خسر منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مباراته الودية أمام نظيره الماليزي بهدف دون رد السبت الفائت على أرض الأخير. وكان منتخبنا الوطني بدأ الثلاثاء الفائت معسكراً تدريبياً خارجياً في ماليزيا استعداداً لخوض مباراته الأخيرة في تصفيات كأس آسيا أمام مضيفه هونج كونج التي ستقام يوم غد الأربعاء، الثالث من مارس، كتحصيل حاصل ضمن المجموعة الأولى التي تضم إلى جانبيهما منتخبي اليابان والبحرين اللذين ضمنا منذ وقت مبكر الحصول على بطاقتي هذه المجموعة. وفي حين فشل الاتحاد العام لكرة القدم مجدداً في الإيفاء بوعوده بالنسبة إلى إقامة مباراتين وديتين كان قد أعلن عن إقامتهما في وقت فائت، قال المشرف الفني للمنتخب وعضو اللجنة الفنية لاتحاد كرة القدم خالد صالح حسين أنه "تم التوصل مع الاتحاد الماليزي لكرة القدم على إقامة معسكر تدريبي خارجي للمنتخب هناك بعد تعذر إقامة مباراتين وديتين للمنتخب الوطني أمام منتخب موزمبيق في صنعاء يومي 17 و20 فبراير"، دون أن يشرح الأسباب الحقيقية التي حالت دون إقامة هاتين المباراتين.
وأضاف صالح ل"سبأ" أن اللجنة الفنية لإعداد المنتخب، برئاسة الدكتور عزام خليفة، "تعمل كل ما بوسعها لتوفير متطلبات الجهاز الفني وتحرص على تنفيذ برنامجه الإعدادي وما يتخلله من معسكرات إعدادية داخلية وخارجية بما يضمن الارتقاء بالمستوى الفني للاعبين، وكذا إجراء مزيد من المباريات التجريبية الودية مع المنتخبات العربية والآسيوية والخليجية بما يسهم في إنجاح برنامج إعداد المنتخب في طريق استعداداته الجادة لمنافسات خليجي 20 التي تحتضنها اليمن أواخر العام الجاري في مدينتي عدن وأبين".
من جهته قال مساعد مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم، أمين السنيني: "إن القفزة النوعية التي حققتها الكرة اليمنية، باحتلالها المرتبة (105) في التصنيف العالمي الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم لشهر يناير الماضي، هو إنجاز جيد تحقق بفضل جهود كل الجهات التي لها علاقة بالمنتخب في وزارة الشباب والرياضة والاتحاد العام لكرة القدم"، وهو ما يتناقض تماماً، وبشكل صارخ، مع تصريحات كان أطلقها مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم الكرواتي ستريشكو.
وأضاف أمين السنيني -في سياق تصريح صحفي ل"الجمهورية" في وقت فائت- أن هذا التقدم "لم يكن من باب الصدفة أو ضربة حظ". لكن مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم الكرواتي ستريشكو كان في وقت فائت فتح النار على الاتحاد العام لكرة القدم، حيث قال: "إن الكرة اليمنية لا تحتاج لمدرب وإنما تحتاج لاتحاد يستطيع تسيير أنشطته"، مشيراً إلى أنه "لو جاء لتدريب المنتخب اليمني الإيطالي كابيللو أو مورينيو أو غيرهما، سيفشلون في بيئة العمل في اليمن".
وجاءت تصريحات المدرب الكرواتي في حوار أجرته "الرياضة" في وقت فارط، مثيرة ردود فعل عنيفة وسخطاً لافتاً للأنظار في الشارع الرياضي صوب اتحاد كرة القدم، خاصة بعد إقرار استضافة اليمن لخليجي 20، وأنه لم يقم بأي عمل إيجابي مع المنتخب اليمني طوال الستة الأشهر الماضية باستثناء معسكر خارجي أقيم في تركيا استغرق عشرين يوماً، ونوه إلى انه قدم للاتحاد اليمني 15 برنامج إعداد، إلا أن التفاعل مع هذه البرامج كان محدوداً أو يلقى لامبالاة من اللجنة الفنية في الاتحاد اليمني. وأضاف: "إن المنتخب يمضي وفق برنامج عشوائي للاتحاد وهو برنامج (كل يوم بيوم)"، ويؤكد: "إن برنامجي الذي قدمته لجميع الهيئات ووافق عليه الجميع تم إلغاؤه والآن نعمل يوماً بيوم وفق برنامج الاتحاد".
