يعتبر الزامل واحدا من أنواع الشعر الشعبي الغنائي اليمني الذي احتل مكانة هامة في الأوساط الشعبية ورددته الجماهير في كل مكان من عموم اليمن الحبيب سواء في المدينة أو القرية، أو الجبل أو الساحل أو الصحراء، وحيثما حط العربي رحاله.. وقد عرف الزامل منذ القدم الإنسان اليمني بالحروب القبلية التي كانت تنشب بين القبائل، وهنا كانت القبيلة تظهر أمجادها ومفاخرها في زاملها وذلك عند لقائها بقبيلة أخرى، حتى أصبح هذا الشعر الشعبي الغنائي المعروف بالزامل يعكس الواقع الحقيقي المعاش للقبائل اليمنية كقبائل وكبشر يعيشون على وجه هذه الأرض في تنافر وبغض وحقد وحروب. ومع تنوع أساليب هذا الشعر الشعبي "الزامل" فقد بقى في عرف الناس مصطلح موروث لأغاني الحرب والسياسة والافتخار والاعتزاز.. وعند ترديد الزامل يبدأ "البداع" المعروف بالشاعر ببضعة أبيات من شعره الغنائي ثم يتوقف قليلاً حتى يتأكد من ان مرافقيه حفظوا تلك الأبيات الشعرية، لأن ترديده يتم بصورة جماعية وبحيث تكون الأصوات جميعها منظومة متماسكة وصداها يجلجل صاخباً. وفي أحداث الحروب مثلاً تعرف الزوامل بأراجيز الحرب حيث تسبق دعوة الاستنفار ترديدات هذا الزامل الحماسي المشهور، فيردد أصحاب الزامل قائلين: قبح الله وجهك يا ذليل عاد بعد الحرايب عافية عند شب الحرايب ما تميل با تجيك العلوم الشافية وفي حالة اندلاع الحروب مباشرة بين قبيلة وأخرى دون سابق انذار عندها يقوم شاعر القبيلة أو كما يعرف لدى قبائل حضرموت وتلك المناطق ب"بداع القوافي" باستحضار الزامل فيقول على الفور: يا قاسمين الموت جينا له طلب والحرب هو عاداتنا من يوم شبينا وشب كما استخدم هذا الموروث الشعبي في السياسة والاعراس والمناسبات العيدية وغيرها، وقد تزامن هذا العرض في الجانب السياسي منذ الاحتلال العثماني والاستعمار البريطاني والحكم الإمامي الرجعي في شمال اليمن والانجلوسلاطيني في الجنوب. وهذا الزامل لأهالي ردفان في الضالع أثناء زيارة المعتمد البريطاني للأمير شعفل بن علي بدأ مطلعه: يا المعتد لا تقول المحمية با نعطيك يا عدو طول الزمان حتى لو جبت طيارة على كل عينة ما با تحصل أمان