أين تذهب الملايين التي تصرف في مجال تحديث الكهرباء وشراء مولدات؟!.. أين الخطط الاستراتيجية في مجال الطاقة التي تستوعب التوسع العمراني والكثافة السكانية لسنوات؟!.. كيف نروج للاستثمار وندعو لاقامة مشاريع في البلاد ونحن لا نملك الكهرباء الكافية لإنارة المنازل فما بالك بتشغيل المصانع ومشاريع القطاع الخاص؟!.. إلى متى نظل ننتقد الأوضاع المتردية في قطاع الكهرباء دون أن نلمس ردود فعل جهات الاختصاص؟!. فسياسة "طفي لصي" مستمرة وليس لها نهاية في أجندة مسؤولي الكهرباء لا غدا ولا بعد غد ولا حتى بعد سنوات، فمنذ بادر رئيس الحكومة السابق عبدالقادر باجمال وصرح ذات مرة مبشراً باختفاء الانقطاعات الكهربائية من أمانة العاصمة نهائياً نتيجة قيام مؤسسة الكهرباء بتشغيل محطة إضافية بمنطقة حزيز لتغطية العجز في الطاقة وتحقيق فائض في التيار من شأنه الإسهام في عملية التنمية وتشجيع الاستثمار، إلا ان التصريح لم يصمد سوى شهر واحد، حتى عادت الانقطاعات الكهربائية على أحياء العاصمة أكثر من ذي قبل وبواقع ثمان ساعات في اليوم الواحد فما بالك ببقية المحافظات رغم المهدئات والوعد بدخول بلادنا عالم توليد الكهرباء بالطاقة النووية، ثم تواضعنا قليلا واستبدلنا الوعد بواسطة المحطات الغازية أو بالطاقة الشمسية ولكن دون جدوى إذ سرعان ما تذهب تلك الوعود أدراج الرياح، والغريب في الأمر ان الاخوة في وزارة التخطيط ووزارة الكهرباء لا يكلون ولا يملون من حلقات الكذب التي كان آخرها ربط اليمن بالشبكة الكهربائية لدول مجلس التعاون الخليجي، وغيرها من الأكاذيب التي ضاهت عدد حلقات المسلسل التركي (نور) مع فارق شعبية الأخير وسخط الصغير قبل الكبير من الإطفاء الذي ازدادت شدته وضراوته قبيل امتحانات نهاية العام الدراسي للطلبة والطالبات بمختلف صفوف التعليم العام بما في ذلك نهاية الترم الجامعي لهذا العام، حيث عانى الكثير ولا يزالون من صعوبات الاستذكار والمراجعة تحت أضواء الشموع الخافتة وها نحن على مشارف شهر رمضان المبارك وما يعنيه من قيام الليل للعبادة أو الراحة والسمر في المنازل، مما يعني الحاجة لمزيد من الطاقة ومع ذلك لم يصرح أحد من المسؤولين حتى هذه اللحظة كيف سيكون عليه الحال أو يفسر لنا سر الانقطاعات، المتكررة صباحاً ومساء، حتى بعد منتصف الليل ومعظم الناس نيام لم نسلم من شر الانقطاعات، رغم عدم وجود أحمال أو عجز في الطاقة المولدة في مثل هذا الوقت، فما مبرر هذه السياسة وكأنها تستهدف تعذيب المواطن بصورة منظمة؟!!