لقد أصبحت حرمات الفن اليمني وحقوقه وقواعده وألحانه تنتهك داخل وخارج الوطن ومن المسؤول الأول اليوم عن حماية الحقوق الثقافية والفكرية من عشاق الفن والغناء وسماسرة الربح عند إقامة حفلات الاعراس الذين يبحثون فيها عن الشهرة فقط، واصبح التراث الفني اليمني يتعرض للسطو والنهب من قبل البعض هنا وهناك وبقية أشخاص يعبثون باللحن والأداء الذي أرسى له عمالقة الفن أساساً متيناً أمثال العنتري والماس وأيوب والسمة وأبو بكرسالم والمرشدي والحارثي وغيرهم من الفنانين الجديرين الذين يحترمون مكانة وحقوق الفن سواءً كان شعراً أو غناءً والذين وهبوا حياتهم من اجل سعادة الآخرين. اننا نشاهد مجموعة من المبدعين الشباب في عالم الفن والشهرة أصبح الغناء لدى البعض منهم وسيلة للكسب والربح حتى ولو على حساب اهدار اللحن والكلمات التي اعتنى بها الشاعر والمغني ووضعا لها قواعد وأسس لا تنسى.. لا زالت ذكريات تلك الأغاني القديمة محفوظة لدى الكثيرين حتى اليوم دون المل من سماعها. هل يعود هذا إلى اتقان عمالقة الفن الذين تركوا لنا ثروة وبصمات ثابتة اثناء مسيرة حياتهم الفنية في اختيار الكلمات واللحن وصار البعض يستغلها بشكل آخر؟!. تمل اغاني الشباب وتهمل بعد الاستماع اليها بساعات.. من يتحمل النتيجة؟! وإلى من يعود التقصير؟!.. هل إلى الفنان الناشئ أم إلى الجهة التي لا تعمل من اجل حماية التراث الفني اليمني، وتضع حداً وضوابط لمن يقوم بالانتهاك والعبث به؟!.. نتذكر جميعا مختلف الأغاني والأناشيد الوطنية الرائعة التي أتقن الحانها وبنى لها فنانون يمنيون جسور المحبة والتواصل ومنها القديمة سواء الاغنية الصنعانية أو الحضرمية أو العدنية أو اللحجية أو التهامية، كما اشتهر الفن اليمني الأصيل قديماً وحديثاً في الخليج والوطن العربي، تغنى به وردد عذوبة لحنه وكلماته مطربون من دول عربية شقيقة، منهم فنان العرب محمد عبده وعبادي الجوهر وعبدالله الرويشد وعلي بن محمد ومجموعة أخرى تستحق الشكر والثناء، يظل صوت وعطاء سفير الاغنية اليمنية الدكتور أبي بكر سالم وشعر المرحوم حسين المحضار وبقية الفنانين والشعراء الاجلاء المتميزين وكل ما قدموه شاهداً وعلماً خالدا في ذاكرة التاريخ يتغنى به أبناء الحاضر والمستقبل المزدهر.