حتى لا نرى أحلامنا تغرق .. ومن أجل رؤية منتخبنا الوطني يتعافى ويجتاز عوائق البدايات .. ويتقي عواصف النهايات .. وبحثاً عن خفايا المعسكرات الخارجية التي تحولت إلى أحبار على ورق .. وتصريحات كفقاعات صابونية ، أجهضت الآمال في رحم الاستعداد الأمثل لمنتخب وطني لطالما راودتنا الطموحات بأن يكبر ويخرجه المعنيون من شرنقة الإهمال لأجل ذلك نسعى في هذه المساحة إلى تقصي أحوال المنتخب الوطني ومدى جاهزيته لخوض الاستحقاقات الآسيوية المقبلة ، وكذا نرصد آراء المعنيين من الناحيتين الفنية والإدارية وصولاً إلى رؤية الصورة الحقيقية التي تشكل شخصية المنتخب الوطني وتمنحنا القدرج على الاطمئنان إلى أن الخطوات التي اتخذت كافية ، وأن تعثر تنفيذ بنود البرنامج المطروح من الجهاز الفني لن تكون مفسدة لجهود التطوير والبناء للمنتخب. لا تعثر ولا تعذر من الاتحاد البداية مع دكتور اتحاد القدم وأمينه العام حميد شيباني الذي نفى أن يكون له شخصياً أو للاتحاد العام لكرة القدم أية نوايا لعرقلة تنفيذ البرنامج الإعدادي ، والاستراتيجية الموضوعة من الجهاز الفني بشأن المنتخب الوطني .. وقال : بكل صراحة بالنسبة للتعثر في إنجاح مهمة المدرب ستريشكو فلا يوجد هناك تعثر من جهتنا ، ولا تعذر أيضاً .. وللتوضيح أكثر قال حميد شيباني : أؤكد لكم وبكل شفافية أن الجانب المتعلق بدور الاتحاد عملنا على تذليل الصعوبات، وقمنا بأدوارنا .. واستدرك يقول : لكن هذا البرنامج يحتاج لتنفيذه بنجاح إلى التمويل والمالية إلى الآن لم تفرج عن فلسٍ واحد منها .. فإقامة معسكر داخلي أو خارجي يحتاج إلى إمكانات مادية بالملايين ، كما أن إقامة مباريات ودية ليس سهلاً كما يزعم البعض ، بأن يتم التواصل عبر المواقع الالكترونية في الانترنت وبس.. المسألة كلها تعتمد على التمويل وملايين الريالات أو عشرات الآلاف من العملات الصعبة .. وأقرب مثال على ذلك ان سلطنة عمان على شأن تلعب مع البرازيل في مسقط دفعت حوالي مليون ونصف ريال عماني ، يعني ملايين الدولارات .. وأضاف أمين اتحاد الكرة : صحيح أن استقدام منتخب السامبا البرازيلي يستحق ذلك، لكن حتى المنتخبات العربية التي دعوناها لإجراء مباريات ودية معها - بحسب ماهو مطروح من الجهاز الفني - فإنها رفضت لأسباب خاصة بها .. فالمنتخب السعودي رفض اتحاده اللعب مع المنتخب اليمني لأن لديهم قراراً بعدم إقامة مباريات مع منتخبات أدنى من منتخبهم في المستوى حسب التصنيف الآسيوي ، كما أن معظم المنتخبات الخليجية الأخرى اعتذرت لانشغالها بتصفيات آسيا أو لاختلاف التوقيت وتعارض المواعيد .. وهكذا. كل شيء يحتاج للمال وحول المعسكر الخارجي الذي كان من المقرر إقامته في تايلاند أو ماليزيا قال شيباني : لست أنا من رفض أو عرقل تنفيذ المعسكر التدريبي ولا الاتحاد العام، بل إن عدم وجود منتخب آخر يمكن للجهاز الفني إجراء مباراة تجريبية معه في ماليزيا قد استبعدها كمقترح للمعسكر إضافة إلى رؤية المدرب انها بلد تهطل فيها الأمطار بصورة شبه دائمة، أما تايلاند فلا يوجد لدينا مكتب يمني يعمل على التنسيق لإقامة معسكر هناك وإجراء مباريات تجريبية ، فالأمور هذه تحتاج إلى التمويل المالي، والتنسيق والعلاقات .. وهذا هو الذي دعا الجهاز الفني إلى استغلال الوقت وإقامة معسكر داخلي في صنعاء .. وقال شيباني اتحاد القدم : لقد التزمنا بتنفيذ التنسيق مع الاتحاد الليبيري لإجراء مباراتين وديتين مع المنتخب الليبيري وكنا قد وصلنا إلى