لا يبدو أن هناك مؤشرات لانفراجة حقيقية للأزمة السياسية اليمنية، عكس ما حملته بشائر التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة 23 اكتوبر الماضي ," اتفاق نقل السلطة"..، فالركود السياسي لا يزال يعصف بكيان اليمنيين شمالاً وجنوباً، ويتحكم بعواطفهم ومشاعرهم،.. كما أن ما يحدث لا يتصل بمزاعم الدولة المدنية ودولة المؤسسات وغيرها .. نراوح أماكننا وندور في حلقة أفرغتها الأطماع والأهواء السياسية والنزعات الشخصية الحاقدة وصراع البحث عن المصالح والحفاظ عليها.. انعدام الثقة وغياب التعاون فيما بين أطراف الأزمة السياسية "النوايا المبيتة للبعض" عززت وجود وأقدام أنصار تنظيم القاعدة ومسلحيه في عدد من مناطق الجنوب ,,الذي طالما اعتبرها البعض مجرد فزاعة في أيدي البعض في حين اتضحت الحقيقة ومن يستخدمها ويريدها ظاهرة حية باقية لارعاب العالم وتوسيع نطاق سيطرته,,،الذي تماهى مع العجز الحكومي والوضع الهش .., ولا بوادر لكبح جماح تقدمه وإعلان سيطرته على مناطق "إمارات" جديدة ضمن تشكيلة اتحاده أو دولة " الخلافة الإسلامية" الماضي في تثبيتهاباستماتة.. ماينبغي ادراكه ان تنظيم القاعدة في اليمن لم يعد تلك الحركة المتمردةوالمطاردة بين الجبال أو تلك الجماعات المختبئة في الكهوف والمتوارية خلف الأهالي والسكان، بل أصبحت جماعة ظاهرة وسلطة تحكم وتنفذ أوامر وتوجيهات أمرائهم وتعدم وتصلب وتحل وتعقد على مرأى ومسمع .. ويعلنون سيطرتهم ونطاق إمارتهم الجديدة.. وهكذا.. كما أن سلاحهم لا يقتصر على الاسلحة و العمليات التفجيرية التقليدية "القديمة بل صار لديهم سلاح ثقيل مدافع ودبابات وغيرها التي باتت تهدد حياة اليمنيين والعالم أجمع.. باتوا يهاجمون معسكرات الجيش ويحتلون إدارات الأمن ويسيطرون على الأسلحة والمعدات لمواجهة الدولة وإنهاك قواها و هو التطور الخطير العملياتي والعسكري في إستراتيجية القاعدة الجديدة الذي يهدد المنطقة والعالم وليس اليمن فحسب...أيضاً ان امريكا التي تقاتل طائراتها "بدون طيار " الى جانب وحدات الجيش اليمني الخاصة والمتخصصة بمساندة المواطنين "اللجان الشعبية "ليس الا لمصالحها الخاصة التي ارتأتها من وراء ذلك وليس حباً في اليمن ..أي انها لو رأت في عكس ذلك وان مصلحتها مع القاعدة لعملت على ذلك النسق ولحطت من قدرات الجيش اليمني والدولة من أجل ذلك ..وهذا معروف ومتعارف عليه دولياً ..الامر الذي جعل الكثيرين يفكرون في أهمية انشاء وتأسيس قوة دولية لمكافحة الارهاب ويسند اليها الى جانب الجيوش الوطمية مهمة المحاربة والمواجهة ..بمعنى أوضح ان اقتصار عمليات الترصد والمتابعة للمخابرات ال(سي .اي.ايه) أوالمكافحة ايضاً للطائرات الامريكية دون غيرها من القوى الدولية المتحالفة لمكافحة هذه الجريمة اوما تسمى جريمة العصر وافته ..يجب ان تترجم معاني الشراكة الدولة الحقيقية في هذا الفعل والتهديد الذي لايقتصر اليمن او دول الخليج بقدر مايستهدف العالم وبالذات المعنية بمكافحته من خلال تمكنه من السيطرة على اليمن بايعاز وتسهيل سياسي "مشترك" لادارة ملفات دولية وتوجيه الجهاديين واتباعه لارهاب العالم من الاراضي اليمنية ..ايضاً في الجانب الاخر لابد من التكاتف أيضاً لمكافحة جريمة تمويل الإرهاب وذلك من اجل تجفيف منابع التمويل ومن ثم الحد من الجرائم الارهابية و التي تستند على الأموال التي ترصد لها.. ونخلص الى القول ان اقتصار الحرب ضد تنظيم القاعدة وارهابييها في اليمن والجزيرة والعالم ,على الامريكيين ووقوتهم وطائراتهم يؤثر على النظام الدولي, فضلاً عن ان محاربتها تلك تنطلق من منطلق الهيمنة الدولية التي انعكست على اساليب واستراتيجية القاعدة في اليمن الان من حيث سعيها وميولها نحو السيطرة الكاملة على كل شيء واستهداف أي شيء..وأيضاً من ان المصلحة الامريكية تاتي في قمة الغايات والاهداف من تلك المحاربة ,وسياستها القائمة على قوى الدولة الشاملة ومن ذلك لابد من ايقاف الاستفراد الامريكي وايجاد تحالف دولي وقوة دولية توكل اليها مهمة القتال بالتعاون مع الجيوش الوطنية والمشاركات الشعبية حتى نضمن نهاية حتمية ومتوقعه لهذه الجريمة.. والا سنظل ندور في حلقة مفرغة ونراوح اماكننا ... !!