ذات يوم موغل في القدم قال ( كارل ماركس) عبارة شهيرة قد تكون أصدق ما قاله الرجل وهي ( أن التاريخ لا يعيد نفسه إلا بصورة مأساة أو مهزلة) , وربما يكون قدرنا أن نعيش ونشهد من يكرر (المهازل) بصورة مواقف سياسية موغلة في السخرية من صاحبها الذي قد لا يدرك وضعه النفسي وصورته التي لم تعد تحتمل حتى بعضاً من الرتوش بعد أن تكلست وأجدبت مساماتها وأظهرت صاحبها وكأنه من بقايا مطاريد فلول (العصابات الكلومبية) التي أدمنت حياة الأدغال والكهوف بعيداً عن الحياة الطبيعية الآمنة ..هكذا بدأ الرجل الذي كان ولا يزال جزءاً من المآسي الوطنية منذ حسب علي من لا يشرفه أن ينتسب إليه رجل عرف بأنه صاحب مزاج خاص، وكثيراً ما كان يلجأ لتصرفات عبثية كما هو حاله اليوم بعد أن صمت دهراً ونطق كفراً معيداً للذاكرة ذات المهازل التي قام بها ذات يوم فكان أن تجرع تبعات أفعاله هذا المسخ، صبر منتظرا الفرصة للعودة إلى دائرة الضوء وكانت فرصته في زفاف ( مودرن) وعلى طريقة برامج (ستار أكاديمي ) دافعا ملايين من الدولارات التي نهبها من أموال الشعب مستغلا الكثير من درجات التسامح ومودة الراعي والحارس على أمن الوطن. لكن هل لدى هذا المسخ بقايا من خجل؟!.. مستحيل فمن قبل الارتهان والرضاعة من ثدي المستعمر البريطاني ليكون مزروعاً في قلب الجبهة القومية، ومن ثم الحزب الاشتراكي لضربه من الداخل لا يمكن له أن يحمل ذرة من خجل.. هذا هو المدعو(البيض) الشاذ سياسياً الهارب من وجه العدالة والمطلوب بتهمة جرائم تئن منها الجبال مثله لا يكون غير كذالك , لكن ثمة مواقف داخلية تحتاج للتأمل قبل الخوض في تفاصيل الظواهر ومنها موقف ( أحزاب المشترك) التي تقيم الدنيا ولا تقعدها عن الحوار والشراكة , وهذا حقها ونحن معها لكن قبل حوارها مطلوب منها مواقف واضحة, مواقف تحتاج لضمانات بذات القدر التي تطالب هي بضمانات من النظام , وهذه الضمانات هي أن تعمل هذه الأحزاب أولاً على إدانة واضحة وصريحة لا لبس فيها لكل من يدعو إلى الانفصال أو يحرض عليه , ثانيا أن تعمل هذه الأحزاب على توحيد خطاب كوادرها ورؤيتهم بحيث لا نسمع ( إصلاحي عدن) يناقض بطرحه طرح إصلاحي الحديدة وتعز , والحال ذاته ينطبق علي بقية أحزاب المعارضة, كما هو حال الاشتراكي الذي يشتم ويذم من قبل أعضاء ما يسمى بالحراك في الوقت الذي نرى قادة ورموز الاشتراكي يدافعون ويبررون لكل خارج على قانون خروجه ومثلهم تفعل بقية أحزاب المشترك التي لم تدن انفصال وحرب 94م ولم تدن الحوثي وعصابته ولم تدن الحراك والفوضى والتخريب ولم تدن البيض فيما يقول.. ويتحدثون عن حوار وشراكة بالتهديد والتلويح بكل هؤلاء وهذا غير مقبول وغير مجدي, إن على المعارضة وخاصة أحزاب اللقاء المشترك أن تحدد مواقفها وتبعد عن الوقفة في المنزلة بين المنزلتين ولا تراوح في ذات الحسابات الخاطئة ويكفيها أنها أخطأت في السابق وهي كلها أخطاء، ولكن هذه المرة عليها أن تقرر وتقول لنا ما لونها وما هي إنها تشابه علينا لأننا فعلا أمام ما يشبه بقرة بني إسرائيل وليس معارضة يجب أن يكون لها موقف واضح من كل هذا العبث بغض النظر عن موقفها من النظام، فلتقل لنا ما يحلو لها عن النظام ولكن عليها أن تحدد موقفها من الوطن والوحدة فالخصومة والخلافات مشروعة تحت سقف الوحدة لكن التطاول فعل لا يرهبنا فالوحدة خالدة، ولكن ثمة ثمناً قد يدفع ونحن جاهزون قبل الدولة والسلطة والنظام فالوحدة اليمنية لا يتحكم بها العطاس ولا البيض ولا علي ناصر ولا أي عميل مأجور أو مرتزق مرتهن.. لذلك نقول لكل هؤلاء العقل زينة.. أما الوحدة فخالدة وراسخة ولها رجال يفدونها بدمائهم .. [email protected]