اتقاق لاستضافتهم وبعثنا لهم تذاكر السفر وكل شيء كان معداً لإنجاح ذلك ، لكن ظروف بلدهم الداخلية حالت دون مجيئهم إلى صنعاء والتعثر ليس من صنعنا نحن .. ثم اقترح الجهاز الفني استضافة المنتخب التنزاني كبديل لليبيريا ، والحمد لله تكفل اتحاد القدم بذلك وتمت الاستضافة وقاد المدرب ستريشكو منتخبنا الوطني في المباراتين للوصول إلى التشكيلة المناسبة وتقييم الجاهزية للاعبين والارتقاء بهم بدنياً وتكتيكياً وفنياً. معسكر في قطر ودورة رباعية بصنعاء وعن الأيام التي ستسبق اللقاء المرتقب في المنامة مع المنتخب البحريني يوم الاربعاء 18 نوفمبر الجاري قال الأمين العام لاتحاد كرة القدم : إن المنتخب الوطني سيغادر من صنعاء إلى الدوحة لإكمال مهمة الاستعداد خلال الفترة من الخميس 12 نوفمبر وحتى الإثنين 16 من الشهر الجاري تحضيراً لملاقاة المنتخب البحريني .. وأشار الدكتور حميد شيباني إلى وجود اقتراح للجهاز الفني بقيادة المدرب ستريشكو بإقامة دورة كروية رباعية في صنعاء تضم منتخبنا الوطني المستضيف ومنتخباً من آسيا وآخر من افريقيا ورابعاً من أوروبا في شهر ديسمبر المقبل .. وأوضح أمين عام اتحاد القدم أن الاتحاد العام قد بدأ مساعيه للعمل على استقدام المنتخبات الثلاثة من القارات الثلاث آسيا - أفريقيا - أوروبا وتم توجيه الدعوات لبعضها ولكن الأمور هذه تحكمها التقاليد المتبعة والبروتكولات والترتيبات التي تتدخل فيها مكاتب التمثيل الدبلوماسي في بلدان تلك المنتخبات .. وعاد شيباني يقول : أعود وأكرر لك القصة كلها محكومة بالإمكانات المادية .. فالتمويل هو الأهم كما أنني أريد أن أوضح أن المنتخب الوطني يمثل الجمهورية اليمنية وكل جهة مسئولة عن نجاحه ومشاركة في المسئولية عند اخفاقه وعليه فالعمل للمنتخب لن ينجح إلا بأداء منظومة متكاملة سواءً الوزارة أم الاتحاد أم الجهات والوزارات ذات العلاقة وقال أمين اتحاد القدم : إذا لم نستطع تنفيذ الدورة الرباعية اقترح المدرب ستريشكو إقامة معسكر خارجي كبديل وسوف تجتهد ونرجو إن شاء الله التوفيق. مساعد المدرب : المباريات التجريبية مهمة للمنتخب وعن جدوى المباريات التجريبية مع منتخبنات مثل ليبيرياوتنزانيا فقد أكد الكابتن أمين السنيني - مساعد المدرب الكرواتي ستريشكو الذي يقود المنتخب الوطني - أن المباريات التجريبية تعد المحطة الأهم للوصول إلى تقييم صحيح ورؤية سليمة ينبني عليها قرارات الجهاز الفني بما يتعلق بالتشكيلة المناسبة والوقوف على التغرات ومواضع القوة لدى المنتخب عامة ولدى اللاعبين خاصة. وأضاف السنيني : كنا بحاجة لأن يخوض المنتخب مباريات تجريبية والمباراتان أمام منتخب تنزانيا كانتا مهمتين فقد عملنا على إشراك مجموعة كبيرة من اللاعبين ليكتسبوا المزيد من الاحتكاك والدخول في أجواء اللقاءات الدولية .. وهذه تعد انطلاقة جيدة .. صحيح أن المستوى لم يكن بالصورة المأمولة ولكن لأنها أول تجربة فلن يتولد الانسجام وانما من المهم إجراء مباريات ودية تجريبية تقوي الاستعداد وتمنحنا في الجهاز الفني رؤية واضحة. وفيما يتعلق بتعثر المعسكرات الخارجية وعدم لعب مباريات مع منتخبات خليجية أشار مساعد مدرب المنتخب الوطني إلى أن الجهاز الفني وضع برنامجاً وأعلنه وهو ملتزم بما هو من مهمته ، وأما التنسيق مع الاتحادات الأخرى فذلك من اختصاص الجهات المعنية .. آملاً أن يسير معسكر المنتخب في قطر بالصورة المناسبة وصولاً إلى يوم المواجهة مع المنتخب البحريني في المنامة