يعتبر الشاعر الشعبي الكبير ابوبكر باسحيم من أشهر الشعراء الشعبيين الذين برعوا وأجادوا في مضمار شعر الدحيف.. واعتبره الكثير عميد شعراء الدحيف في الوقت الحالي.. ولد الشاعر ابوبكر عبدالله احمد باسحيم في منطقة شقرة بأبين عام 1941م، ودرس حتى الصف الرابع ابتدائي ثم التحق بمدرسة الحياة فاشتغل صياداً يغترف من البحر الخير والحكمة والتواضع وحب الوطن.. والى جانب ذلك شارك في حرب التحرير ضد الاستعمار البريطاني حتى تحقق النصر في 30 نوفمبر 1967م.. التحق بعدها بالسلك العسكري ضمن الحراسة الخاصة للرئيس الراحل سالم ربيع علي "سالمين"، ثم عين عام 1975م مديراً لمؤسسة الأسماك والتسويق الداخلي، ثم مديراً لمشروع المياه بشقرة ليعود بعد ذلك إلى البحر حضنه الدافئ ويواصل تجليات العشق مع قضايا الحياة والوطن ومع الطبيعة النقية حتى اصيب بالشلل في سبتمبر 2002م. لقد كان ال"باسحيم" في مرحلة الشباب متقداً بالعفوية الثورية، فأتت قصائده التي القاها في هذه الفترة انعكاساً طبيعياً لحالة الغليان الثوري، التي تصطرع في داخله والفعل النضالي العفوي، الذي شارك في سيرته ضد الاستعمار البريطاني آنذاك، ففي قصيدة "صرخة الحق" التي القاها عام 1969م في احتفال رسمي يقول ال"باسحيم" في مطلعها: ألف حيَّا ومرحب مرحبا بالوفود مرحب على الراس وعلى العين بطرح وفودي هذه ليلتي وبذلت فيها جهود وتحققت بعدما سارت عليها جهودي سار ناجي ومدرم هوه وعبود والهندي وعباس وابن الدوح يا نود نودي عليكم سلام الله وأطيب ورود يا ذي مشيتوا بنا رغم أنف الحسود ويستمر ال"باسحيم" في قصائده الشعبية الثورية والوطنية فيقول في قصيدة القاها بمناسبة افتتاح مصنع الاسماك بشقرة عام 1979م: على عينكم يا ايها الحاقدين مصنع الاسماك والثاني يصنع حريره ومصنع لخضرتنا ومصنع طحين وكل مصنع هنا شبابنا ذي تديره كفى حقدهم وما مضى من سنين كفى كفى يا حياة السلطنة والعشيره وتارة أخرى يصفهم بالنفوس الحقيرة فيقول: توعدونا بدكة توعدونا بطين ولا بنيتوا حجر ولا زرعتوا مطيره وكم من مآسي كلتها بالثمين تاريخكم زفت يا اصحاب النفوس الحقيره وتارة ثالثة يصف المستعمر الانجلوسلاطيني ب "النفوس المريضة" فيقول بمناسبة افتتاح مزرعة الدواجن بشقرة: حلمنا قد تحقق والأمل ما يزال يراود أفكارنا تحقيق أشياء كثيره والنفوس المريضة سابحة في الخيال واحنا سرحنا وتدوي اصواتنا في المسيره صوتنا قبل مدفعنا يهز الجبال ولا نبالغ هنا ردفان يشهد وصيره ويخاطب الحالمين برجوع الماضي فيقول: وانته يا حالم.. الماضي رجوعه محال ابشرك أن هذي الأولة والاخيره بهوزر ودبابة ختمنا المقال لكل مندس باقي في جيوب الجزيره وفي قصيدة أخرى يقول ال"باسحيم": شعبنا شعب برهن في العمل والنضال وايدوا شعبنا كل الدول في نضاله بنينا ومكنَّا البناء بالرجال والجيد يوخذ رجال الناس واعطى رجاله قضينا على الجبروت والاحتلال وعلى سلاطين ومشايخ وبيت العمالة ولا عاد كهنوتي ولا رأس مال ولا اقطاعي ولا ذي يشترينا بماله المراجع: كتاب "الدندنات والبحر" للأديب محمد ناصر العولقي