لأن البيت من ساسه ومنه قوته، رغم كثرة (الأكشاك) و(الدكاكين) اللاهثة لاحتكار تمثيل (الحراك)، إلا أن جميع الرهانات الإقليمية والدولية في تطويعه وتدجينه من خلالها فشلت وذهبت أدراج الرياح.. لماذا؟!.. لأنه من بداية انطلاقته أسس بنيانه على قاعدة التحرير والاستقلال واستعادة الدولة معبراً عنها منذ اللحظة الأولى في رايته المتمثلة بعلم دولة (ج.ي.د.ش)، توصيفاً لواقع حال الجنوب بعد حرب صيف 94 م.. وضوح افشل كل المحاولات الالتفافية للمقاولين والسماسرة في الإيفاء بتعهدات مقاولاتهم سوى لجنوبيي باب اليمن الرئيس ووزير دفاعه أو الدول الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة.. التجربة أثبتت أن التحديات الخارجية مواجهتها مقدور عليها.. ما يثير القلق والريبة تقاعس (النخب) الانتهازي المشبوه مع عجزه عن تمرير مخطط إجهاض الثورة، لكنه يتحمل المسؤولية عن تسلل (المؤلفة قلوبهم) إلى (الحراك). بالتأكيد لسنا بمعزل عن تحمل المسؤولية تجاه ما ستؤول إليه الأمور إذا استمر التغاضي وغض الطرف عما يحاك ضده.. وما يعاب على (النخب) ويؤخذ عليها– أيضا– تحاذقها وتذاكيها على جماهير الشارع الجنوبي المنتفض، بالكلام المنمق المعسول الذي لا يعكس حقيقة ما يجري في الكواليس ودهاليز حوارات الغرف المكيفة وفنادق أعراب دول الجوار. ما يحسب له ويستحق الثناء عليه هو وعي ومدنية الشعب الجنوبي الذي هو وحده من أسقط بجدارة مؤامرات المتآمرين وأسيادهم رعاة المبادرة الخليجية، الذين عولوا كثيرا على الزيارات المكوكية للموميات الاشتراكية والرابطية وتفاهماتها مع أعراب (خيبر) و(قرن الشيطان)، لكن الحالة الثورية الأصيلة التي مثلها (الحراك الجنوبي) أعاقت محاولات اختراق شارعه المنتفض وسرقة ثورته على غرار ما حدث مع ثورة التغيير لشباب ساحات صنعاء والمدن اليمنية الأخرى، حيث أن كل المتربصين أصابهم الذهول عندما شاهدوا الحراك التحرري الجنوبي واثق الخطوة يمشي مستعرضا قاعدته الجماهيرية العريضة في يوم التصالح والتسامح بساحة العروض– خور مكسر، وكانت الصدمة والذهول أشد وقعاً على المندوب السامي الأمريكي بصنعاء السيد جيرال فاير ستاين الذي فقد صوابه وحصافته بعد ما شاهد (الحراك الجنوبي) واثق الخطوة يمشي في عاصمته السياسية والأبدية (عدن).. دهشة قوة صعقتها أخرجته عن الأصول والأعراف الدبلوماسية، وظهرت في التعبيرات السوقية للسفير الأمريكي المعبرة عن امتعاضه وخيبة أمله من تهتك خيوط عنكبوت الوصاية الأمريكية السعودية.. تلك الوصاية التي داس عليها الجنوبيون بالأقدام الحافية مبكراً عندما رفضوا الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير من العام الماضي، وسيقاومونها ما بعد انعقاد مجلس الأمن في العاصمة اليمنيةصنعاء 28 يناير القادم. مشوار العزة والكرامة الجنوبي يتعزز أكثر وأكثر من خلال تواصل استمرار الرفض المبدئي أية دعوات لحوارات مشبوهة تدعو إليها الدول الإقليمية الراعية للمبادرة الخليجية تحت أي مسمى مخادع وبراق، خاصة وأن مليونية التصالح والتسامح أثبتت ميدانياً وحدة الشارع الجنوبي دون ان يعني ذلك إغفال الحاجة النضالية الثورية للتحصين الدءوب للبيت الجنوبي من خلال التقييم الموضوعي والدائم له. ليس عيباً أو تشكيكاً المراجعة المستمرة للمسيرة الحراكية وللوافدين مؤخراً إليه على شكل جماعي سواء من تيار إصلاح مسار الوحدة الاشتراكي والرابطي أو من أعضاء مجلس النواب اليمني، وليس بآخرهم متعهدو جمعيتي الحكمة والإصلاح الخيرية السلفية اليمنية، فرزاً وتطهراً يتواصل ويتصاعد لضمان ذهاب الحراك التحرري الجنوبي واثق الخطوة باتجاه التحرير والاستقلال واستعادة الدولة. منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن