عندما تحدث للإنسان نازلة ويتعرض للقهر من قبل سلطان عظيم، يحاول البعض أن يعبر عنه شماتته فيقول "من أعان ظالماً على ظلمه سلطه الله عليه" خصوصا حين يكون ضحية هذا القهر والظلم هو رجل مثلي يدافع عن شرعية نظام، يتفق الجميع على ان وصول الحاكم إلى الحكم فيه قد اتخذ شكلاً غير مطعونٍ فيه شرعاً وعرفاً.. وبالمقابل يقول المحبون والمتعاطفون مع المظلوم غالباً إنك قد استهنت بحقك حتى أطمعت الظلمة بالتعرض إليه ومصادرة حقوقك المادية والمعنوية، حتى وصل الأمر بك إلى ان اصبحت شريداً عن بيتك وأولي قرباك بين قتيل وجريح وسجين والعدل بعيد عنك وانت فاقد المال والسلطان. قد يكون الكلام كله حقاً وقد يكون باطلاً وقد يكون الحق في جانب منه وليس فيه كله على ان المؤمن يجب ان يتخذ له موقفاً إيمانياً شرعياً لا يتزعزع لمصلحة طارئة تعرض له ولا لخسارة طارئة تحيق به. *** ونحسب أننا كذلك ونعلم علم اليقين ان الحق هو الله والله هو الحق، ولئن غابت نصرة الحق عن الدنيا فلن تغيب عن الأخرى. تحدثنا كثيراً عن سطوة بعض صغار وكبار العسكريين على أموال الناس بغير حق، وطلبنا التحقيق في عمليات اغتصاب غير مشروعة لبعض ممتلكات الناس فلم نجد من يتجاوب معنا فيها. حذرنا من الفتنة في حالة غياب العدل عن القضاء والنزاهة والشرف في بعض جهات التنفيذ الأمنية، وتحدثنا عن أطماع البعض في الحصول على المال بأية طريقة، بل وتحدثنا عن دور المخدرات وتهريبها ورجالاتها الذين لهم ارتباطات قوية ببعض مراكز التشريع والتنفيذ، ودعمهم للناهبين حقوق الخلق بشتى التبريرات فلم نظفر برد يسكن الخوف منهم ويطمئن الناس عنهم. *** عموماً أنا العبد الضعيف عبدالجبار سعد تركت منزلي مقهوراً في الحديدة وتشردت في صنعاء منذ أكثر من شهرين وحل غيري محلي في بيتي غيرة على الحق لحماية ما تبقى فلم يمض لهم الباطل رغم عدم وجود أية مقدمات من القتل وقُتِل وجُرِح ثلاثة أشخاص في الحادثة. نأمل أن يجد العدل طريقة فيقتص لأهل القتيل وللجرحى من القتلة والمعتدين، ويطارد أفراد العصابة التي اتضح انها مطلوبة لقضايا جنائية، لا نريد الاشارة إليها هنا احتراماً للعدالة ولمسار القضاء.. *** شكراً لمن وقف معنا بكلمة حق وواسانا في مصابنا بكل أشكال المواساة، وشكراً لفخامة الأخ رئيس الجمهورية الذي وجه بسرعة الحل العادل لقضية القتل أولاً ثم الاغتصاب للمنزل ثانياً، وشكراً للأخ وزير الداخلية اللواء مطهر رشاد المصري الذي يتابع الموضوع أولاً بأول منذ أول طلقة ظالمة تسببت بالقتل، وشكراً للاخ الأستاذ احمد الجبلي محافظ المحافظة الذي يتابع الموضوع باهتمام صادق. وأخيراً شكراً للمحقق المميز العقيد أحمد الجيد -مدير البحث الجنائي بالحديدة - الذي، وبرغم تواطؤ البعض وتشويههم لمعالم الجريمة، وصل إلى الحقيقة.. مع رجاء مفتوح لسرعة اطلاق الجريح السجين شوقي صالح بغير حق وسرعة البت قضائياً في القضية الجنائية، بعد ان اعترف القاتل بالقتل العمد. ولكل المحبين والشامتين نقول "فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" وسنظل كما نحن لا نزداد إلا ثباتاً على الحق ومقاومة للباطل، حيث كان ومن أي مصدر كان، ولن نرضى عن دفاعٍ يسيء إلى الغير بغير حق، كما لن نرضى عن هجوم يرضينا بغير حق.. أو عن أية كلمة تقف معنا وتسيء إلى الآخرين بغير حق.