إن شاء الله. وحرصنا في هذا الاستطلاع ان نسجل بعض الآراء للمراقبين الفنيين ومنهم المدربون .. وذلك لمعرفة ماستؤول إليه أوضاع المنتخب الوطني وهل هناك ثغرات ينبغي للجهاز الفني الإسراع في سدها لتفادي الوقوع في تكرار الأخطاء واستنساخ السيناريوهات. اليرمي : الاتحاد والوزارة معنيان بتعثر أو إقامة المعسكرات الكابتن محمد اليريمي : مدرب أهلي صنعاء أوضح أن المباراتين التجريبيتين تعتبران مهمتين جداً حتى وان كانت مع منتخب من القارة الافريقية .. وقال اليرمي : إذا كنت قد تعاقدت مع المدرب ستريشكو وهو من ذوي الخبرات والمستويات الكبيرة فنياً وتصرف عليه مادياً الملايين فإنك ما تفعل ذلك إ لا للحصول على الرقي والتطور لمنتخبك الوطني وللرياضة اليمنية .. وتحقيق الهدف المرسوم والمهمة المطلوبة والآمال والطموحات .. وأردف يقول : فينبغي عليك ان تطمئن على أنه يعمل في الميدان بصورة صحيحة ويتطور المنتخب على يديه وان اللاعبين سيؤدون ماعليهم .. ولن ينجح الجهاز الفني إلا بتنفيذ برنامجه الذي قدمه للمعنيين .. ولهذا فكل الجهات المختصة الاتحاد والوزارة الرياضية والجهات الأخرى معنية بدعم الجهاز الفني وإنجاح مهمته في تطوير المنتخب الوطني لأنه يمثل رياضة اليمن وهو واجهتها. وقال الكابتن محمد اليريمي مدرب أهلي صنعاء : إن الجهاز الفني ليس له علاقة بتعثر إقامة المعسكرات الخارجية لأن مهمته مقصورة على الجانب الفني .. ولكني كنت أرى أن الأفضل للاعبي المنتخب ان ينضموا إلى نواديهم خلال المباريات في الدوري ومباراة السوبر فمن غير الصحيح ان يتم منعهم من الانخراط في صفوف فرقهم أثناء مباريات الدوري لأن ذلك يصب في صالح الارتقاء بمستوى اللاعبين بدنياً وفنياً .. كما ان إقامة المباريات الودية مع منتخب افريقي جيد لكنه كان سيكون أفضل إذا استطعنا إجراء مباريات ودية تجريبية مع المنتخبين السوري أو اللبناني ونتمنى التوفيق للجهاز الفني والمنتخب الوطني. نبيل مكرم: القصور مشترك فنياً وإدارياً وأما المدرب الوطني الكابتن نبيل مكرم فقال: يفترض أن يعمل اتحاد القدم كإدارة ولجنة فنية على تنسيق المباريات الإعدادية وإنجاح إقامة المعسكرات الخارجية مع الجهات المعنية بالتنسيق ولهذا فلا ملامة ولا مسئولية في تعثر التنسيق على الجهاز الفني. واستدرك بن مكرم يقول لكن أيضاً هناك ملاحظات على إجراءات الجهاز الفني بقيادة ستريشكو حيث بدأ بتجميع اللاعبين واتجه بهم نحو معسكر في تركيا ثم منح اللاعبين عند عودتهم إجازة طويلة وهذا نسف المعسكر التدريبي ثم استبعد لاعبين واضاف آخرين جدداً وهو ماينسف ثمار المعسكر المقام في تركيا.. وقال المدرب الوطني نبيل مكرم منع اللاعبين من مشاركة أنديتهم في ظل عدم وجود مباريات تجريبية ليتصادم مع متطلبات الإعداد الصحيح والتطوير المرغوب ،فالإجازة الطويلة للاعبين اعتقد أنها ثغرة.. والصحيح أن يتم استدعاء اللاعبين في تجمعات شهرية من أجل خلق انسجاح بدلاً من المعسكرات الطويلة التي تصيب اللاعبين بالملل لعدم تخلل ذلك مباريات تجريبية. بين الطموح والقلق من القادم ختاماً هل منتخبنا الوطني على عتبات التطوير وهو يعاني من شحة في معسكراته ومبارياته التجريبية وسيخوض مباراة من العيار الثقيل أمام منتخب البحرين الطامح إلى الظهور الأول في مونديال جنوب افريقيا؟! .. سؤال يجر وراءه أسئلة صعبة تزرع الخوف وتبذر القلق لأن الجماهير الرياضية اليمنية تتقلب بين الألم والأمل.. والطموح والقلق من القادم.