وذكر ستريشكو أنه لم يجد أي شخص في اتحاد كرة القدم للجلوس، حيث قال: "أود أن أجلس مع (أي أحد) من أجل بناء البرنامج العام للمنتخب بالتناسب مع المنافسة المحلية، وهذا ما يتم في قطر والسعودية والإمارات الذين -بالتعاون والتنسيق- أنجحوا منافساتهم ومضوا في إعداد منتخباتهم بطريقة ممتازة".
عدا ذلك؛ أشار ستريشكو إلى "وجود تخبط كبير في الجانب الإداري في الاتحاد العام لكرة القدم". وقال: "لم أعد أعرف ما عليّ أن أصدقه أو لا أصدقه! في مرة.. انطلقت مع مساعدي نحو المطار على أساس السفر إلى تونس لمعسكر هناك، وفي الطريق أخبرني السائق أنه لم يعد هناك معسكر فأحسست بحرج كبير". وقد قال متابعون -في سياق حديثهم ل"المصدر أونلاين" هذا الأسبوع- "إن عدم إقامة المباراتين اللتين أعلن عنهما الاتحاد العام لكرة القدم في وقت سابق يعزز بشكل لا لبس فيه ما ذهب إليه المدرب الكرواتي ستريشكو الذي كان جريئاً حينما وضع نقاط الحقيقة على حروف الواقع، لاسيما ما يخص التخبط الكبير في الجانب الإداري في الاتحاد العام لكرة القدم". وهو أمر جعل هؤلاء المتابعين يؤكدون أن "نهاية ستريشكو باتت وشيكة"، إذ يعمل عدد من النافذين الآن على تحين الفرصة للإطاحة برأس هذا المدرب الجريء على الرغم من وجود معلومات أشارت إلى استمرار ستريشكو في منصبه إلى ما بعد خليجي 20 بعد أن خدمه تصنيف "الفيفا" الأخير، إلاّ إذا استجدت أمور أخرى مغايرة.
وكان المنتخب الوطني الأول لكرة القدم قفز أخيراً إلى المركز 105، وذلك بعد حصده 294 نقطة طبقاً للتصنيف الشهري الذي أصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا". وتقدم المنتخب الوطني الأول لكرة القدم 25 مركزاً بعد أن جاء في المركز 130 في التصنيف الذي أصدره "الفيفا" في ديسمبر الماضي، وهو تقدم -وفق موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"- جعل منتخبنا يتخطى منتخبات عربية أخرى مثل: الأردن، السودان، الإمارات، ليبيا، ولبنان.
لطالما كان الاتحاد العام لكرة القدم محل انتقادات بسبب ما يتسم به عمله من عشوائية صارخة في كثير من الأمور ذات الصلة باللعبة. ومع ذلك؛ دعونا نضع ما سلف جانباً ولو للحظات. عوضاً عن ذلك تجدوننا سلكنا طريقاً مغايراً، إذ وضعنا - نحن في "المصدر أونلاين"- ثلاثة أسئلة وحسب، على طاولة ثلاثة من الإعلاميين المعروفين، وهم المصنفين من قبل كثيرين من حيث التواجد على خارطة ما يخطه أقلامهم [في مربعات مختلفة]، لنرى ما في جعبتهم في إطار الرأي والرأي الآخر، وقد فعلوا ذلك بإرادتهم مشكورين.
