يحتفل السينغاليون هذا العام بعيد الأضحى في يومين بعد ان حرمهم الاختلاف في عملية رصد هلال شهر ذي الحجة من الاحتفال بعيد الأضحى في يوم واحد كما بقية الشعوب. ولا تملك السلطات في البلد المتعدد الأعراق والذي تبلغ نسبة المسلمين فيه 95% سلطة لفرض يوم الأحد الذي اعلنته اللجنة الوطنية لرصد الهلال موعدا للاحتفال بعيد الأضحى، بسبب تغلل سلطة "تنسيقية مسلمي داكار" التي اعلنت السبت عيدا للأضحى، ليصبح العيد في السينغال يومين السبت والأحد. ورغم ان "اللجنة الوطنية للتشاور حول الهلال" (كوناكوك) هي الجهاز الرسمي المخوّل له قانونًا رصد الهلال، وتحديد المناسبات الدينية المتعلقة به، فان تعدد العرقيات والقبائل في البلاد ساعد على تنامي سلطة "تنسيقية مسلمي داكار" (سي آم دي)، وهي هيكل مستقل يضم أئمة وشيوخ لا ينتمون إلى الطرق الدينية. واستبقت تنسيقية مسلمي داكار قرار لجنة رصد الهلال بالإعلان ان الاحتفال بعيد الإضحى في السنغال سيكون السبت 4 أكتوبر، واعلنت اللجنة الوطنية لرصد الهلال بعدها بيوم انّ عيد الإضحى أو "تاباسكي" كما يطلع عليه السينغاليون سيكون يوم الأحد 5 أكتوبر. ورغم ان الموعد الذي حددته لجنة رصد الهلال يوافق الموعد الذي حدده المغرب وموريتانيا اللذين يقعان على خط طولي واحد مع السينغال فان شقا من مسلمي السينغال سيحتفل بعيد الأضحى في اليوم الذي حددته تنسيقية مسلمي داكار. ويواجه مسلمو السنغال في كل عام مشكل اختلاف الطرق الدينية حول عملية رصد الهلال، ليتحوّل الأمر بمرور الوقت إلى نزاع تسبب في انقسام الشارع، فقامت السلطات بإنشاء "اللجنة الوطنية للتشاور حول الهلال القمري" بهدف انهاء هذا الخلاف لكن لايزال المشهد يعيد نفسه مرارًا مع كل سنة. ويحظى عيد الأضحى الذي يسمى ايضا بالعيد الكبير و"تاباسكي" باهمية خاصة لدى السنغاليين حيث يعتبرونه عيد الأعياد يحرص فيه المسلمون على اقتناء أفخر الملابس وصلة الرحم، ويولون عملية شراء الخروف اهمية كبيرة ويتنافسون لاختيار كبش الأضحية مهما كلفهم ذلك. وينظم السينغاليون بمناسبة عيد الأضحى مسابقة سنوية يتوجون فيها ملك جمال الخراف، وتخضع المواشي في هذه المسابقة لعدة معايير منها الوزن، والطول، والقرنين وطريقة المشي والوقوف، واللون، وطريقة التزيين، وترتفع القيمة المادية للفائز في المسابقة ليصبح اغلى خروف في السينغال.