المباراة التي خاضها منتخبنا الوطني أمام المنتخب الياباني كشفت خللاً واضحاً في صفوف المنتخب. المحللون الرياضيون حددوا (فنياً) مكان ذلك الخلل في خط الدفاع، كون الأهداف الثلاثة التي ولجت مرمانا وحولت فوزنا إلى خسارة، قد جاءت من أخطاء دفاعية. ولكن أي حديث عن أخطاء واختلالات فنية يتطلب بالضرورة البحث عما وراء تلك الأخطاء والاختلالات، وهو محور تحليلنا لهذا الموضوع.. أية أخطاء أو اختلالات (فنية) يتحملها المدرب بالدرجة الأولى، ولكن تصريحات المدرب ستريشكو التي أدلى بها قبل فترة تذكرنا بالمثل الشعبي القائل (ما تفعل المرأة المدبرة في البيت العطل)!!. اتحاد قبل المدرب المدرب الكرواتي ستريشكو قال بكل صراحة في أحاديث صحفية له قبل فترة من اغفال اتحاد الكرة لواجباته: المنتخب اليمني ليس بحاجة إلى مدرب وانما لاتحاد كرة قدم. التجريبيات المدرب قال بأن الاخوة في اتحاد الكرة لم يوفروا مباريات تجريبية للمنتخب، رغم أهمية هذه المباريات في الوقوف على جاهزية المنتخب، وكشف مكامن الخلل في الخطوط الثلاثة (الدفاع- الهجوم- الوسط). برنامج يوم بيوم ووفقاً للمدرب فانه لم يجد شخصاً في الاتحاد يجلس معه لمناقشة البرنامج التدريبي الذي وضعه، وأنه كلما أعد برنامجاً معيناً تم الغاؤه لعدم التزام الاتحاد بتوفير المعسكرات والمباريات التجريبية في مواعيدها المحددة في البرنامج، وبالتالي صار برنامج تدريب المنتخب على طريقة (كل يوم بيومه).. أو كما يقول المثل الشعبي (ما بدا بدينا عليه)!!. أين نجومنا؟!! في خضم الانتقادات لخط دفاعنا في مباراة اليابان تساءل الكثير من المحللين ومن الجمهور الرياضي ايضاً عن خلو التشكيلة من مدافعين أكفاء، أبرزهم محمد صالح وغيره من المدافعين الجيدين. مستحقات متراكمة مصادر مطلعة كشفت ل "الجمهور" بأن هناك العديد من اللاعبين المتميزين في كافة المراكز، اعتذروا عن المشاركة مع المنتخب، والسبب – وفقاً للمصادر- يكمن في عدم استلام هؤلاء اللاعبين لمستحقات مالية متراكمة منذ سنوات لدى اتحاد الكرة!!. اللاعبون أحق ولا يوجد لدينا تعليق على ذلك سوى ان هؤلاء اللاعبين عندهم حق لو لم توفر الحكومة وصندوق النشء الامكانيات المادية، أو ان الدعم المقدم للمنتخبات شحيح كما كان في الماضي، لكننا قد توجهنا ببعض اللوم للاعبين وأثرنا فيهم روح أداء الواجب نحو الوطن ونحو التمثيل المشرف للبلد. ولكن الحكومة لم تقصر.. واتحاد الكرة استلم مخصصات مالية موازنات ضخمة، فلماذا لم يعط اللاعبين مستحقاتهم؟!!. ومن الأحق بأموال المنتخب اللاعبون أم المشائخ والمقربون والمطبلون لقيادة الاتحاد، الذين يستنزفون أموالاً كبيرة في سفريات ومشاركات منتخباتنا الكروية؟!!. دوري رديء وهناك حقيقة أخرى ينبغي عدم تجاهلها وتتعلق بالمستوى الرديء للدوري اليمني لكرة القدم، كون بناء أي منتخب وطني قوي لا يمكن ان يتم إلا بدوري محلي قوي. ووزارة الشباب واتحاد الكرة يشتركان في مسؤولية اهمال الأندية التي هي أساس تطور كرة القدم أو أية لعبة رياضية أخرى. الأندية أولاً نقول ذلك مذكرين بغياب اللوائح المنظمة لقواعد الاحتراف وعدم وجود أية إجراءات توقف مسلسل الصفقات المضروبة للمحترفين الأجانب، وعدم وجود أي شكل من أشكال التسويق الذي يفترض ان ترتكز عليه عملية التمويل للأندية بشكل أساسي، كون أي دعم (حكومي) للأندية، مهما بلغ فلا يمكن ان يغطي مصاريف تجهيز وإعداد ومباريات فريق كرة قدم لموسم كامل.