أعلنت اليمن رسمياً وفي وقت مبكر عن وجود أيادي إيرانية في الشأن الداخلي اليمني من خلال دعمها لعصابة التمرد والتخريب الحوثية في صعدة.. جاءت ردة الفعل العربي والدولي هادئة بالطبع حينها حتى يقفوا على حقائق وأدلة تؤكد الاتهامات اليمنية لإيران وذلك من حقها الطبيعي دون شك ، لكن غير الطبيعي والمثير للدهشة والاستغراب أن تسارع عناصر من الداخل، أي يمنية ممثلة في أحزاب اللقاء المشترك لتشكك في الأطروحات الرسمية للحكومة، واستخدمت شتى السبل في ذلك عبر تصريحات قياداتها أو عبر إعلامها المريض، ليزيدوا بذلك الشكوك في أدوارهم المشبوهة تجاه حرب الدولة لعصابة الحوثة التي تقود التمرد والإرهاب والتخريب في صعدة . واليوم وبعد أن اتضحت وبشكل أكبر حقيقة النوايا الإيرانية ومخططها الهيمني التوسعي في المنطقة العربية برمتها، وما الذي يحدث في صعدة وامتد لهيبه التخريبي إلى المملكة العربية السعودية، إلا جزء من ضمن المخطط الإيراني الكبير، وفي الوقت الذي يذهب فيه كبار الساسة العرب خاصة وكبار مفكريها وصحفييها لتأكيد المسعى الإيراني في المنطقة، وما يحدث في بلادنا وجارتها السعودية، وذلك بالدراسات والتحليل، نجد أن أحزاب اللقاء المشترك تأخذها العزة بالإثم والمكابرة وهي لا تزال تشكك في التدخل الإيراني في اليمن والمنطقة وفي أبعاده الخطيرة، وتذهب إلى أكثر من ذلك بتبنيها العلني والواضح لجماعة التمرد والإرهاب في صعدة، وتأجيجها للنيران في مناطق أخرى من خلال دعمها المعلن للعناصر الانفصالية والتخريبية في بعض مناطق ومديريات المحافظات الجنوبية، وتقديم الغطاء لها والدعم والتحريض لتقوم بالمزيد من أعمال الفوضى والتخريب وبث ثقافة الكراهية والانفصال، رغم ما يحمله ذلك من أضرار خطيرة على الوطن وعلى مقدراته ووحدته الوطنية، وهو ما تعيه وتدركه تماماً أركان المشترك لتؤكد بذلك وبكل وضوح أهدافها ومشاريعها للمس بأمن الوطن وسلمه الاجتماعي وضرب وحدته الوطنية، والذي لم يعد خافياً اليوم على أي متابع ، دون أن تستفيد من دروس الماضي وعبره الكثيرة في كلما يتجاوز دستور البلاد وثوابته العليا، التي تمثل خطوطاً حمراء لا يجوز لأي كان تجاوزها بأية صورة أو شكل أو تحت أية ذريعة أو مبرر كان . اليمن قوية بدستورها وقوانينها ونظمها وبرجالها الحكماء الأوفياء المخلصين وبشعبها الوفي لمقدرات وطنه ووحدته ، في وجه كل المؤامرات والفتن وأمام كل العملاء والمأجورين والخونة، الذين لا يريدون لهذا الوطن أي خير أو سلام وهو ما لم ينالوه على الإطلاق لأن كل ذلك ما هو إلا أضغاث أحلام تسكن دواخلهم المريضة.. وفوق كل ذلك سيتخطى الوطن بكل إرادة وعزيمة والتفاف وطني قيادة وشعباً كل التحديات والفتن، كما حدث ذلك في الماضي وهو ما لا تكذبه سطور التاريخ القديم والحديث على حد سواء.