ولجت الأزمة السورية عامها الثالث وما زالت حكومات دول في النطاق الاقليمي وقوى دولية تعيق الوصول لحل هذه الأزمة عبر الحوار بعد أن اتضح للرأي العام العربي والدولي حقيقة المعركة الكونية وبصورة غير مسبوقة في التاريخ منذ أزمان بعيدة ضد سوريا وجوداً ودولةً وشعباً ودور ومكانة ومشروعاً وخيارات وطنية مصيرية ومكاسب مختلفة في كافة المناحي الحياتية. ولأن سوريا هي اخر قلعة صامدة تدافع عما تبقى من كرامة وتعبير عن وجود الامة العربية، فان العدوان والمعركة الكونية ضدها جاءت شاملة بأساليبها وأبعادها وتستخدم فيها كل أنواع الأسلحة التدميرية الفتاكة والتي تتكامل جميعها في العدوان تحت عنوان واحد يربط بينها هو "الشر والإرهاب" سواء كانت اسلحة قتل وتدمير مباشر أو أسلحة باسم الدين والثقافة والفكر الشرير والمخططات المخابراتية الإرهابية. وتجمع في العدوان والمعركة الكونية المتواصلة ضد سوريا كل جوانب ومكامن العداء للأمة والإنسانية في واقع الامة وما يطلق عليه المجتمع الدولي، وظهرت خارطة كل هذه الجوانب والمكامن بشكل غير مسبوق وحقيقة طبيعة العلاقات التكاملية بينها المعبرة عن ذات شريرة وشيطانية واحدة، والتي كانت في فترات ومراحل زمنية سابقة من الصعوبة ظهورها بهذا الوضوح، وكانت تعيها كل القوى القومية الطليعية بقيادة سوريا بحملها راية الوحدة والحرية والعدالة والتقدم والتطور الانساني للأمة منذ التحرر وطرد الاحتلال العثماني من الوطن العربي مطلع القرن العشرين الماضي. سوريا بصمود شعبها العظيم وجيشها العربي البطل والشجاع وقائدها المقاوم العربي الكبير الرئيس بشار الأسد تواجه وتتصدى للمعركة الكونية بمفردها، وحققت انتصارات كبيرة ميدانية وإستراتيجية في مسرح المعركة، رغم ما تتعرض له من تدمير للبنية التحتية والاقتصاد وقتل الابرياء والمدنيين من قبل القوى والجماعات الارهابية بدعم وتمويل بالمال ومختلف صنوف الأسلحة بما فيها الكيماوي من قبل امارة قطر والنظام السعودي وحكومة أردوغان التركية ومن خلفها، وتقديم الدعم المتعدد الأوجه، واستهداف الشعب السوري ودولته من قبل كل اطراف المعركة الكونية التي تواجهها وتتصدى لها سوريا الصامدة والمنتصرة حتماً وقريبا بإرادة الله عز وجل وكل رجالها المؤمنين الصادقين، وفي مقدمتهم رجال وبواسل الجيش العربي السوري البطل الذي يؤمن كل منتسبيه بقضية وطنهم وأمتهم وعدالتها الإنسانية. وهكذا كشفت احداث وتطورات الأزمة السورية كل ما ظل مستوراً، وأبرزت جزءاً بارزاً من حجم الثقل الدولي الذي تحظى به سوريا وكان نتاجاً لعمل كبير ومضن ودؤوب لسوريا في مسيرتها الكفاحية الناضجة والواعية منذ اكثر من خمسين عاماً. امتلكت سوريا مشروعاً وطنياً قومياً تحررياً متجدداً ومتطوراً بأفاقه وأبعاده الإنسانية الشاملة وظل أداؤها يتغلب على التأثيرات السلبية عليه جراء المعطيات السلبية في واقع الأمة، ويحقق هذا الأداء انجازات ومكاسب متراكمة على كافة المناحي الحياتية، تجسد فيما وصلت اليه سوريا كحالة انسانية متفردة، وظلت وبقيت معايير علاقاتها بكل دول العالم هي مناصرة الحرية الحقيقية للشعوب وتحقيق العدالة الدولية التي بغيابها وتغييبها ما زالت فلسطين والجولان وأراضي لبنانية محتلة من قبل الكيان الصهيوني، فارتضت سوريا بقدرها وتمسكها المبدئي بخياراتها الوطنية وهي بمجملها خيارات ابناء