في ما يلي الأسئلة، وتاليها الإجابات. * كيف تقرأ التقدم الذي أحرزه منتخبنا في التصنيف الأخير للفيفا؟ * ثمة من يعتقد أن الاتحاد العام لكرة القدم بدأ يعيد حساباته بالنسبة إلى الكرواتي ستريشكو كمدرب لمنتخبنا الوطني على طريق إنهاء عقده، خصوصاً بعد أن هاجم الأخير اتحاد كرة القدم بشكل لم يسبق له مثيل؛ لكن التقدم الذي أحرزه منتخبنا في التصنيف الدولي عرقل مثل هذا التوجه -بحسب معلومات- إلى ما بعد نتائج خليجي 20 .. أنت كيف تقرأ الأمر؟ * هل تعتقد أن المنتخب الوطني لكرة القدم يعمل فعلاً وفق برنامج واضح في ظل عشوائية إدارية يعيشها اتحاد كرة القدم طبقاً لرأي كثير من المتابعين؟ ولماذا؟
فؤاد قاسم: القرار في اتحاد الكرة ب(يد رجل واحد) فقط ! * التقدم هذا جاء نتيجة فوزنا الأخير على منتخب البحرين.. وهو في الحقيقة أسعدنا كثيراً، ولكنه ليس ذلك الإنجاز الذي يجب أن نتغنى به.. ونعزف له الألحان ونردد المواويل كما حصل، لأن الإنجاز الذي سيسعدنا -كإعلاميين ومتابعين للمنتخب اليمني- هو تطوير مستوى المنتخب والأداء الجيد المصحوب بالنتائج وتحقيق الألقاب..علماً أن تقدم منتخبنا في التصنيف العالمي إلى المرتبة 105 ليس لأول مرة كما يسوق البعض لغرض في نفس يعقوب.. فقد تحصل المنتخب اليمني في التسعينات، حين كنا ننافس الإمارات على البطاقة التأهيلية الآسيوية وفزنا عليها في صنعاء، تحصلنا -على ما أعتقد- على المركز (98)، وبالإمكان العودة للأرشيف.
* ما قاله ستريشكو هي الحقيقة بحد ذاتها. ورغم أن ما قاله ليس بجديد فقد جفت أقلامنا ونحن نكتب أن مشكلتنا ليست فنية وليست بالجهاز الفني وإنما هي مشكلة إدارية يتحملها اتحاد العيسي.. وقالها قبل ذلك (زوران). وقالها قبل سنوات قليلة المدرب الجزائري رابح سعدان الذي قاد منتخبنا في وقت سابق.. قال لي مرة إن اليمن لو أتاها أفضل مدرب في العالم مصيره الفشل، ودلل على كلامه بتجربته المرة مع الاتحاد.. وأعتقد أن الاتحاد الآن أمام اختبار صعب، فهو يمنّي النفس بفشل ستريشكو من أجل محاسبته وإنهاء العقد بحجة فشله، فيما الحقيقة يريد أن يحاسبه على صراحته.. ولكن الاتحاد يخشى ردود الفعل، وخاصة من الإعلام الرياضي الذي لن يسكت.. خاصة وأنهم مقبلون على انتخابات.. فالاتحاد يسير بعشوائية، فقد سبق له أن تخلى بصورة غريبة على المدرب البرتغالي (جوزيه موريس) بحجة أنه لا يفقه شيئاً، واستدعى حين ذاك المدرب الهارب محسن صالح.. ودليل أن الاتحاد يعمل بعشوائية، كانت النتائج المخجلة في خليجي 19 مع محسن صالح.. فيما واصل البرتغالي موريس تألقه وأصبح مساعداً لأعظم مدرب في العالم (مورينهو) مدرب البرتغال.. أليس ذلك كافياً ودليلاً على صدق ما قاله المدرب الحالي لمنتخبنا الكرواتي سترشكو.
* الإجابة أكيد ستكون لا. والدليل ما قاله ستريشكو وقاله قبله سعدان.. منتخبنا يسير بعشوائية مفتعلة من قيادة الاتحاد. ودليل آخر ما تصرح به اللجنة الفنية.. وبعدها بأيام نسمع تصريحات من الأمين العام تدحض ما قالته اللجنة الفنية.. وأيام أخرى ونسمع تصريح لرئيس لجنة المنتخبات جديد ينفيه تصريح لمدير المنتخب! وهكذا. أما عن السبب فلأننا هكذا نحب العمل العشوائي والعمل الارتجالي، ولأن القرار بيد رجل واحد فقط هو رئيس الاتحاد.. والسبب الآخر عدم إعطاء اللجان صلاحيات، ومبدأ الثواب والعقاب وإعطاء الخبز لخبازه.
