أضحت انتخابات الاتحادات الرياضية العامة لعبة بيد بعض الأشخاص في وزارة الشباب والرياضة، يسيرونها كيفما يشاءون وفقاً للمزاج أو الموقف من هذا المرشح أو ذاك، ونموذج ذلك ما حدث من مهزلة في انتخابات الاتحاد العام لكرة السلة، الأمر الذي لا يهدد فحسب عدالة الاستحقاق الانتخابي بل الحركة الشبابية والرياضية بشكل عام.. يحسب لصحيفة "الجمهور" بأنها كانت أول صحيفة دقت جرس الخطر من تأجيل الانتخابات الرياضية للهيئات والأندية والاتحادات الشبابية والرياضية، لا سيما في ظل الظروف التي تعيشها البلاد ومخططات الفوضى وتعطيل الحياة، ومن ضمنها الحركة الشبابية والرياضية. قضية الانتخابات "الجمهور" تبنت قضية الانتخابات ودعت وزير الشباب والرياضة معمر الارياني فور تشكيل حكومة الوفاق بأن يضع الانتخابات في مقدمة أولوياته، وتجاوب الوزير مشكوراً مع دعوتنا ومضى في هذا الأمر، وبعد إقامة انتخابات الأندية طالبنا بسرعة إقامة انتخابات الاتحادات الرياضية باعتبارها "الهدف الرئيسي" لمحاولات تعطيل الحركة الشبابية والرياضية، خصوصاً وان وضعها أمام الاتحادات القارية والدولية ضعيف بسبب التأجيلات. الباب الخلفي ولكن يبدو ان بعض القوى التي فشلت في تحقيق أحلامها بإرباك العمل الشبابي والرياضي خارج وزارة الشباب عبر الاعتصامات حيناً وعبر إثارة الزوابع الإعلامية حيناً آخر، قد نجحت- نوعاً ما- في تحقيق أحلامها الخبيثة من داخل وزارة الشباب!!. مقبولة ولكن!! نستطيع القول بأن عملية انتخابات الاتحادات الرياضية قد سارت على نحو مقبول وجيد رغم الشكاوى التي وردت من مرشحين في اتحادات الشطرنج والكاراتية وبناء الاجسام، لكن ما حدث في انتخابات الاتحاد العام لكرة السلة لا يقبله عقل ولا منطق ويعد مخالفة للائحة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، مما يضع العديد من علامات الاستفهام أمام لجنة الانتخابات الرياضية. الاعلان الرسمي لجنة الانتخابات الرياضية اعلنت رسمياً قبل أيام ان هناك مرشحين اثنين لرئاسة اتحاد السلة، هما رئيس اللجنة المؤقتة للاتحاد النائب في البرلمان الخضر العزاني وشخص آخر يدعى طارع الاكوع، بالإضافة إلى 20 مرشحاً على مقاعد عضوية الاتحاد العام. قرار مفاجئ وفي صبيحة يوم الانتخابات التي جرت الاثنين الماضي فوجئ الجميع ودون سابق انذار باعلان من لجنة الانتخابات مفاده بأنها رفضت ملف الترشح المقدم من الخضر العزاني بذريعة عدم تقديم اللجنة المؤقتة للاتحاد التقارير المالية والفنية والادارية عن الفترة الماضية، وانها ايضاً ألغت ترشيح الاكوع لعدم استيفاء الشروط!!. أمر واقع وبعد استبعاد كافة المرشحين طرحت لجنة الانتخابات هذا الأمر أمام مندوبي الأندية "الجمعية العمومية"، الذين كانوا قد استلموا بدل السفر والمخصصات المالية وحضروا إلى العاصمة صنعاء لانتخاب رئيس واعضاء الاتحاد، والذين تفاجأوا في قاعة الانتخابات بالاعلان المذكور ووجدوا انفسهم فجأة بلا مرشح لرئاسة