لاشك أن المسؤولية الجماعية للأطراف المعنية داخليا وإقليميا ودوليا تفرض إيجاد مخرج آمن للصراع الشمالي/ الجنوبي, والبحث عن حل سياسي لهذا الصراع لا يعني القبول بأي فتات على حساب التطلعات الجنوبية ولكن لتجنيب منطقتنا الحساسة للمصالح الدولية من الذهاب نحو منزلق الفوضى الخلاقة وبما يحافظ على علاقة طيبة بين "الشعبيين" مستقبلا كما كان قبل 22 مايو 90م, والحقيقة التي يرفض حتى اللحظة الإقليم والعالم تفهمها أن كل المؤشرات تحمل القوى التقليدية الحاكمة في صنعاء مسئولية إعاقة أي حل سياسي آمن وعادل للصراع منذ إعلان الجنوب فك الارتباط في 21 مايو 94م رفضاً للحرب والتكفير. الأخطر راهنا أن تلك القوى التقليدية كما أزاحت بقوة الحرب و التكفير الجنوبيين عن مربع الوحدة الطوعية، ها هي تتحمل اليوم بتجاهلها جذر المشكلة مسئولية جعل قوى الثورة التحررية الجنوبية منفتحة على كل الخيارات لتحقيق الأهداف, وذلك في شاهد آخر على عدم جدية القوى التقليدية في الحوار وأنه ليس بالنسبة لها إلا مجرد محاولة خبيثة لتسويق الوهم وما رافقه من صدور أحكام من محاكم باب اليمن بحق المناضل حسن بنان العولقي ورفاقه. التصعيد الأخطر الذي يعتبر تأصيلا لمنهج الحرب والتكفير هو ما نطقت به مشيخة كهف معبر على لسان المدعو محمد الريمي, وهو إخفاق جديد لأمراء الحرب كشف عورة محاولات تزييف الواقع وتغييب الوعي الذي حاول ممارسته محترفي (المقاولات السياسية) لاستدراج أنفار الأجر اليومي (مائة دولار) مقابل المشاركة في (خوار) فندق موفمبيك صنعاء باسم الجنوب. كما يحكي لنا سفر التراث الثوري العالمي عن قوى التحرر والتقدم والحداثة أن ثوريتها الرافضة لرتابة الواقع المتخلف تسببت في نعتها من قبل القوى الرجعية التقليدية والعميلة ب(الجنون)، وبالاتجاه المعاكس نجد قوى التخلف والردة والعمالة دائماً ما تبرر تكويعاتها الارتدادية بما تسمى (العقلنة) من أجل إعاقة الاندفاع الثوري للقوى الحية, لذلك لم يكن مستغربا اليوم إقدام أزلام قتل وتكفير الجنوبيين المشاركين بحوار صنعاء على نعت مليونيات الحراك التحرري الجنوبي الرافضة للحوار بأنها فعل (جنون), أي أن الأمر ليس بدعة للمنبطحين على (حوار) باب اليمن بحجة تحكيم العقل ونعتهم للرافضين لحوار اليمننة بالجنون. بصوت عال أقول لهؤلاء المنبطحين في موفمبيك صنعاء: لا يشرفنا (عقل) العمالة للشمال, لقد حسمنا خياراتنا مع جنون العشق الأبدي للكرامة والرجولة والاعتزاز بوطننا الجنوب العربي وامتنا الحضرمية العظيمة, وهي قيم وأخلاق ثورية لا تعرفون أنتم معانيها بسبب ماضيكم الارتزاقي المثقل باحتراف تسميم آبار المياه وزرع الألغام في الطرقات العامة وفي مقاولاتكم في سبعينات القرن الماضي استهدافا وحقدا على الدولة الوطنية الجنوبية. * منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح و التضامن