا مسلحة تتبع جماعة “أنصار الشريعة” التابعة لتنظيم القاعدة في التسلل إلى العاصمة صنعاء بغية تنفيذ هجمات ارهابية على غرار ما يجري في عدد من المحافظات الجنوبية. فيما كشفت مصادر محلية في محافظة شبوة عن تحركات نشطة لعناصر تنظيم القاعدة مؤخراً، تنذر بعملية كبيرة تخطط لها العناصر الإرهابية تستهدف اسقاط مدينة عتق عاصمة المحافظة، موضحة انه تم مشاهدة تحركات المسلحين وآليات تابعة لتنظيم القاعدة من العقلة باتجاه عتق، في وقت تتواجد فيه عناصر التنظيم في كافة المناطق المحيطة بمدينة عتق وتتوسع تلك العناصر في مديرية رضوم. في حين كشفت معلومات أمنية عن وجود تحركات ولقاءات مكثفة لعناصر تنظيم القاعدة في مديريات لودر والوضيع ومودية بمحافظة أبين بقيادة الإرهابي المدعو الخضر حسن الجعدني. ووفقاً لمركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية فإن الأجهزة الأمنية في محافظة أبين رصدت تحركاً لمجاميع ارهابية تابعة ل”القاعدة” باتجاه البحر قبالة ساحل شقرة للقيام بتدريبات على ركوب البحر لمسافات طويلة. وعززت هذه الاستعدادات والتحركات النشطة لتنظيم القاعدة صحة تقرير استخباراتي كشف عن التحاق مئات المقاتلين من دول خليجية بتنظيم القاعدة في اليمن. وذكر التقرير أن المئات من دول خليجية توافدوا إلى اليمن خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، والتحقوا بصفوف ما يسمى “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب” بعد اعلان النفير والتعبئة في حشد المقاتلين إلى اليمن، والذي أطلقه الرجل الثاني في تنظيم القاعدة سعيد الشهري الملقب بأبي سفيان “سعودي الجنسية” في تسجيل صوتي تضليلي تحريضي منتصف مارس الماضي. وكشف التقرير عن حلقات منظمة وموزعة في بلدان خليجية تعمل على التحريض والاستقطاب لشباب مغرر بهم، وكل ما يتصل بمهمة الإيفاد حتى مغادرتهم بلدانهم ووصولهم إلى اليمن، فيما تتكفل أخرى في اليمن باستقبالهم من لحظة الوصول وحتى الحاقهم بمعسكرات لتنظيم القاعدة. وبحسب التقرير فإن عملية الإيفاد للمقاتلين تمت في اغلبها بطرق شرعية كون المستقطبين غير مسجلين كعناصر خطرة لدى سلطات بلدانهم، والقليل منهم عبر التهريب البري.. مشيراً إلى أن “الذين تم رصدهم خرج معظمهم من بلدانهم بتأشيرات قانونية، ودخلوا اليمن كذلك بمسمى سياحة وزيارة رغم الأوضاع الأمنية المضطربة والبالغة الخطورة”. وكشف التقرير بأنه “خلال الأسبوع الأخير من شهر مارس فقط والمتعاظم فيه الانفلات والاضطرابات والتقطعات والقتل والخطف ونشاط “القاعدة” وتوسعها وعملياتها في البلاد، رصدت أجهزة الأمن توافد 5571 شخصاً من جنسيات خليجية اغلبها سعودية عبر المنفذين الحدوديين بمحافظة حجة والمهرة- منفذ الطوال ومنفذ شحن- وتحت مسمى زيارة وسياحة، وهو ما دفع السلطات لتحريات كشفت حلقات منظمة من التعبئة والتجنيد تنتهي بالالتحاق بركب جماعة تنظيم القاعدة في اليمن”. ووصف التقرير معارك الجماعة السلفية والإخوان المسلمين مع جماعة الحوثي في مناطق كشر بحجة وعاهم بصعدة الحدودية مع السعودية بأنها “فخ” لعمليات استقطاب واسعة وابتزاز للنظام السعودي نصبه تنظيم القاعدة باتفاق وتنسيق مع أطراف سياسية وعسكرية وقبلية نافذة، ترتبط بعلاقة وثيقة بالحكومة السعودية، وذلك في إشارة إلى حزب الاخوان المسلمين “الإصلاح” عبر نافذيه القبليين من أولاد الشيخ عبدالله الأحمر وعسكرياً من قبل اللواء المنشق على محسن صالح قائد المنطقة الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع. وبإيضاحه لما وصفه ب”الفخ” قال التقرير إن نتائج الاستفادة من تلك الأحداث بما تكشف من”اتفاق حقيقي”، تذهب في اتجاهين، الأول لصالح “القاعدة” باستخدامها تلك الأحداث ودوام اشتغالها في عملية استقطاب واستدراج هي الاوسع لمقاتلين شباب من دول خليجية وتحديدا من السعودية وبتحريض واستعطاف ديني مثير لنزعة النصرة لأهل السنة في مواجهة مد إيراني رافضي ليتكفل تنظيم القاعدة بعده بدمجهم في صفوفه كمقاتلين محترفين لتنفيذ عمليات داخل وخارج اليمن، والثاني يصب لصالح حزب الإصلاح “الاخوان” وآل الأحمر، اللذين يعدان الطرف الأبرز في تأجيج الصراع الذي تشهده اليمن منذ بداية العام الماضي، من خلال عملية ابتزاز مفضوح للحكومة السعودية وتهديدها بشبح المد الحوثي الايراني والتكفل بمواجهته عبر معارك مفتعلة تتحكم بمسارها كما فعلته بالجيش في الحروب الستة، لكسب دعم مضاعف يبقي على حضور متحكم لتلك القوى بنظام الحكم الجديد ومتفرد في صياغته ومفاصلة، والحد من أي ضغوط سعودية باتجاه ترويضها لإنهاء العبث باستقرار اليمن وتحجيم طموح مصالحها العبثية، بعد أن تكفلت المبادرة الخليجية بتحقيق هدف تلك القوى في إزاحة الرئيس صالح عن الحكم، بحسب التقرير. ورغم ما اعتبره التقرير “خطورة حقيقية في تمادي النفوذ الإيراني بدعم جماعات الحوثيين شمالا وباتجاه مناطق ومنافذ بحرية استراتيجية، وفصائل انفصالية جنوبي البلاد بطموح نافذ في إطار صراع دولي إقليمي ساحته اليمن”، إلا ان التقرير الاستخباراتي الذي نشرته صحيفة “الوطن” السعودية اعتبر “أهداف تحالف “القاعدة” مع تلك الجماعات النافذة سياسيا وقبليا وعسكريا باسناد قطري وبغطاء محلى يحمل اسم “أنصار الشريعة” لفرض متغيرات توسعية على الأرض اليمنية بالسلاح أو شرعنة وجودها بحوار ملبي لمطالبها المتجهة للسيطرة على مقاليد الحكم، يعد قنبلة موقوتة لا تهدد اليمن وأمنه القومي فحسب، بل المنطقة بأسرها على المدى القريب، والعالم على المدى المتوسط.