علي جمعان باسعيدة: اتحاد الكرة يقوم ب(عمل جيد) وعلينا أن نقدره ونثني عليه
* الحقيقة أن المركز الذي حققه منتخبنا جيد قياساً بما حصل من تراجع للمنتخب في فترات سابقة، واعتقد أن هذا المركز المتقدم -قياساً بأوضاع الكرة اليمنية- يجب المحافظة عليه، وأن يكون دافعاً لقيادة الاتحاد للمضي قدماً في الخطوات الصحيحة والمدروسة لانطلاقة صحيحة للكرة اليمنية مستقبلاً. في الوقت نفسه، لا نريد أن ننخدع بما حققناه ونقف عنده بزهو وافتخار ونترك ترتيب أمور كرة القدم بطريقة صحيحة ومدروسة وهو ما قد يعيدنا للمربع الأول.
* أما إذا صحت هذه الأقوال في إقالة مدرب المنتخب الحالي ستريشكو أو أن هناك نية لاستبعاده في فترة من الفترات، فأعتقد أن ذلك سيكون بمثابة القشة التي ستقصم ظهر قيادة الاتحاد الكروي، وبالتحديد رئيسه الشيخ أحمد العيسي، كون المدرب المذكور بدأ يضع الأساسات الصحيحة للكرة اليمنية على مدار السنوات القادمة، وإن كانت الأجواء المحيطة والتي تشترك فيها جهات أخرى كوزارة الشباب والرياضة مثلاً إلى جانب الاتحاد لا تساعد على تنفيذ ليس كل متطلبات المدرب، بل حتى ربعها، إلاّ أننا نوقن أن المدرب عمل الكثير للمنتخب. قد يكون المدرب قد صرح يوماً وتدخل في شئون الاتحاد، وهذا ليس من حقه -كما قال العيسي وأنا معه في ذلك- كون مهام المدرب معروفه، غير أن ما دفع الكرواتي لقول مثل هذا الكلام ليس تدخلاً أو تطفلاً بقدر ما في الأمر حالة الإحباط الشديد التي واجهته في فترة من الفترات، غير أن كلماته كانت جرس إنذار وتنبيه لمسنا بعض ثمارها فيما بعد.
لذلك فإن إقالة المدرب في الوقت الحالي، أو التفكير في ذلك مستقبلاً، أمر لا أنفي وجوده غير أنه قد يكون آت من ردة فعل وقتية ذهبت لحالها، إضافة إلى أن الاتحاد الحالي أو أي اتحاد آخر يهمه نجاح وتطور الكرة في بلاده، وهذا يتناقض مع ما ذهب إليه البعض حول إقالة المدرب، ولا أعتقد أن أي اتحاد يفكر في إقالة مدرب يعطي تباشير إيجابية في فترة وجيزة وفي ظل إمكانيات شبه معدومة.
* قد أكون مبالغاً إن قلت إن هناك أموراً تحدث داخل المنتخب جيدة، غير أنني لا أتفق أو أذهب مع البعض الآخر الذي يصنف مثل هذا الذي يحدث بالعشوائية، أو العمل العشوائي، لأن مثل هذا الكلام فيه إجحاف بحق قيادة الاتحاد، وأنه لا يعطي ثماراً جيدة بقدر ما يعني تقهقراً في كثير من الأمور.. والمتابع لأمور المنتخب الأول -أكان في النسخة الثامنة عشرة لبطولة كأس الخليج في الإمارات أو حتى في النسخة التاسعة عشرة بمسقط ما بعد مباراة قطر وصولاً إلى النتائج والمستوى الجيد في التصفيات الآسيوية أو المنتخبات السنية الأخرى- يرى أن هناك عملاً جيداً يقوم به الاتحاد علينا أن نقدره ونثني عليه ونعطيه حقه، لكن يبقى التركيز من قبل الاتحاد على هذه الإيجابيات وتطويرها والعمل بوتيرة أعلى في الحد من السلبيات التي تحدث وتتكرر بصورة عجيبة، وهذا ما يخدش عمل الاتحاد ويضعه تحت سطوة النقد البناء. وأكرر: البناء الذي يهدف إلى الارتقاء بالعمل وفق آليات واضحة -أكان من حيث تواجد الكادر الفاهم أم في منظومة العمل ككل- وهو أمر يجب أن يضع له رئيس الاتحاد الاهتمام الأكبر في الفترة القادمة، وتحديداً في الولاية الثانية للشيخ أحمد التي يفترض -بل إننا متفائلون- أنها ستكون أكثر تطوراً من سابقتها، وهذا ما نلمسه من بعض الخطوات أو الترتيبات أو من حديث رئيس الاتحاد الذي يعمل في بيئة معقدة ومعروفة للجميع، ومع ذلك فإنه قدر بأسلوبه وإدارته للاتحاد أن يحقق نجاحات طيبة مقارنة بوضعنا الراهن أو حتى أيام الاتحادات السابقة التي هي الأخرى تبحث عن النجاح والذي لامسته في شق وأخفقت في الشق الآخر كما هو حال هذا الاتحاد أو أي اتحاد قادم.
