عُقد بمدينة رداع محافظة البيضاء (وسط اليمن)، اجتماعاً موسعاً للمشائخ والأعيان من أبناء مديريات قطاع ﺭﺩﺍﻉ لمناقشة الأحداث والتطورات الأمنية الخطيرة التي تشهدها المدينة من اغتيالات ونهب وتدمير للمنازل والمحلات التجارية في ظاهرة دخيلة على المجتمع تحت مبررات وخلافات مذهبية في ظل صمت الجهات المعنية لوضع حد لنزيف الدماء وغياب لدور الأجهزة الأمنية والعسكرية. وأوضح مصدر محلي ل"خبر" للأنباء، أنه خلال الاجتماع الذي ضم المشائخ والشخصيات الاجتماعية والأكاديميين وممثلي الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والإعلاميين والمثقفين، دان المجتمعون ما يحدث في مدينة ﺭﺩﺍﻉ من اغتيالات متبادلة بين مسلحين مناصرين للقاعدة، وآخرين للحوثيين وسفك للدماء طال العشرات من أبناء المنطقة وتفجير للمباني والمحلات والمراكز التجارية واستهداف للمنازل والبيوت، معتبرين ذلك مؤشر خطير قد يجر المنطقة بأكملها نحو حرب طائفية لن يسلم منها أحد. وأضاف أن المشاركين في الاجتماع أكدوا على ضرورة العمل على وقف نزيف الدم ووضع حد لما يجري في المدينة من أحداث مروعة، مثمنين دعوة شيخ مشائخ مديرية العرش الشيخ علي صالح الطيري لهذه المبادرة المجتمعية الهامة، مؤكدين ضرورة التفاف الجميع حولها والعمل على نجاحها لإنقاذ المدينة من الانزلاق في دوامة العنف والصراعات المذهبية والطائفية". وبحسب المصدر فقد أقر المجتمعون - بعد مناقشات مستفيضة ومداخلات لعدد من الحاضرين - تشكيل لجنة تضم عدد من مشائخ وأعيان القضاء للتواصل مع بقية المعنيين اللذين لم يتمكنوا من حضور هذا الاجتماع ودعوتهم لحضور الاجتماعات المقبلة. كما اتفق المجتمعون على صياغة وثيقة شرف بين كل الأطراف تحدد لها الضوابط والشروط الكفيلة بتنفيذها لتأمين مدينة ﺭﺩﺍﻉ وحقن الدماء وتجريم أعمال القتل وتفجير المنازل والمحلات وجميع أعمال العنف داخل مدينة رداع وتجنيب المدينة ويلات الصراعات الطائفية والمذهبية. وطبقاً للمصدر المحلي ذاته، فقد ناشد أبناء رداع رئيس الجمهورية واللجنة الأمنية العليا إلى الالتفات إلى ما يجري في المدينة من اختلالات أمنية غير مسبوقة في ظل غياب دور الأجهزة الأمنية والعسكرية ووضع حد لها. وأكد أبناء رداع وقوفهم إلى جانب القيادة السياسية ممثلة برئيس الجمهورية فخامة المشير الركن عبدربه منصور هادي في كل ما من شأنه العمل على تثبيت الأمن والاستقرار وإعادة السكينة العامة. وأقر الاجتماع عقد لقاء موسع، الخميس المقبل، الموافق 18 سبتمبر يشمل أكبر عدد من مشائخ قيفة والقبائل المجاورة لمدينة رداع وممثلي المكونات السياسية والتنظيمية والمنظمات المدنية لتجريم هذه الأعمال والخروج بوثيقة شرف تلزم جميع الأطراف بالوقوف صفاً واحداً أمام كل العابثين بأرواح المواطنين وضرورة التعايش ونبذ الفرقة ورفض العنف بكل أشكاله. وشهدت مدينة رداع، خلال الأيام الماضية، سلسلة حوادث اغتيالات وتصفيات متكررة بين مسلحين مناصرين للقاعدة وآخرين من أنصار جماعة الحوثي، وتحول الصراع بين الطرفين من الاغتيالات والتصفيات إلى تفجير المباني والمحلات والمراكز التجارية .