ما أغرب وأعجب أن يتحدث أمين عام حزب التجمع للإصلاح "الإخوان المسلمين" عبدالوهاب الآنسي عن التطرف ووجود مشاريع متطرفة لدى الآخرين وانتقادها.. ولا ندري هل ما يقوله (الآنسي) عن التطرف هو جاد فيه فعلاً أم أن ذلك فقط مجرد تخريجات حزبية لذر الرماد في العيون، ليس إلا تجسيداً للمثل العربي القائل "رمتني بدائها وانسلت"؟!. لسنا بحاجة لندلل من هو "المتطرف"؟! ومن الذي يقود الوطن بتطرفه إلى متاهات ومنزلقات خطيرة كنتاج لتلك العقلية المتطرفة ومشاريعها الظلامية؟ والتي لا ترى في الأفق سوى نفسها ولا تؤمن بالديمقراطية وبالآخر إلا من قبيل التقية وضرورات "فقه المصالح"؟!. إن آخر من يحق له الحديث عن التطرف والمتطرفين هو الأخ عبدالوهاب الآنسي ومن يشاطرونه ذات الرؤية من المتطرفين داخل (حزبه الاخواني) الذي يتم الانزلاق به نحو متاهات الانتهازية السياسية، وعلى حساب الكثير من القيم والمبادئ وتعاليم الدين الحنيف التي أدّعوا يوماً أنهم نصبوا أنفسهم مدافعين عنها، ولكن الحقيقة وأفعال الواقع تقول بغير ذلك وليس أدل على ذلك من هذا التحالف الشيطاني الغريب الذي جمع الأضداد وكل المتناقضات في سلة واحدة، قاسمها المشترك الانتقام من الوطن وثورته ونظامه الجمهوري ووحدته وأمنه واستقراره ونهجه الديمقراطي ونظامه الوطني، ويأتي بعد ذلك من ينبري من هؤلاء ليحدثنا عن التطرف والمتطرفين..حقاً إن لله في خلقه شؤوناً..