الاتحاد!!. فيلم هندي وعلى طريقة الأفلام الهندية تم وضع مقترح بترشيح احد المتقدمين لعضوية الاتحاد وهو الكابتن عبدالستار الهمداني وتم انتخابه رئيساً للاتحاد بالتزكية!!. تلاعب واضح التلاعب في انتخابات اتحاد السلة واضح ولا يحتاج تفسيره لجهد ، فإذا كان ملفا المرشحين العزاني والاكوع غير مقبولين بحسب اللائحة ووفقاً لمزاعم لجنة الانتخابات فلماذا أعلنت اللجنة عنهما كمرشحين قبل أيام؟!! ولماذا انتظرت حتى صبيحة يوم الانتخابات لتفاجئ الجميع بقرارها؟!!. مخالفة قانونية كما أن طرح الموضوع على الجمعية العمومية واقرار تصعيد احد المتقدمين لعضوية مجلس الإدارة كمرشح لرئاسة الاتحاد إجراء مخالف للائحة، كون طلبات الترشيح التي تلقتها اللجنة قد تم تقديمها على أساس انتخابات العضوية وليس الرئاسة، وانتخابات الرئاسة تختلف شكلاً وموضوعاً وقانوناً اختلافاً كبيراً عن انتخابات عضوية الاتحاد. اعتداء على الحقوق كما ان هذا الإجراء قد أحرم آخرين من الترشح لرئاسة الاتحاد حيث اضطروا الى عدم التقدم بطلبات ترشيحهم لأسباب تتعلق بقوة المرشحين أو أية أسباب أخرى، وفي ذلك إخلال بميزان العدالة في التنافس. قصة التقارير والسؤال الذي يفرض نفسه: كيف دشنت لجنة الانتخابات العملية الانتخابية قبل ان تستوفي كافة التقارير من الهيئات الإدارية السابقة في كافة الاتحادات؟!!.. وهذا الموضوع بدوره يفتح ابواباً كثيرة حول الرقابة على أداء الاتحادات فنياً ومالياً وادارياً. الهمداني!! ولا بد ايضاً من الإشارة إلى نقطة أخرى وهي ان عبدالستار الهمداني كان قد قاد قبل فترة حملة تشويه اللجنة المؤقتة برئاسة العزاني، وسبق له ان أعلن أكثر من مرة انه سوف يرشح نفسه لرئاسة الاتحاد، فلماذا لم يرشح نفسه لرئاسة الاتحاد ورشح نفسه لعضوية الاتحاد؟!.. وكيف قفز لوحده لرئاسة الاتحاد بعد ازاحة العزاني والاكوع من طريقه بصورة دراماتيكية؟!!,, وألم يوجد من المرشحين للعضوية أو الجمعية العمومية شخص واحد على الأقل– غير الهمداني- يرغب بترشيح نفسه لرئاسة الاتحاد؟!!.. أليس في الأمر لعبة قذرة؟!!. تجربة شخصية أقول ذلك بصراحة ومن منطلق تجربة حصلت لي شخصياً عندما تقدمت بملف ترشيحي لعضوية الاتحاد العام للدراجات في انتخابات 2005م.. تم قبول ملفي وقطعت لي بطاقة الترشح من لجنة الانتخابات لأفاجأ صبيحة يوم الانتخابات باعلان "شفهي" من لجنة الانتخابات انه تم الغاء ترشيحي لعدم استيفاء الشروط!!. قمة المهازل! سألتهم عن السبب قالوا لي أنني لم أقدم ما يثبت بأنني مارست اللعبة لاعباً أو حكماً أو ادارياً رغم إنني كنت عضواً في المكتب التنفيذي لاتحاد السلة وعضو مجلس إدارة الاتحاد ومسؤوله الإعلامي، وشهادات المشاركة ونتائج الفوز بالبطولات كانت تسلم تحت توقيعي الشخصي!!.. إنها قمة المهازل ورب الكعبة!!. نصيحة للوزير نصيحة أخيرة لوزير الشباب: احذر من عدوك مرة ومن صديقك ألف مرة خصوصاً أولئك الذين يطعنون في الظهر وما أكثرهم!!.