علي سالم بن يحيى: اتحاد الكرة قد يفعلها للإطاحة برأس ستريشكو
* ينبغي ألا نهلل كثيراً بالتقدم الذي أحرزه منتخبنا الوطني من خلال بضعة مباريات كانت بمثابة تحصيل حاصل للمنتخبات المنافسة. وإذا آمنّا بأنه إنجاز فأنا أعتبره بمثابة خطوة سلحفاة نحو الأمام؛ فالمنتخب أمامه الكثير والكثير جداً حتى يصل للمرتبة التي نريدها.. ينبغي التخلص من العاهات المستديمة، والعشوائية في طريقة اللعب، والتكتل الدفاعي المستميت. نريد المنتخب يحتك أكثر بمنتخبات أكثر قوة حتى تتم الاستفادة بحيث يكون معياراً حقيقياً للتقدم المنشود.
* احترمت ستريشكو كثيراً، وكنتُ سعيداً جداً بالاستماع لهجومه الحاد الذي خص به اتحاد الكرة، وهذا دليل على أن الرجل أتى ليعمل ويحصد عمله وليس منافقاً يتقاضى أجره وينصرف كما فعل غيره من المدربين أو بمعنى أدق (المطبلين)..!
اتحاد الكرة يعتقد في قرارة نفسه أنه أتى بما لا يستطيعه الأوائل، ويعتبر نفسه فوق النقد رغم أن كل أعماله سلبية وتستحق الجلد وليس النقد. ما أعجبني في الكوتش الكرواتي إخلاصه لعمله واعتماده على العناصر الشابة التي ستكون "وش السعد" على الجمهور اليمني في قادم المسابقات، ولأول مرة يمتلك مدرب الشجاعة ويبعد "شيوخ الغفر" عن التدخل في التشكيلة والاختيارات والإبقاء على من انتهت صلاحياتهم في الملاعب للجلوس في المدرجات.
اتحاد الكرة (أحمق) وقد يفعلها للإطاحة برأس المدرب والشواهد كثيرة ولكنه يخاف غضب الشارع الرياضي الذي بدا ملتفاً حول المدرب ونتائجه الإيجابية والعروض الجيدة التي ستثمر مستقبلاً إذا تركوا الرجل يعمل وانصرفوا لتدبير أمورهم (غير) الرياضية وتركوا الرياضة لأهلها الحقيقيين.
* لا أعتقد أن المنتخب يعمل وفق برنامج واضح؛ فماذا تنتظر من اتحاد عشوائي؟.. طبعاً مزيداً من العشوائبة. ماذا تنتظر من اتحاد جل أعضائه ليسوا من أهل الرياضة؟.. مزيداً من العجين والعصيد والسلتة..!
المشكلة أن الاتحاد لا يعترف بالعشوائية والهوشلية الحاصلة فيه، هو يرى نفسه الطاووس ولا زلنا في أسفل الترتيب؛ كيف لو أحرزنا كأس الخليج بدعاء الوالدين! سيحولون حياتنا إلى كوابيس من المد والقدح والعشوائية. الاتحاد يذكرني بذلك المدرب الذي يحث لاعبيه بعبارة واحدة: (اخطف واجري)!!
يفترض من الاتحاد الاستفادة من تجارب الأشقاء والاستعانة بمن ينورون الطريق بالخبرات والكوادر والعمل المنظم المؤسسي، وتحديد برنامج علمي لتطوير المنتخب وإعداده، ورسم خارطة طريق للنهوض بالكرة اليمنية وعلى رأسها الاتحاد نفسه.
