الإهداء: لمهندسي التصالح والتسامح وقادته الكبار الإجلاء الرؤساء علي سالم البيض, علي ناصر محمد, حيدر ابوبكر العطاس، والجنرال القائد أحمد الحسني. لسنا بدعاً في نهج التصالح والتسامح حيث سبقنا إليه النموذجان الجزائري والجنوب إفريقي.. ما يحسب للتجربة الجنوبية مع التشارك معهما بالبعد الوطني والإنساني والأخلاقي أن الحاجة للتصالح والتسامح في النموذجين السابقين فرضتها متطلبات بناء الدولة أما في الحالة الجنوبية فقد استلزمتها ضرورة نضالية لاستعادة الوحدة الوطنية مدماك الانتصار وشرطه الأول، لكن يظل القاسم المشترك في هذه العملية النضالية الوطنية والإنسانية معاً أن مرتكزاتها واحدة تقوم على الإقرار بالخطأ والاعتذار عنه يقابله العفو من المحاسبة مع تحمل الدولة الوطنية مسؤولية جبر المظالم. من أجل الجنوب بروح المسؤولية الجمعية مجازا نقول تشاركنا معاً بما حدث من أخطاء في الماضي سواءً بالمباشرة أو من خلال بلادة السكوت السلبي وبلاهة التصفيق العبثي، من ذلك الركام بادر حملة نور الفجر الجنوبي القادم من أصحاب الفكر والسلوك السوي نفسياً وأخلاقياً بتقدم الصفوف اعترافاً بخطأ الصراعات المدمرة للجنوب واعتذاراً عنها بصوت عالٍ و بكل تذلل، يلتمسون العفو والمسامحة من شعبنا الأصيل.. في معمعان النضال ترسخ الإيمان المبدئي بقيم التصالح والتسامح فكرياً ليتحول إلى سلوك يتسابق فيه الطاهرون إلى حمل مشاعله رغم حداثة علاقة الكثير منهم بالوظيفة العامة للدولة الجنوبية السابقة بما ينفي صلتهم المباشرة وغير المباشرة بصراعاتها، مع ذلك لأجل الجنوب وتمتيناً لوحدته الوطنية يتسابق المتسابقون الأحرار الشرفاء بالانخراط في حركة التصالح والتسامح انتصاراً للقضية. لأهميته الوطنية والنضالية تشارك الجميع لإنجاح التصالح والتسامح طياً لصفحة صراعات الماضي، على أن تقوم الدولة الوطنية القادمة بتحمل مسؤوليتها الأخلاقية والمادية لجبر مظالم كل المتضررين من الصراعات السياسية السابقة.. في هذه المسالة تحديداً وإبعاداً لأي لبس المشمولون بالتصالح والتسامح ينحصرون في أطراف الصراعات السياسية للدولة الوطنية الجنوبية الناشئة 30 نوفمبر 67م، ويظل بابه مفتوحاً على اعتبار هدف (الحراك) وحركة التصالح والتسامح المنطلقة منه استعادة لدولة (ج.ي.د.ش) الذي رافعته حتما الوحدة الوطنية الحقيقية، تحاشياً لإشكالية الفهم المغلوط بما قد يقود إلى استخدام السيئ له ويعيد إنتاج رميم الماضي وصراعاته، فلا بد من وضع آلية واضحة تحول دون تحوله إلى علميات شد وجه للموميات الماضوية الكسيحة في الداخل لإعادة تسويق نفسها حراكياً. أيام قلائل تفصلنا عن فعالية 13 يناير للتصالح والتسامح بساحة العروض خور مكسر– العاصمة عدن، التي اختارها الحراك التحرري الجنوبي منطلقاً لخروجه الهادر المجلجل استذكاراً واستلهاماً لدلالات المكان الذي كان فيه يستعرض جيش الجنوب الباسل قوته العسكرية بمناسباته الوطنية، أما توقيت الزمان دلالة على رفض واقع الهزيمة والاحتلال 7 /7/94م، لذلك الآمال معقودة في حشد مليوني يعكس الحجم الحقيقي لتيار التحرير والاستقلال متميزاً بحسن التنظيم ومدنيته بما لا يعطي مبرراً لسفك مزيد من الدم الجنوبي الطاهر، كذلك ينتظر الجميع مبادرة شخصية طوعية من قوى الماضي تعبر عن رغبتها الجمعية في الذهاب الطوعي إلى التقاعد السياسي بكنف التصالح والتسامح.. المطالبة الملحة برحيل وجوه الفشل الماضوي الاشتراكي الرابطي من المشهد السياسي الحراكي ليس موقفاً شخصياً بقدر ما هو طمأنه ودليل مصداقية نوايا الذهاب نحو جنوب جديد حر وسعيد لكل أبنائه. منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن