تأكيداً لما نشره موقع "الجمهور نت" من ارتكاب جماعة التمرد الحوثية لجريمة اختطاف تسعة اجانب وقتل ثلاثة من المختطفين في منطقة نشور – احد معاقل الحوثية بمحافظة صعدة – أكد مصدر قبلي قريب من المتمردين الحوثيين في صعدة ان الرهائن الاجانب الستة المختطفين وهم خمسة ألمان وبريطاني أحياء وسلمَّوا إلى أحد قادة التمرد الحوثي. ونقلت وكالة فرانس برس عن المصدر اليوم الاثنين القول: إن الرهائن الستة تم العثور عليهم وسلموا إلى عبدالله الرزامي القائد الميداني للمتمردين وأنهم يتواجدون حالياً في منطقة الرزامات - التي تعد أحد معاقل الحوثيين في صعدة- مشيراً إلى ان جماعة الحوثي حددت هوية اثنين من الخاطفين هما محسن التام وفواز مرقي، إلا ان الحوثي يرفض تسليمهما كونهما من اتباعه. وبحسب مراقبين فان هذا الاعلان جاء ليربك عناصر التمرد الحوثية، فبعد الاعلان الأول بساعات سارع قائد المتمردين عبدالملك الحوثي إلى نفي ذلك الخبر، فيما أكدت مصادر قبلية في صعدة أن الحوثي يرفض تسليم الخاطفين للدولة. إلى ذلك نفت أسرة الممرضتين الألمانيتين اللتين قتلتا في صعدة إلى جانب الممرضة الكورية قيامهما باعمال تبشيرية وأكدوا ان ابنتيهما كانتا ترغبان فقط في مساعدة المحتاجين في إطار مهام انسانية. وقال "البرت" والد الممرضة ريتا "26 عاماً" في تصريحات نشرتها صحيفة ألمانية ان ابنته وزميلتها التي قتلت معها كانتا تقومان بتدريب لصالح منظمة اغاثة في اليمن وانهما كانتا تعرفان ان عليهما تقديم المساعدة فقط هناك.. مؤكدا عدم قيامهما بأنشطة تبشيرية. وكانت معلومات حصلت عليها صحيفة "الجمهور" أفادت أن المتمرد يحيى الحوثي الذي يتواجد في ألمانيا يشعر بالحرج بعد نشر صحيفة المانية اتهامات مباشرة للعناصر الحوثية المتمردة في جريمة اختطاف الاجانب وقتل ثلاثة منهم.. وهو ما دفع يحيى الحوثي واتباعه إلى انكار صلتهم بجريمة الاختطاف، خوفاً من أي موقف ألماني ضده، حيث من المتوقع ان تضغط الحكومة اليمنية على نظيرتها الالمانية بشكل مباشر أو عبر اهالي القتلى والمخطوفين على التعامل مع يحيى الحوثي هناك كإرهابي، بسبب خروجه على القانون ونشاط جماعته ضد الحكومة اليمنية في خطف وقتل رعايا ألمان لأسباب عدة. وفي سياق انكار الحوثيين لهذه الجريمة والصاقها بتنظيم القاعدة قال محللون لصحيفة "الجمهور" ان بصمات جريمة الاختطاف والقتل تؤكد ان المنفذين هم من الجماعات الحوثية المتمردة، كون أسلوب تنظيم القاعدة معروف بتنفيذ العمليات الانتحارية وتفجير الاجساد، كما حدث في التفجير الانتحاري الذي استهدف موكب السياح الكوريين في حضرموت، وغيرها من عشرات التفجيرات الانتحارية في العالم ولم يلجأ لأسلوب الخطف والقتل. وعزز المحللون من كلامهم هذا بوقوع جريمة خطف الاجانب وقتل بعضهم في مناطق تسيطر عليها عناصر الحوثيين، وهي منطقة مطرة ومنطقة عكوان والعفراء. وخلافاً لذلك يقول مراقبون ان هناك مؤشرات تعاون بين تنظيم القاعدة وجماعة الحوثيين، حيث استغلت القاعدة عمل عصابة التمرد ضد الحكومة، واستأجروا تلك العصابة في تنفيذ عملية اختطاف الاجانب التسعة وقتل الثلاث النساء منهم. وقبل عشرة ايام تقريبا خطف سبعة ألمان وبريطاني وكورية جنوبية في منطقة جبلية بصعدة.. وفي 15 يونيو الجاري عثر على جثث ثلاث نساء من المخطوفين في منطقة نشور في محافظة صعدة التي تعتبر معقلاً للتمرد الحوثي.