الامة وإرادتها المغيبة قسراً في نطاق واسع من أرجائها، وتعاملت سوريا مع دول عربية تعتبر نفسها انها حققت سلامها مع الكيان الصهيوني، وواصلت سوريا بفعلها وسياساتها حمل راية القضية الفلسطينية ووقوفها مع كل القضايا القومية ضمن رؤى استراتيجية شاملة للصراع مع العدو الصهيوني في اطار الواقع الكلي للمجتمع الدولي والمجتمع الانساني والحقائق التاريخية والجغرافية فيه وفي المنطقة العربية. إلا إن ما كان يقرأه أحرار الأمة في واقعها فكراً وتحليلاً علمياً برز وسطع بوضوح، وبسطوعه سقطت وبلا رجعة ما تسمى (جامعة عربية) وظهرت حكومات عربية تسخر المال، وترى سوريا عدوة لها وليس الكيان الصهيوني، ودعمت ولا تزال كل انواع العدوان على سوريا واستباحة ارضها باعتبارها من وجهة نظرها العدوانية ارض "جهاد" وليست ارض فلسطينالمحتلة، في مشهد عربي غريب وغير مسبوق بوضوح مواقف مكوناته وان بدا محزناً ومؤلماً لكنه معبراً عن لحظة الحقيقة واللحظة التاريخية المفصلية التي ترتسم فيها عناوين النصر العظيم للأمة والإنسانية انتصاراً للحق والعدل والخير والسلام والحرية، وهو ما يتجلى يوماً بعد يوم بصمود سوريا وشعبها وجيشها وقائدها. ولعل انكشاف حقائق ما سمي "الربيع العربي" وواقع الدول العربية التي شملها، تؤكد ان النموذج المنشود الذي يجمع عليه أبناء الأمة بوعيهم الجمعي ووحدة هدفهم لم يتحقق، وكان الطبيعي أن تصطدم حركته الموجهة والمسيطر عليها والمتحكم فيها بالجدار الفولاذي الذي تمثله للأمة وكرامتها ووجودها ارادة سوريا وشعبها وجيشها وقائدها. وإذ برهنت المعركة الكونية الارهابية والشريرة على سوريا حقيقة انصهار سوريا كشئ واحد شعباً ودولة ونظاماً وجيشاً وقائداً فإن رمزية القائد العربي الكبير الرئيس بشار الاسد هي العنوان الجامع للانتصار وولوج العهد التاريخي الجديد للأمة والمجتمع الانساني الحامل لرايته هذا القائد العربي الانساني الكبير وستثبت قادم الفترات القليلة هذه الحقائق كما نراها في مكنوننا وقراءتنا لواقع الأمة والإنسانية راهناً. يبقى مع سطوع كل ذكرناه من حقائق وانكشاف كل خيوط التآمر والمعركة الكونية الشريرة ضد سوريا أن نخاطب كل المثقفين الملتزمين والواعين لانتمائهم لأمتهم، ونقول إن حقهم وليس واجبهم فقط هو أن يرفعوا اصواتهم ويقولوا كلمتهم الصادقة في الالتحام بالمعركة المصيرية الفاصلة للأمة التي فرضت على سوريا وشعبها وقائدها. وإنني من منطلق قداسة انتمائي لأمتي وإنسانيتي، وما عبرت عنه من توقعات واستشراف منذ 17 سنة في كتاباتي التي اسأل الله أن تكتب عنده صدقاً وإخلاصاً وايماناً ومن ابعاد مختلفة منها البعد الروحي كأمانة عشتها وما زلت في ذاتي أقول: حانت اللحظة التي يخرج فيها كل الخيرين والصادقين والمؤمنين والمخلصين من أبناء الأمة إلى في كل ساحات وميادين الامة وفي كل بلد عربي للتعبير والمجاهرة بتأييد سوريا والوقوف معها وجيشها وقائده كحق علينا، وقد اصبح الخيرون هم الغلبة في الأمة وأنا على ثقة ان يتبع فعلهم مباشرة خروج كل الخيرين والأحرار من ابناء المجتمع الانساني في كل القارات مناصرين ومنتصرين للحق والعدل والسلام والخير الذي ترفع سوريا وشعبها وجيشها رايته وتدافع عنه بقيادة الرئيس بشار الاسد ايده الله بنصره وجعل ارادته من ارادة الله عز وجل في ازهاق الباطل والقضاء على الشر والإرهاب.